قَالَتْ (وَالسَّعْدُ يُغَازِلُ عَيْنَيْهَا):
أَغْرَقْتَنِي فِي حَنَانِكْ
أَلْهَبْتَنِي بِدَلالِكْ
أَسْقَيْتَنِي عَذْبَ وِدَادِكْ
* * *
إِنْ غَفَوْتُ:
أَنَامُ عَلَى نَبْضِكْ
وَأَتِيهُ فِي حُضْنِكْ
* * *
وَإِنْ صَحَوْتُ:
أَجِدُنِي رَهِينَةَ طَيْفِكَ
وَأَسِيرَةَ هَمْسِكْ
* * *
قُلْ لِي بِرَبِّكَ: مَنْ أَنْتْ؟
* * *
ابْتَسَمَ قَائِلاً:
أَوَتَسْأَلِينَ مَنْ أَنَا؟ حَسَناً:
أَرَأَيْتِ
طَاوُوساً شَامِخًا
يَنْثُرُ نِصْفَ دَائِرَتِهِ
يَمْشِي وَيَتَغَنْدَرْ؟
* * *
أَوْ
نَسْراً مَارِدًا
يَفْرِدُ جَنَاحَيْهِ
يَسْبَحُ فِي فَضَائِهِ يَرْقُبُ وَيَتَبَصَّرْ؟
* * *
أَوْ
بُسْتَانًا زَاهِيًا
تُدَاعِبُ الأَطْيَارُ زَهْرَهُ
وَتَعْشَقُ جَمَالَهُ وَنَسِيمَهُ الْمُعَطَّرْ؟
* * *
أَوْ
حُوتًا نَاعِمًا
يَشُقُّ الْمُحِيطَ
يَصُولُ فِي مُلْكِهِ يَمْشِي وَيَتَمَخْتَرْ؟
* * *
حَبِيبَتِي!
أَنَا الطَّاوُوسُ
وَأَنْتِ جَمِالُهُ الْمُدَوَّرْْ
* * *
وَأَنَا النَّسْرُ
وَأَنْتِ مَعَهُ أَبَداً لَنّ يَتَعَثَّرْ
* * *
وَأَنَا الْبُسْتَانُ
وَأَنْتِ سِحْرُ وَجْهِهِ الأَنْوَرْ
* * *
وَأَنَا الْحُوتُ
مَلِكٌ؛ بِكِ يَتَبَاهَى، وَيَفْخَرْ
* * *
وأَنَا
رُوحُ قَلْبٍ مُتَيَّمٍ
وَشَدْوُ نَبْضٍ مُعَذَّبٍ
يَهْتِفُ:
أُحِبُّكِ
بِحَجْمِ الدُّنْيَا،
وَمَنْ عَلَيْهَا، وَأَكْثَرْ
aaajoudeh@hotmail.com
كاتب فلسطيني - الرياض