بالنسبة لمعظم المطاعم يعد اسم (فأر) خبراً سيئاً. لكن بالنسبة لإقليم باتامبانج فإن وصول هذا الطعام الشهي الموسمي يشي برواج كبير. وباتامبانج الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمال غرب العاصمة هي وعاء أرز الأمة ومع الأرز تأتي الفئران - الفئران الحقلية الممتلئة - التي يقول خبراء الطهي إنها لذيذة المذاق مشوية كانت أو مسلوقة أو مقلية بعد نقعها في خلطة من الليمون والكركم والثوم.
تقول شهروت هين (24 عاماً) صاحبة مطعم: (محصول الأرز لهذا العام تم حصاده لذا فإن الفئران جاهزة. وقد بدأت في الظهور في السوق وموسمها الذي يستمر على مدى ثلاثة شهور يمثل رواجاً كبيراً جداً بالنسبة لنا). وتمتلك أسرة هين مطعمين ينيران على ضوء الشموع يقعان أمام مستشفى فاتمبانج رفيرال. وتقول هين: إنه على مدى شهور يأتي الزبائن للاستمتاع بمختلف المأكولات والمشروبات لكن لحم الفئران هو الشيء الحقيقي الذي يجعلهم يهرعون إلينا زرافات زرافات. وتضيف هين: (في موسم الفئران نحقق ربحا إضافيا قدره مائتي دولار. وتؤكد أن فئران الحقول وليس فئران المدن هي التي يقدمونها للزبائن. ويقول البعض إن لحم الفئران صار وجبة شهية خلال سنوات الحرمان في عهد الخمير الحمر بزعامة بول بوت وإن كثيراً من الكمبوديين عادوا الآن عن التفكير في أكل القوارض. بيد أن باعة الفئران يقولون إن الذين يستسيغون طعمها هم من كافة شرائح المجتمع وهم لا يشبعون منها أبداً. ويبيع مطعم هين وحدة كيلو جرامين على الأقل من لحم الفئران كل ليلة. تقول شهروت هيم (16 عاماً) شقيقة هين: (إننا عادة نقدم لحم الفئران مشوياً ولكني في البيت أفضله مسلوقاً). تقول هيم إنها عرفت لحم الفئران وصارت من عشاقه لأول مرة في مسقط رأسها في إقليم كامبونج شام الواقع على بعد مائتي كيلومتر إلى الجنوب لكن لحم فئران باتامبانج ألذ طعماً لأن الأرز يحصد مرة واحدة في العام هنا كما أن أريج الأرز في باتامبانج المطلوب بشدة يجعل الفئران مليئة باللحم وأجمل مذاقاً. يقول هوى الخبير في لحم الفئران إنه صار عاشقا لهذا الطعام لأنه رخيص الثمن فسعر الحيوان الواحد يتراوح بين 10 و 40 سنتاً كما أنه بمثابة وجبة اجتماعية يتشارك فيها الأصدقاء حول مشروب. ويضيف: (إن مذاقها لا يختلف عن مذاق أي لحم آخر. وإنني لا أنظر إليها كفأر).