| |
رحمك الله يا سمو الأمير سعود بن عبد الله بن طالب (*)
|
|
الحمد لله القائل {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فان وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} والصلاة والسلام على الرسول الأمين. فإن هناك رجالا جاهدوا في الله حق جهاده، وبذلوا أنفسهم رخيصة في خدمة الدين، والجهاد في سبيل الله - تعالى - والذود عن حياض وطنهم، والمشاركة الفعلية الجليلة في توحيد هذا الكيان العظيم، المملكة العربية السعودية، فسطر التاريخ مآثرهم، ودون جليل أعمالهم بمداد من ذهب. ومن هؤلاء الرجال الأفذاذ، والأبطال العظام: صاحب السمو الأمير عبد الله بن فيصل بن فرحان آل سعود الذي انتقل إلى جوار ربه ليلة الثلاثاء الموافق 30-10- 1427هـ عن عمر يناهز مائة عام قضاها سموه في خدمة دينه ومليكه ووطنه، فقد شارك موحد هذه المملكة جلالة المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في عدد من الغزوات إبان جهاده في توحيد هذا الكيان العزيز، وكان يشاركه في هذه المهام أخوه صاحب السمو الأمير فهد الفيصل الفرحان، الذي يتصف بالخصال نفسها، رحمهم الله جميعاً. ولما استتب الأمن والأمان كلفه الملك عبد العزيز - رحمه الله - بكثير من المهام والمناصب، وعينه أميراً على عدد من المناطق كان آخرها منطقة القصيم؛ لما عرف به سموه من الاستقامة، والرصانة، والحكمة والدهاء، فقد عرفت هذا الأمير الفاضل - غفر الله له - منذ سنوات طويلة منذ تعيينه رئيساً للحرس الوطني، فقد كان الوالد - رحمه الله - يتشرف بالعمل تحت إدارته، حيث يعتبر من المقربين اليه، وأسند إليه عدداً من المهمات والأعمال عند تحرك أفواج الحرس الوطني إلى البدع؛ كقوة عسكرية في شمال المملكة إبان الحرب الثلاثية، وأقام هناك قرابة العام، وعند عودتهم، روى لنا والدي ما كان يتصف به هذا الأمير الفقيد - رحمه الله - من الورع، والطاعة لله، والحكمة والمروءة، وبعد النظر، فقد كان أميراً ورئيساً للحرس الوطني، وداعية إلى الله على بصيرة، فقد كان يتعامل مع أكثر من خمسة آلاف مجاهد من البادية بروح طيبة هادئة، يحثهم على طاعة الله، ومحبة ولاة الأمر، والإخلاص لهم ولوطنهم، وكان يتفقد من حوله لصلاة الفجر، وتعلموا منه الأمانة والإخلاص لله، ولولاة الأمر، وحب الوطن. وكان لهذا الأمير الجليل أثر كبير فيمن حوله، ومنهم والدي - رحمه الله - الذي ظل على صلة دائمة بالأمير الفقيد، وكان يصحبنا في زيارته له في مزرعته (مشيرفة) بالخرج، وكان غاية في التواضع، والزهد، والتقوى، وحب الخير، وطاعة الله - تعالى - مع الشهامة والنخوة والكرم. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يغفر له ولوالدينا، ولجميع المسلمين، إنه سميع مجيب، وأن يبارك في ذريتهم ويجعلهم - إن شاء الله - على درب آبائهم- وهم - ولله الحمد - كذلك.
(*)وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف للشؤون الإدارية والفنية
|
|
|
| |
|