| |
السلوك السوي والاقتصاد د. عبدالعزيز إسماعيل داغستاني
|
|
للسلوك السوي ارتباط وثيق بالاقتصاد قد لا يتنبه إليه كثير من الناس، ذلك لأن للسلوك السوي أثراً إيجابياً على الاقتصاد ينعكس بالضرورة على أداء الإنسان الذي يمثل المحرك الأول لمحفزات النمو ومكونات التنمية في أي اقتصاد وهذا يعني أن أي خلل في سلوك الإنسان ستكون له، بالضرورة، انعكاسات سلبية على الاقتصاد الكلي. ولعل هذا ما تعاني منه اقتصادات الدول النامية بشكل عام. وتبدو هذه الصورة أكثر إيلاماً وأسفاً في الدول العربية والإسلامية التي يفترض أن يكون الإسلام قد قوّم سلوكها وأنها تمتثل أصلاً في تعاملاتها لأحكام الإسلام التي تدعو إلى الخلق الحسن وحسن التعامل فالدين المعاملة. وارتباط السلوك السوي بالاقتصاد يتجسد في تحقيق كل المزايا والوفورات التي تتحقق للاقتصاد من حسن التعامل أي حسن الأداء. والمشاهد في عالمنا العربي والإسلامي عموماً هو انحرف السواد الأعظم من الناس عن أحكام التعامل في الإسلام وبعدهم عن الإتقان في العمل، احترام الوقت، احترام النظام، مراعاة حقوق الآخرين، المحافظة على الآداب العامة، الأموال العامة، النظافة، وغير ذلك من المثالب التي أصبحت تمثل صفة تلازمنا في حياتنا اليومية. وسنظل هكذا ما لم يركز الخطاب التوعوي على الجانب السلوكي في حياة المسلم، وهذا ما ينقصنا ونفتقده رغم حاجتنا إليه فمن يعلق الجرس.
رئيس دار الدراسات الاقتصادية ورئيس تحرير مجلة عالم الاقتصاد
|
|
|
| |
|