|
الوطن الحبيب
|
الوطن..
وطن الحب..
بمدلول هذه الكلمة..
ومعناها..
بسخائه معنا..
وبانتمائنا إليه..
***
هو بمثابة ذلك النغم الجميل..
والموال الشجي والرائع..
تسمعه الأذن بانتشاء..
وتعشقه العين بكثير من الارتياح..
في جو مفعم بالأمل الدائم..
وخيال زاخر بكل ما يسر ويبهج..
***
الوطن..
هو الذي ألهم الشعراء..
والفنانين..
وكل المبدعين..
وغيرهم..
على مدى التاريخ..
وفي كل العصور..
ليقدموا للإنسانية أجمل الأعمال الخالدة..
في ذائقة فنية مستوحاة من حبهم للوطن..
بغناء جميل للوطن..
مثلما يفعل كل العشاق المتيمين..
***
والمرء يتعافى..
والحالة الصحية تكتمل لكل منا..
والنفسية أيضاً..
حين يكون وطننا آمناً ومستقراً..
وعندما نجد فيه ما يسعدنا..
من دون أن يعترينا الخوف من أن نُمس بما يسيء إلينا..
أو يعكر صفو السعادة في حياتنا..ما يخلّ بأمن الوطن..
***
أيها الوطن الحبيب..
أنت في الأحداق دائماً..
في قلوبنا..
وعقولنا..
وأنت حبنا الكبير..
بك نحيا أحراراً..
ونموت أحراراً..
من غير أن يمن علينا أحد..
أو يزايد الغير على علاقاتنا الحميمة بك..
***
ستبقى المملكة وطناً سيداً..
وقوياً..
وآمناً..
وحراً..
لأن كل مواطن سوف يحرس مصالحه فيها..
ولن يركع لكائن من كان من البشر والدول..
ولن يقبل بأي عمل يقوض أمنه واستقراره وما حققه من إنجازات.
***
سلمت يا وطني..
وسلم كل مواطن..
من كل مكروه..
++++
خالد المالك
++++
|
|
|
وهكذا دواليك أم درمان عبدالباسط شاطرابي
|
عندما تنشر هذه الزاوية يكون صويحبكم متمخطراً تيهاً في شوارع أم درمان!!
وأم درمان مدينة يلذ فيها كل شيء، وعلى الصعيد الشخصي أتحرق لأسماكها صاحبة المذاق الذي لا يماثله شبيه في العالم!
كنا في بواكير الشباب نسهر في بعض حدائق المدينة العريقة مع السامرين، وكنا نحرص على أن تكون الخاتمة، لكل سهرة، وجبة سمك تغنينا عن التفكير في أي نوازع عدوانية تجاه البيئة النهرية لحوض النيل!
ومع توالي السنوات اصبح الكم الذي نلتهمه اقل، لكن التلذذ بما هو متاح اصبح اعلى عن ذي قبل، كما ان التنويع ب«القلي» و«الشواء» و«التحمير»، و«السلق» أصبح جزءاً من مراسم الاكل، وبذلك اتيحت مجالات اوسع لتناول الأسماك بذات الشهية ودون أدنى ملل او رغبة في التغيير.
واقر هاهنا بأن اسماك البحر رائعة وتخلب الألباب، ولقد كتبت ذات مرة عن سمك الهامور وكيف انه يفعل الافاعيل بصويحبكم، واليوم لعلها مناسبة للقول إن أسماك النيل لها ذات المفعول، بل انها تزيد بحكم ان النشأة الأولى كانت عليها. صحيح ان بعض السودانيين يحبون اسماك البحر وخصوصاً اولئك الذين نشؤوا في المناطق الساحلية على البحر الاحمر كمدينة بورتسودان، لكن غالبية بني السودان يفضلون اسماك النيل وعلى رأسها: العجل، البياض، البلطي، وغيرها.
شيء صغير قد ينغّص على آكلي السمك في المناطق الحارة، وهو ان الاسماك تثير الرغبة المستمرة في شرب الماء، فإذا كنت من محبي اكل السمك، وكنت تقيم في بلد حار المناخ، فبإمكانك ممارسة هوايتك لكن بشرط ان تضع بالقرب منك «وايت» ماء مليء بالمياه العذبة، اذ يبدو، والله اعلم، ان السمك داخل المعدة يحن الى بيئته المائية فيلح على صاحبه بالمزيد من الماء، وهكذا يدفع هواة السمك ثمناً لإشباع رغبتهم السمكية باحتساء كميات كبيرة من المياه، فلا يهنؤون بالارتواء إلا بعد ساعات من الاكل.
وبهذه المناسبة يلفت انتباه صويحبكم ان اكل السمك مرتبط دوما بشيئين، الاول هو الشطة الحارة التي تلسع كالعقرب، والثاني هو الليمون الذي يُحلب على جسم السمكة بأريحية وسخاء، ولقد علمت من الضالعين في الشؤون السمكية ان حمض الليمون قادر على ازالة الكثير من السميات التي قد تلحق بجسم السمك، ولذلك لا يتناول اي «زول» السمك إلا وقد اعد له عدته من الليمون، اما الشطة اللاسعة اللاذعة فيبدو انها من مثيرات العدوانية في شهية الناس، ولذلك يكثر الناس منها عند اكل السمك ضماناً لاستمرار عدوانية الالتهام لاكبر مساحة زمنية ممكنة.
دعواتكم لي بالتوفيق في ام درمان، فما ينتظرني من سمك يحتاج المؤازرة والتشجيع والدعاء!!
++++
shatrabi@aljazirah.com.sa
++++
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|