في القواعد العريضة التي يقوم عليها فيلم (ليلة في المتحف) نجد هذا الموسم يقدم إجازة عن سؤال د. سيوس (كيف سرق جرينش كريستماس) وهي بمثابة جراب الحظ الذي تكون فيه كتل الفحم ملتصقة ببعضها البعض عن طريق الشمع المنصهر. نعم إن الجراب يحمل داخله بعض الألعاب الآلية لكن الكثير منها مكسور. وإذا كان يتعين عليك تحديد الأشياء المجهولة الأنيقة التي تم صنعها لهذه القصة عن الشخص الذي يود أن يصبح مخترعا ثم تحول إلى حارس ليلي، فإنك ستجد شيئا يشبه (جومانجي) وهو يقابل (ساحرة أوز) مع مظاهر من (وحدي في المنزل)، لكن القصة تصل باهتة في مزيج مضطرب من الملاحظات البارعة والثرثرة الشاحبة بلا تفكير.
إن كوميديا الوصف الذاتي القائمة على المغامرة الحركية (ليلة في المتحف) تبدو تماما كما لو كانت تريد أن يحوز جميع الأشخاص على جميع الأشياء عند عمر محدد.
إن عمل شون ليفي (الذي أعاد تقديم (الدستة الرخيصة)، (النمر القرنفلي)، الذي قام روبرت بين جارانت وتوماس ليونون باقتباسه من كتاب لميلان ترينك، يسهم بحماس في فلسفة هوليوود الحالية القائلة بأن تلاحم أجزاء العمل لا يهم إذا كان هناك عدد كاف من الممثلين على الشاشة. والمساهمة الجماعية هي نقطة في صالح (آلان سيلفيستري) تجعله ينافس الآداء الصوتي في (حرب الكواكب) بخطوات قوية.
تسريع الإيقاع
ويحق لنا القول إن (ليلة في المتحف) تتفوق على (جرينش) وهي إحدى المعالم المميزة للزيادة المفرطة لأفلام الإجازات. وهي تعرف كيف تنشئ الإثارة عن طريق تسريع الإيقاع وتوسعة المشهد. وهي تقريبا تقوم على الرغم منها بإظهار السحر السينمائي من حين لآخر.
يبدأ الفيلم على هيئة كوميديا عائلة متراخية عن لاري دالي المطلق الذي يعاني من البطالة والفقر (يؤدي شخصيته بين ستيللر الذي يتقمص الشخصية ببراعة)، مما يجعله مضطرا للانتقال (لاهثا) من مانهاتن إلى كوينز. ثم ينتقل الفيلم بسرعة إلى عرض ال - C.G.I. في بهو المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك. وهناك (حيث لم يتم تصوير الفيلم في الواقع باستثناء المشاهد الخارجية) يأتي بطل الفيلم تعيس الحظ ليلتحق بوظيفة حارس ليلي في المتحف.
لا يلتفت لاري إلى النظرات الغريبة في أوجه الحراس الثلاثة الذين يحل محلهم - وهم سيسيل (الذي يلعب دوره ديك فإن دايك)، جوس (ميكي روني)، وريجينالد (بيل كوبس) - ولا يكون لديه فكرة عما ينتظره، ويسلمونه المفاتيح مع تعليمات مشددة بألا يجعل أي شيء يغادر المتحف وبمجرد أن يغادرون يبدأ المكان يضج بالحياة. وفي وقت وجيز يقوم لاري بلعب دور مدرب الحلبة المشحون بالخوف في سيرك مثير من العروض التي جاءت للحياة من خلال سحر حبة دواء مصرية نفيسة.
يقفز أحد الديناصورات آكلة اللحوم من قاعدة تمثاله وكميت أُعيد للحياة يجعله الجوع يعدو خلف هاري الذي يكتشف أنه كلما ألقى إليه بعظمة فإنه يلتقطها مثل الكلب. ويطلب رأس أحد تماثيل الجزيرة الشرقية علكة، ويقوم قرد وقح يسمى ديكستر بسرقة مفاتيح لاري ويمزق التعليمات ويشترك معه في تبادل الصفعات على الوجه.
في البداية تبدو كما لو أن الحيوانات البرية (هي كل من حيوانات لعصور ما قبل التاريخ والعصور الحديثة) هي خصم يشكل تهديدا لهاري. إلا أن (ليلة في المتحف) تستفيد بأكبر قدر ممكن من التماثيل التاريخية، فبعضها يكون من الحجم المتوسط والآخر يكون صغير الحجم، وبعض منها يكون ثلاثي الأبعاد وآخر على قاعدة تمثال. وأكثر الصور طرافة هي للسيد ستيللر الذي يبدو واسع العينين ومرتخي الأذنين ومحاصر بفرقة من المحاربين الصغار في حجم الأصبع الذين يطاردونه بنشاط ويقذفونه بالسهام.
زلة لسان
أحد التماثيل التاريخية هو تيدي روزفيلت الذي يثير الضوضاء (يؤدي شخصيته روبين وليامز) الذي يقفز فجأة من قاعدته الفروسية ويتصرف كشخص متسلط - مثل معلم يقوم بتوزيع الشعارات المثقوبة - يعنف لاري على الجوانب الأخلاقية. لكننا نجد خلف تهديده صورة الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة الذي لا يستطيع التكيف مع الوضع الراهن الذي يعترف في إحدى لحظات ضعفه بأنه منتج صناعي تم تصنيعه في بوجكيبسي، وخلال الجزء المتبقي من الفيلم نجده يشتاق في صمت لساكاجاويا (التي تلعب دورها ميزو بيك) القصاصة الهندية المشهورة المحبوسة داخل الخزانة الزجاجية لليوس وكلارك ثلاثيي الأبعاد.
وتمت الاستفادة من وقت العرض حيث خُصص للشجار المستمر بين الأشكال المصغرة من أوكتافيوس (ستيف جوجان) - القائد الروماني الشهير - وجيديديا (أوين ويلسون، وهو الدور الذي لا يُحتسب له) في دور راعي البقر الأمريكي الذي يقوم بالصفير.
وعلى نحو غريب يعطي الفيلم للشجار بينهم صورة مرحة، فيقوم أوكتافيوس في زلة لسان بمخاطبة لاري على أنه ماري، وجيديديا - وهو شيء مقتبس من (جبل بروكبيك) تقول لأوكتافيوس (لا استطيع أن أترك). وهو ما أعتقد أنه يعني في أيامنا هذه مثل اللحظات القصيرة من كوميديا (المتنزه الجنوبي) التي يتم إضافتها للأفلام العائلية لكي تجعل كل فرد يشعر أنه يعرف ذلك بطريقة مفزعة.
لكن عندما تتجه (ليلة في المتحف) إلى الحياة الشخصية للاري فإنها تضمحل. بل حتى الفيلم لا يظهر اهتماما بالمشاهد الدائرة بين لاري ونيك (جيك شيري) وهو ابنه يبلغ من العمر (10) سنوات ونجده يفقد احترامه له. وافتقاره (المثير للسخرية) للاهتمام بإضفاء المشاعر الإنسانية على الشخصيات هو أحد العيوب الخطيرة للفيلم السينمائي الذي يرغب في إشراك الأطفال. يصنف فيلم (ليلة في المتحف) على أنه من الأفلام التي قد يجد بعض الآباء أنها غير مناسبة لأطفالهم الصغار، فهو يحتوي على لغة قوية وتلميحات لطيفة.
***
(ليلة في المتحف)
* إخراج: شون ليفي * كتبه: روبرت بين جارانت وتوماس لينون أخذا عن كتاب (ليلة في المتحف) *تأليف: ميلان ترينك * مدير التصوير: جويليرمو نافارو * المراجعة: دون زيمرمان، الموسيقى: آلان سيلفيستري * المصمم: كلاود بيري * إنتاج: السيد ليفي، كريس كولومبوس، ميشيل بارناثان، مارك رادكليف * إنتاج: شركة فوكس القرن العشرين * مدة العرض: 108 دقائق.
* شارك في البطولة:
بين ستيللر (لاري داليي) - كارلا جوجينو (ريبيكا) - ديك فإن دايك (سيسيل فريدريكس) - ميكي روني (جوس) - بيل كوبس (ريجينالد) - روبين وليامز (تيدي روزفيلت) - جاك شيري (نيك) - ريكي جيرفايس (د. مكفي) - كيم رافير (إريكا دالي) - باتريك جالاجير (أتيلا زي هن) - رامي مالك (أهكمينرا) - ميزو بيك (ساكاجويا) - ستيف كوجان (أوكتافيوس) - آن ميارا (أديبي) - أوين ويلسون (جيديديا).