مطرب شاب ومع ذلك تشعر وكأنه من جيل الغناء الذهبي بصوته الدافئ المليء بالشجن والعذوبة وممثل مميز يعيش الشخصية قبل أن يجسدها وبصوته وملامحه الهادئة الرصينة تفتحت له طرق عديدة إلى قلوب الجماهير ومنذ ظهوره الأول احتل بأغنياته الرومانسية مكاناً بارزاً على الساحة الغنائية، وقد راوده حلمه القديم وعشقه الكبير للتمثيل الذي عاش طفولته بين كواليسه في مسرح الريحاني وبالفعل قدم للسينما أربعة أفلام من بطولته كان آخرها فيلم (كامل الأوصاف) والذي لم يحقق كسابقيه طموحه في جماهيرية سينمائية تعادل جماهيريته كمطرب.
إنه النجم عامر منيب صاحب الموهبة الحقيقية والإصرار الكبير على النجاح مهما كانت العقبات ومهما كان الوقت المطلوب للوصول.
* في وسط هذا الكم من المطربين على الساحة كيف تستطيع التميز؟
- أنا مؤمن بالنصيب ولا أعتقد أن هناك وصفة سحرية للتميز والنجاح المسألة كلها مجرد قبول من الله عز وجل وهذا القبول لا يباع ولا يشترى هو هبة من هبات الله الكثيرة والمتعددة على خلقه.
* ما السر في طغيان الرومانسية على معظم أغنياتك؟
- الرومانسية شيء حقيقي وملموس من قبل جميع البشر وما يخرج من القلب يصل للقلب وأنا بطبعي بموت في عبدالحليم حافظ ومدرسته الرومانسية الممتدة بطول الوطن العربي وعرضه.
* بصراحتك المعهودة لماذا حظك عاثر في السينما؟
- أولاً لا أعترف بكلمة حظ لأن كل الأمور بيد الله وليس هناك شيء عبثي أو عشوائي في هذا الكون كل ما في الأمر أن عوامل النجاح تغيرت كثيراً فلم تعد المادة المقدمة هي الأساس كما في السابق ولكن هناك عدد النسخ الخاصة بالفيلم وتوقيت عرضه وعدد ومكانة دور العرض التي تعرض الفيلم وأشياء كثيرة لا يمثل مستوى الفيلم الفني وأداء أبطاله ومخرجه وموسيقاه المقياس الوحيد للحكم عليه، وثانياً العمل بجهد واختيار الموضوع المناسب والراقي هو ما أفعله أما الباقي فعلى الله ومهما تأخر الوصول فلكل مجتهد نصيب.
* هل كنت تتوقع هذا المستوى من النجاح لفيلمك (كامل الأوصاف)؟
- مطلقاً لم أكن أتوقع أي شيء. فأنا أقرأ السيناريو وإذا أعجبني أقبله ولا أعرف أي شيء عن موعد عرضه أو عما إذا كان سيحقق نجاحاً أم لا.. فالله عز وجل هو المتحكم في ذلك. وأنا على العكس لم أكن أتوقع نجاحاً كبيراً لأن الفيلم معروض في دور السينما أقل في عددها عن غيره وعدد النسخ هي 35 نسخة عشرون منها في مدن كبيرة والـ 15 الأخرى في مرسى مطروح ومارينا التي لا يوجد بها أحد الآن نظراً لانتهاء الموسم الصيفي لذلك فهي لا تعمل! بالمقارنة بالأفلام الأخرى المعروضة حالياً فعدد النسخ لكل فيلم منهم هو 60 أو 70 فنحن لا نقارن بهم في هذا المجال وهذا لا يعني تقليلاً من شأن هذه الأفلام المتميزة بأبطالها ونجومها.
* ألم تخف من القيام بفيلم جديد على الرغم من عدم نجاح فيلميك السابقين؟
- لا لم أخف.. وأنا طوال عمري لا أخاف من أي شيء، ولكن الذي أصابني وقتها هي حالة شبه إحباط! وعامة النجاح والفشل بيد الله سبحانه وتعالى لكن النجاح درجات ولابد أن يكون هناك أحد أغنى منك أو أحلى منك أو أقل منك فالناس جميعاً درجات في الجمال والمال. ولقد ضايقني الظلم والقهر لأنني ظلمت بشدة فتخيل أن يضربك شخص وأنت لست قادراً على فعل شيء فهذا شيء صعب!
* لكن فيلم الغواص، فشل ولم يحقق أي نجاح؟
- أرفض كلمة فشل!.. بل الأصح قول عدم تحقيق إيرادات للفيلم!.. لأن الفيلم إذا عرض في وقت يجلب إيرادات ولم يحقق أي شيء وقتها نقول فشل. إلا أن العكس هو الذي حدث ولم يعرض الفلم في توقيت مناسب للأسف! فلقد عرض في موسم دراسة حيث كانت كارثة الثانوية العامة تشغل الجميع. أيضاً وقت مباريات كأس العالم وهذا هو الظلم الذي كنت أقصده ولكن على كافة الأحوال أنا أحب هذا الفيلم وأعتز به كثيراً وهو من أكثر الأدوار الذي أظهرت قدراتي التمثيلية نظراً لأنه فيلم تراجيدي وحزين ويحكي عن مأساة الزوجين اللذين ينفصلان لمشاكل عدة ويكون الضحية هو الطفل الصغير الذي ليس له أي ذنب.
* اختيار حلا شيحا لبطولة الفيلم بعد ارتدائها الحجاب، هل كان مقصوداً لاستقطاب الجماهير لرؤيتها بعد ارتدائه وبالتالي دخول الفيلم؟
- من الممكن أن يكون أحدنا فكر في ذلك.. فنحن عندما نقوم بعمل فيلم نكون راغبين في الإلمام بجميع العناصر التي تخدم السيناريو والشخصية مكتوبة لفتاة محجبة وبعدما تحجبت (حلا) وصرحت أنها من الممكن أن تمثل بعد الحجاب إذن الدور لها وليس لأحد آخر خاصة وان (حلا) من الممثلات الرائعات في مصر وهي في الحقيقة شخصية لطيفة جداً وقد وافقت على الفيلم عند علمها بأنني البطل أمامها أيضاً أنا وافقت على العمل لعلمي بأنها المرشحة للدور.
* وهل طلبت إيمي الغناء ضمن أحداث الفيلم؟
- كلنا قمنا بالغناء في نهاية الفيلم أغنية جماعية في شكل (SHOW) لكي نقول للجمهور عما يحلم به كل منا.. وكأننا جعلنا الناس تشاهد جزءاً ثانياً من الفيلم.
* نلاحظ أنك تنجح في الأدوار الرومانسية أكثر من غيرها فما السبب؟
- ربما يكون السبب في ذلك هو أنني مرتبط لدى الناس بالأغاني الرومانسية فدوماً يتخيلونني في صورة الشاب الرومانسي الحالم..
* وهل تقبل أداء مشاهد ساخنة؟
- لا أحب ذلك مطلقاً.. فالذي يحدث فيما بين الزوجين لا ينبغي أن يراه الجميع وليس له أي داع. ويمكن الرمز إليه مثلاً بأن الزوجين يعيشان في منتهى السعادة أما هذه المشاهد فليست لها أية قيمة ولن أقوم بها مهما كان!!
* ألا تفكر في العمل بالتلفزيون؟
- أقرأ حالياً سيناريو لمسلسل ولكنني لم أتخذ قراراً فيه بعد. ذلك لأنني إذا قمت بعمل مسلسل لابد أن يكون جيداً جداً. فعلى سبيل المثال قد شاهدت في رمضان مسلسل (حدائق الشيطان) الذي حاز على إعجابي. وأنا أتمنى القيام بعمل مثل هذا له وجهة إنتاج قوية ومخرج رائع وممتاز أيضاً لابد أن يكون المسلسل يستحق القيام به بالفعل وليس (نص نص) لأنه يأخذ من عمري سنة كاملة في تصويره أتعطل فيها عن الغناء.. وعمل مسلسل يحوز على إعجاب الناس هو حلم من أحلامي.
* ألا تشعر أن حضورك السينمائي طغى على حضورك كمطرب حيث تأخر ألبومك كثيراً؟
- هذا التأخير حدث هذه السنة فقط وهو أول مرة يحدث.. ولكني عوضت ذلك عندما غنيت ست أغاني في فيلمين أستطيع أن أعتبرها مثل ألبوم.
* هل تقبل الظهور كضيف شرف في أحد الأعمال السينمائية أم البطولة ولا شيء غيرها؟
- من الممكن أن أقبل ذلك على سبيل المجاملات. أيضاً عندما يكون لظهوري معنى وهدف وأن أقول من خلاله شيئا مهما جدا في الرواية يقلب الأحداث وأن يكون وجودي مؤثراً وليس هامشياً.
* وهل تقبل دخول فيلم من دون الغناء به؟
- أتمنى ذلك.. ولكنه من الصعب جداً.. ذلك لأنه ليس هناك منتج سيتجرأ ويطلبني كممثل فقط.. ذلك لأن هناك ممثلين أقوى مني بكثير. والمنتجون يتخيلون أن نجاحي متمثل في مطرب لديه جمهور يقوم بالتمثيل. لذلك فلا يرونني كممثل فقط!.. ومن الأساس مستحيل أن أدخل فيلما دون الغناء به وبشكل عام جميع الافلام لابد أن تكون لها أغنية مثلا فيلم محمد سعد يغني فيه محمد سعد أغنية خاصة بالفيلم. أيضاً فيلم أحمد السقا تجد شيرين عبدالوهاب قامت بغناء أغنيته.. فما بالك إذا كان الممثل بطل الفيلم هو مغن فهل من المعقول ألا أغني؟!.
* ومن المطرب الذي تعتبره منافساً لك؟
- لا أحد.. فأنا لا أنافس أحداً.. أنا دوماً (في حالي) ولا يوجد شخص أضعه أمامي وأكرهه وأتمنى له الموت.. فأنا لا أفكر كذلك بل أعمل وأجتهد فقط!!
* وما هي أخبار ألبومك القادم؟
- هناك أغنيتان من الفيلم يطالبني الجمهور أن أطرحهما في ألبومي القادم وهما (نفسي أقولك) كلمات إيهاب عبده وألحان تامر عاشور. والأخرى بعنوان (كلام) من كلمات أشرف أمين ومن ألحان مصطفى عوضي. ولذا فأنا سألبي رغبة الجميع وأضعهما في الألبوم بالاضافة إلى الأغاني الأخرى فيه وهناك حوالي أربع أو خمس أغاني حالياً لم أبدأ فيهما حتى الآن وسأبداً في تسجيلهما وسيكون موعد نزول ألبومي في فصل الصيف على الأرجح إن شاء الله.
* وما هو جديدك السينمائي؟
- هناك سيناريوهان لفيلمين أفكر فيهما.. ولكنني لن أقوم بهما الآن للتفرغ وللاهتمام بألبومي أولاً.. وبعد ذلك (حاشوف) السينما.