أحياناً ما تتكون الجلطات الدموية في صورة دوالٍ بالأوعية الدموية، التي عادة ما يصبح لونها أحمر وتبدو صلبة جامدة ومؤلمة، وهذه الحالة تسمى التهاب الوريد الدموي، وعلى الرغم من أن الإصابة بهذه الحالة متعب ولا يجعل صاحبه في راحة إلا أن هذا النوع من الجلطات الدموية لا يعدّ خطيراً بخلاف الجلطة الدموية العميقة الناتجة عن انسداد الأوعية الدموية.
تعد الإصابة بدوالي الساقين هي الضريبة التي ندفعها نتيجة الوقوف لفترات طويلة سواء في المنزل أو في العمل وسواء للرجال أو النساء، فلأن الأوعية الدموية هي جزء من نظام دوري منخفض الضغط، حيث عليها أن تعيد الدم غير المؤكسد إلى القلب بضخه إلى أعلى وهي في نفس الوقت غير قوية بالقدر الكافي، ومع هذا فعليها أن تتكيف مع وضع يكون فيه ضغط الدم عالياً جداً. ونتيجة لذلك الضغط تصبح جدران هذه الأوعية الدموية في حالة شد وتشوه مكونة الشكل المعتاد للدوالي الذي تظهر فيه العروق واضحة متكورة، وتزداد شدة هذا الضغط في حالة حدوث أي شيء يتدخل في عودة الدم عبر الأوعية الدموية مثل الوقوف لفترات طويلة وحالات الإمساك والحمل وزيادة الوزن، وفي هذه الحالات بالتحديد تكون الظروف مهيأة جداً ويكون هناك استعداد طبيعي لحدوث دوالي الساقين. وأحياناً ما تكون دوالي الساقين وراثية في بعض العائلات أو أنها قد تحدث بعد سنوات من الإصابة بالجلطة الدموية العميقة. ولا يمكن أن تتعرض ذوات الأربع للإصابة بمثل هذه الحالة لأن ضغط الجسم كلّه موزع على أربع أرجل وبالتالي حين يعود الدم من الساقين إلى القلب كأي دورة دموية لكائن حي لا تتعرض الأوعية الدموية للضغط الشديد كما يحدث في الإنسان.
هل تحدث الدوالي في الساق فقط؟
على الرغم من أن الإصابة بالدوالي تكون شائعة في الساقين وخصوصاً في النساء إلا أنها قد تحدث في المريء وفي الرجال في منطقة الخصيتين بكيس الصفن الذي يحويهما وكذلك في المستقيم والشرج. وهذه المشكلة التي تكون فيها العروق في الساق ملتهبة وتشبه حبات العنب تشكل مشكلة جمالية أيضا.
المشكلة تزداد سوءاً
لا تتوقف المشكلة للأسف عند هذا الحد وسوء المظهر، بل إذا حدث ضعف في الصمامات في الأوعية الدموية العميقة أو في مداخل الأنظمة الداخلية للأوعية الدموية يحدث تدفق دموي عكسي في نظام الأوعية الدموية السطحي.
ومن أعراض ذلك العجز في الأوعية الدموية تظهر الأوعية الدموية السطحية في صورة بارزة ويصاحبها آلام في باطن ساق القدم وتورما وشحوبا في الأرجل، ويبدو الجلد في هذه الحالة جافا متشققا وحساسا في منطقة الساق (حالة إكزيما الدوالي) وميل إلى القرح، قد يحدث بشكل عارض أن يحدث تهتك في الأوعية الدموية وتنزف بغزارة.
دوالي الحمل
تختفي دوالي الأوعية الدموية التي تحدث في ساقي الحوامل بعد الوضع، أما الدوالي البسيطة فتتماثل للشفاء بعد إنقاص الوزن.
- ويمكن لمن يعاني من دوالي الساقين سواء الحوامل أو غيرهن ارتداء الجوارب الطبية المخصصة لذلك، حيث تمثل داعما للأوعية الدموية التي تقوى من جدرانها فتستطيع تحمل الضغط في حالة ضخ الدم لأعلى دون أن يحدث لها أضرارا.
الحل الجراحي
في بعض الحالات تكون الجراحة ضرورية، هي تكون بطريقتين رئيسيتين: إما بنزع الأوعية الدموية المصابة بالدوالي بداية من منبعها أعلى الفخذ إلى رسغ القدم، والطريقة الثانية هي ربط الأوعية الدموية التي تمد الأوعية الدموية الأكثر عمقا. ومهما كانت الجراحة ناجحة، قد تتكرر الدوالي في الحدوث إذا لم يقوم المريض بإحداث تغيرات في أسلوب حياته المعتاد مثل إنقاص الوزن وتجنب الوقوف لفترات طويلة.
التخفيف من حدة المشكلة بالغذاء المناسب
* مشكلة الدوالي عموماً هي نتيجة بطء أو كسل في تدفق الدم، فيمكن التخفيف من حدة هذه المشكلة بتناول الأغذية التي تساعد على تنظيم وتحفيز تدفق الدم بحرية أكثر.
* الوزن الزائد يزيد من الضغط على الأعضاء الداخلية، لذا فهو من ضمن العوامل المساعدة على تفاقم وسوء حالة الدوالي، لذا فمن المفضل في هذه الحالة بل ومن الضروري إنقاص الوزن باتباع نظام غذائي قليل السعرات الحرارية حتى نخفف من الضغط على الأوعية الدموية وبالتالي نخفف من حدة المشكلة.
* من الأغذية التي تساعد على التخفيف من حدة المشكلة الأسبراجوس والبصل والثوم والبيض لأنها كلّها غنية بعنصر الكبريت ولها آثار مفيدة جداً للدم بتقليل الميل إلى التجلط، لذا فهذه الأغذية تستحق المحافظة على وجود كمية كبيرة منها ضمن وجباتنا الغذائية بقدّر الإمكان.
* الحرص على تناول الأغذية التي تحتوي على عنصر الزنك لأن توفر عنصر الزنك في غذائنا بصفة عامة يساعد على شعور الإنسان بالصحة وأنه في حالة جيدة ومن أمثلة الأغذية التي تحتوي على الزنك بوفرة المحار والحبوب الكاملة والبذور، وبالإضافة إلى ذلك يهمنا أن نعلم أن عنصر الزنك يخدم أكثر من وظيفة حيوية بالجسم، بداية من أهميته للنمو السليم وحتى التئام الجروح وشفائها.
* تناول وجبة غذائية متنوعة ومتوازنة ترتكز بصفة أساسية على الأغذية الغنية بالألياف والفواكه والخضراوات والعصائر كلّها عناصر غذائية تبطئ من تفاقم حالة الدوالي وتحد من تطورها إلى الأسوأ.
* يساعد تناول فيتامين ج والفلافونيدات بصفة خاصة على تقوية جدران الخلايا الدموية، لذا ينصح بالحرص على كل ما يحوي هذين العنصرين وخصوصاً الفاكهة الطازجة وخصوصاً فاكهة الكيوي والفراولة والموالح كالبرتقال واليوسفي والجريب فروت لذا ينصح كذلك للحصول على أعلى نسبة من الفيتامين بتناول العصائر بمجرد إعدادها وإعدادها في المنزل طازجة كنوع من التغيير بدلاً من شربها معلبة محتوية على الكثير من السكر والمواد الحافظة.
* وبشرط تناولك لغذاء صحي خالٍ من الدهون ووجباتك مكونة من كميات معقولة، يمكنك البدء في إنقاص وزنك بمعدل صحي تدريجي وليس مفاجئاً خاصة عندما تصبح أكثر نشاطا في الوقت نفسه.
نصائح تغذية
* تناول كميات كبيرة من الماء حوالي لترين ونصف يوميا، حيث يجب ألا تقلل عن هذه الكمية يومياً، ولكن تذكر أن تناول الماء في صورة شاي وقهوة لا يدخل ضمن هذه الكمية الموصى بها يومياً لتجنب الدوالي لأن كلا من الشاي والقهوة يعد كلاهما مدراً للبول من ناحية أخرى، فهما بذلك يساعدان على فقد السوائل من الجسم.
* ينصح بتجنب حالات الإمساك بتناول الكثير من الألياف لأن الإمساك يزيد من حالة الدوالي سوءا كما يجعلها أكثر احتمالا خاصة بسب إحداثه للنزيف الدموي.
* تعد النساء الحوامل معرضات بصورة كبيرة لحالات الدوالي بسبب ضغط الجنين على الأعضاء الداخلية وتزايد هذا الضغط كلّما كبر الجنين في الحجم وزاد وزنه، ويساعد الحامل في هذه الحالة تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين ب6 والتي من مصادرها الجيدة الجبن والبيض والفلفل بجميع ألوانه والمشمش والبلح والتين.