|
ثقافة الحوار ..! |
كتبت من قبل..
وكتب كثيرون غيري..
ولن نتوقف مكتفين بما تم إنجازه من وجهات نظر مكتوبة حول الرأي والرأي الآخر..
فأمامنا على ما يبدو مشوار طويل قبل أن نبلغ سنام الهدف الذي نتمناه.
***
وإذا جاء من يقول إن مجتمعنا يحترم وجهات النظر الأخرى فهو مخادع..
وإذا تبيَّن أن هناك من يعتقد بأن شريحة المثقفين تلتزم بآداب الحوار فهو مغيب عن معرفة الحقيقة..
فالناس بما في ذلك الشريحة الأكثر تأهيلاً لا يحسنون الإصغاء للرأي الآخر أو احترامه..
بما فوت علينا استثمار تلك المناقشات الجادة والموضوعية بعد أن انحرفت عن اتجاهها إلى جدل بيزنطي غير مفيد.
***
والأخطر من ذلك..
والأسوأ في حياة الأمم والشعوب..
حين يصار إلى مصادرة رأي الآخرين بالتأويل والتأليب ورمي الآخر بما ليس فيه من اتهامات..
فضلاً عن المحاولات لاستعداء الناس عليه وخلق معارضة لفكره وثقافته وتوجهاته.
***
ما هو مطلوب منا جميعاً..
في مثل هذا الجو الملبد بغيوم التشكيك والاتهام الباطل بحق الغير..
أن نؤمن بأن حرية الرأي تقود حتماً إلى إفراز جواهر من وجهات النظر بين ركام هائل من الآراء الضارة بالمجتمع.
***
وهذا يقودنا إلى التركيز في مناشداتنا على أخلاقيات الحوار..
وإلى التنبه والتركيز على خطورة أن تأخذ المناقشات فيما بيننا هذا المسار الذي لازمنا طويلاً ولا زال..
فلا الاتهامات سوف تطفئ من لهيب الحماس والحماس المضاد لفكرة أو رأي أو وجهة نظر من هذا أو ذاك..
ولا التعصب لموقف من هذا الشخص سوف يلغي تمسك الغير بالمواقف الأخرى ما لم يكن هناك ما يبرر لذلك.
***
وعلينا حسماً لتوجه لا يقوم على أسس ولا يعتمد على منطق بل يشكل تقويضاً لقواعد بناء حضارة الأمة ومستقبلها..
وترسيخاً لشرعية الحوار الموضوعي والهادئ والمتزن المطلوب الآن ومستقبلاً وفي كل الأحوال والحالات..
أن نعيد قراءة مستقبل دولنا وشعوبنا في حوار تقوم تعريفاته ومفاهيمه وأهدافه ونواياه الصادقة على تثبيت معاني ثقافة الحوار التي تستجيب مع ما يفكر به العاقلون ومن ثم تعليمها للغير.
خالد المالك
|
|
|
صافرة |
* (العرس الخليجي)، (لقاء الأشقاء)، (محفل الأحبة) جميعها مقولات أطلقت ولا تزال تطلق على بطولة الخليج، ويبدو أن المتابع الخليجي لهذه البطولة لم يعد يعي أهمية إقامة هذه البطولة كمنافسة ودية أخوية تلتقي فيها المنتخبات الخليجية الممثلة لبلادها في جو أخوي ومنافسة شريفة توثق أواصر المحبة وتعزز روابط الألفة والمحبة بين دول الخليج العربي، و لا شك أن هذه البطولة شهدت تغطية إعلامية لم يسبق أن شهدتها دورة أخرى نظراً للتنظيم الرائع الذي قامت به اللجنة المنظمة للبطولة وإظهارها بمظهر يليق بقيمتها لأبناء الخليج الرياضيين والمتابعين عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، لكن ما يحز في النفس ويبعث مشاعر الأسى هو الأسلوب التي تتعامل به بعض وسائل الإعلام في تغطيتها لهذه البطولة وتهميش إنجازات بعض المنتخبات في قالب استفزازي لا يمت للصحافة المتزنة بأية صلة لا من قريب ولا من بعيد، وانعكاس هذا الأمر نشاهده واقعاً ملموساً في ردود وآراء المتصلين وكذلك عبر دردشة القنوات الفضائية والتي تتبادل فيها المهاترات والتعليقات التي قد تصل أحياناً إلى الشتم والإساءة للبلد الآخر، أما كان من الأولى على الإعلاميين تجنب الوقوع في مثل هذه الأمور؟ بالطبع نتفق جميعاً على أن الإثارة الصحفية مطلوبة ولكن في حدود العقل والاحترام دون المساس بالفرق المنافسة أو التقليل من شأنها، ويجب على الاتحاد الخليجي دراسة هذا الأمر ومحاولة الحد من توسعه وانتشاره حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، ومحاولة إنشاء محاضرات ودورات خاصة تظهر روح التعاون بين لاعبي المنتخبات الخليجية وتوضيح الهدف الرئيسي من إقامة هذه المنافسة وتعزيز وتنمية الروح الأخوية في نفوس المشاهدين والقراء حتى يعود خليجنا كما عهدناه، وإلا فإن استمرار مثل هذه الممارسات قد تحول هذا العرس إلى مأتم خليجي تغلب فيه روح التعصب على العقلانية، وهذه صافرة نطلقها على الإعلام الخليجي، فهل من مستجيب؟؟.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|