Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/11/2006G Issue 12477محليــاتالأحد 05 ذو القعدة 1427 هـ  26 نوفمبر2006 م   العدد  12477
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

دفق قلم
ابدأ بنفسك
عبدالرحمن صالح العشماوي

قال لي صاحبي: أما ترى لهو الناس، وغفلتهم في هذه الحياة، وانشغالهم بكماليَّاتها عن ضروريَّاتها، حتى وصلوا إلى درجة من التقاطع والتدابُر فيما بينهم بصورة تنذر بخطر كبير على تماسك المجتمع، وقدرته على مواجهة أهل الباطل الذين يسوقون إليه من ضلال الأفكار، وفساد الأخلاق ما نراه بأعيننا كل يوم، هنالك غيبة ونميمة، وهنالك تقصير كبير في صلة الأرحام، وتهاون بكثيرٍ من أوامر الشرع ونواهيه، وعدم تقدير للعواقب التي تنتج عن ذلك.
قلت لصاحبي: في المجتمع خيرٌ وشرٌّ، وفيه فساد وصلاح، وأنا أعرف من مظاهر الخير فيه ما يدلُّ على رغبة الناس في الصلاح والخير وحرصهم على القيم والأخلاق، ولكنَّ هذا لا ينفي ما ذكرته أيها الأخ الكريم من وجود مظاهر انحرافٍ لا تخفى، أشرت أنت إلى بعضها، وما لم تُشِرْ إليه منها كثير، وأنا أنظر إلى هذا الأمر بمنظار عملي، يحتاج منا إلى المبادرة بالعمل، وأن نبدأ بأنفسنا، وهذا هو شأن الإنسان الفاعل الذي يريد أن يكون له أثر إيجابي في المجتمع، من حقِّ منهج التغيير إلى الأفضل علينا أن نرسِّخه في الحياة بأن نبدأ به قبل الآخرين، وهنا نسأل أنفسنا: هل نحن واقعون في كلِّ ما نأخذه على الناس أو بعضه فإذا كنَّا كذلك فنحن مشاركون في وجود المشكلة، ونقدنا للناس فيما يقعون فيه ونقع معهم فيه لن يكون ذا أثرٍ فعَّال، وإنما سيبقى كلاماً يُردَّد بدون قوةٍ في التأثير، وهنا نحمَّل مسؤولية التغيير لأنفسنا حتى نخطو الخطوة الصحيحة في تغيير الآخرين بل إنَّ الثابت من خلال التجارب البشرية أنَّ الذين يبدأون بتغيير أنفسهم يصبحون قدوات للناس، ويحملون لواء التغيير إلى الأفضل بعناءٍ أقل، لأن التطبيق العملي هو أقصر طرق التغيير إلى النجاح، وهو أهم أسلوبٍ في التأثير والإقناع.
ما زلت أذكر أحاديث كثيرة كانت تجري على ألسنة عقلاء القرية وأصحاب الرأي منهم حول التجاوزات في حفلات الزَّواج التي كانت تستمر ثلاثة أيام، وفي مناسبات العزاء التي كانت تتحول إلى ولائم كبيرة تتنافى مع طبيعة العزاء، وكان الكلام يذهب أدراج الرياح، حتى بدأ التطبيق من بعض المتحمسين للتغيير، فكان أنموذجاً حيَّاً جعل الناس، أو أكثرهم يقتدون به، ويدعون له لأنه كان سبباً في الراحة والتوفير.
هنا تحوَّل القول والحديث عن التغيير، إلى تطبيق له، فكانت النتيجة الإيجابية، لو منع كل إنسان منا نفسه عن اغتياب الناس في المجالس لذهب بأجر البداية التي منها ينطلق التغيير، وهل كانت دعوة النبي عليه الصلاة والسلام إلا قول وعمل، وكان العمل يسبق القول، فأمانته، ورحمته للناس، وصدقه، وتواضعه، وخلقه الحسن عليه الصلاة والسلام كانت سلوكاً ظاهراً في حياته تراه عيون الأنصار والأعداء، وكانت أبواباً مشرعة للقدوة والتغيير.
وأذكر هنا قولاً لمالك بن نبي أتخفنى به القارئ الكريم وليد النصبان يقول فيه: قم بتغيير نفسك، تغيِّر التاريخ.
قلت لصاحبي: إن تغيير النفس من أهم أساليب الإصلاح التي يغفل عنها كثير من الناس، ولو بدأ كل إنسان بنفسه لتغيَّرت الأحوال.
إشارة
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved