سماهم البعض (أسر منتجة)، وآخرون وصفوا المعرض بالبازار، بينما تحدثت عن البعض منهم في مقال سابق بعنوان (انستغرام ...نافذة للمواهب) بتاريخ 2-8-2013م، هذا هو معرض منتجون للمستثمرات من المنزل، من تنظيم الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، ومركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وبرعاية عدد من الجهات.
اتباعا للحكمة «لا تطعمني سمكا، بل علمني كيف أصطاد» كان العمل في هذا المعرض الذي ضم نتاج العديد من النساء الراغبات في الاستثمار من خلال عملهن المنزلي في مجالات إبداعية متعددة، تفاوتت بين الحرف والصناعات التقليدية وتصميم وانتاج الملابس والمأكولات الشعبية وفنون الحلويات والحفلات والعطور والتصميم الداخلي والتصوير الضوئي والتصميم والرسم ...الخ أو ما سمي بالأعمال اليدوية!
ولا شك أن الموهبة والفنون تقف خلف العديد من تلك المشاريع الإبداعية التي تقف على فكرة منتج فني إبداعي يقوم صاحبه بتسويقه بنفسه ضمن ما يسمى بالاستثمار من المنزل أو الأعمال الصغيرة أو غيره من المسميات.
ولعل الأسئلة التي تظهر جلية لزائر المعرض مرتبطة بكل من المرأة والموهبة، فعلى جانب يستطيع الزائر الوقوف بنفسه على عدد من المواهب بين النساء تحتاج فقط لأن تتحول إلى جانب استثماري يساهم في دعمها واستمرارية انتاجها وتطويرها، ومن جانب آخر لا يمكن أن نغفل المتغيرات الاجتماعية التي جعلت المرأة تشارك بهذه الكثافة من أجل العمل، سواء للفئة التي لم تستطع الحصول على عمل رسمي أو الفئة التي لم تجد عملا يناسب طموحاتها وقدراتها، أو تلك التي تملك بالفعل عملا رسميا، ولكنها تبحث عن مجال آخر لزيادة الدخل والفئة الأخيرة هي فئة تبحث عن مصدر دخل وحسب.
ففي المعرض، رأيت المرأة التي تقف بفخر وهي تتحدث عن مشروعها أمام الرجل وأمام المرأة وأمام الإعلام، وترى بين الحين والآخر فردا من عائلتها أو صديقاتها يساهمون معها ويدعمونها ولو من خلال (حمل) الأغراض.
مرة أخرى، المتغيرات الثقافية والاجتماعية التي لمستها في المعرض مؤشر جيد لبداية اتجاه المجتمع نحو الاستثمار في الموهبة والمرأة، وتحولات من عصر الطفرة والرعوية إلى عصر الاستثمار والتنمية.