|
السعودة الخيار الأول ولكن؟! |
إذا كنا نعاني اليوم من مشكلة في قبول أولادنا وبناتنا في الجامعات..
وإن قبلوا فبغير التخصصات التي يميلون إليها ويحبذون دراستها..
فضلاً عن أن قبولهم وإن استجاب لرغباتهم، فإنه ليس بالضرورة أن يستجيب لمتطلبات السوق..
فهذا يعني أن هناك مشكلة كبيرة، وهي إذ تطل علينا اليوم وبهذا الحجم، فإنها تنذر بما هو أكبر وأخطر في المستقبل..
***
هناك محاولات..
وهناك جهود..
للحيلولة دون استفحالها..
حتى لا تمتد إلى ما هو أكثر من ذلك..
لكنها محاولات أشبه ما تكون بالتهدئة والمسكِّن لها..
بانتظار المستقبل الغامض والمجهول..
الذي لا أحد منا قرأ مؤشراته كما ينبغي ومثلما نتمنى..
لا أقلل بذلك من الجهد الذي يبذل حالياً..
ولا من المعالجات السابقة وهي كثيرة ومهمة..
كما أني لا أغفل حجم القلق الذي يساور الجميع..
والخوف الذي يتحدث عنه كل منا..
فالمشكلة تكبر وتتمدد وتؤثِّر سلباً وكثيراً على كل المستويات..
بما لا قدرة لأحد أن يخفيها أو ينكرها..
وهي مع شديد الأسف بإطراد نحو ما هو أكبر وأخطر..
***
وقبل أن نعالج تزايد نمو العمالة الأجنبية في بلادنا..
ونتحدث عن خطورة إشغال سوق العمل بها..
وبدلاً من أن يكون كلامنا عن البطالة في صفوف السعوديين..
علينا أولاً وثانياً وأخيراً أن نفكر في تعليم أبنائنا بشكل صحيح..
من حيث إتاحة فرص القبول في الجامعات والكليات والمعاهد للجميع ودون استثناء..
وتوفير التخصصات بما يتفق مع حاجة سوق العمل لها..
بديلاً لتكدس الشباب والشابات بتخصصات وشهادات لا حاجة لها..
وعندئذٍ لن تكون هناك حاجة لكل هذا العدد من العاملين غير السعوديين..
وعندئذٍ أيضاً لن يشتكي سعودي واحد أو سعودية واحدة من أنه أو أنها بلا عمل..
وسنكون بهذا قد قضينا على هذه المشكلة وتداعياتها وسلبياتها الأمنية والأخلاقية..
***
قصدت بهذه الكلمة أن أضيف صوتاً إلى أصوات أخرى تحدثت أو سوف تتحدث عن شيء يؤرقنا كثيراً..
ويقلقنا كلما رأينا من يشتكي من شبابنا بأنه بلا وظيفة وبلا عمل وبلا دخل يعيش منه..
ولا بد أن يتحرك الجميع للمشاركة في المعالجة والإسهام بالرأي وبما يهدي للوطن وللمواطن حلاً لقضية طالت وكثر الحديث حولها دون حل نهائي وشامل ومقنع لها.
خالد المالك
|
|
|
كمال الشناوي (دون جوان الخمسينات) في حديث الذكريات: زكي طليمات وراء دخولي عالم الفن * لقاء: هيفاء دربك وخالد فؤاد |
ذات يوم من أيام الخمسينات، من القرن الماضي، كان الفنان القدير كمال الشناوي هو (فتى الشاشة الأول) الذي تطارده المعجبات والشائعات، حتى ان صحف ذلك الزمان أوقعته في غرام الفنانة الكبيرة شادية، فما كان منه إلا أن تزوج شقيقتها (عفاف) ليخرس الألسنة ويبدد الافتراءات، فكان مصير هذه الزيجة الفشل الذريع!
وفي خزانة ذكريات الشناوي حكايات وحكايات، وفي جعبته العديد من القصص الطريفة التي يحكيها لنا في هذا الحوار، ويستخرجها من ذاكرة ناصعة وروح مرحة وقلب أكثر نصاعة وبياضاً!
في البداية يقول الشناوي: اسمي محمد كمال الشناوي من مواليد 28121928 وامسكوا الخشب. نشأت بداخل أسرة ميسورة الحال بمدينة (المنصورة) التي قضيت فيها أجمل سنوات الطفولة والمراهقة، وساهمت هذه المدينة الجميلة في تكوين شخصيتي، وكان أبي يتميز بالشدة في تعامله معي، ولكن كان يعوضني شدته حنان أمي وحبها الجارف لي.
* ومتى بدأ عشقك للفن وكيف كانت المقدمات لهذا؟
منذ طفولتي وأنا عاشق للفن، والمفاجأة أنني لم أكن أعشق التمثيل بل كنت أرغب في أن أصبح مطرباً أو فناناً تشكيلياً.
فقد كنت أحد أعضاء فرقة المنصورة المسرحية واكتشف أساتذتي أن لدي موهبة في فن الإلقاء والخطابة بشكل مميز، وأتذكر جيداً حتى اليوم الأستاذ عبدالعزيز سيد مدرس اللغة العربية الذي جعلني أحب التمثيل من خلال إسناد بطولة عمل مسرحي على مسرح المدرسة لي، ورغم هذا كان عشقى للفن التشكيلى والتصوير يسيطر علىّ بشكل أكبر وأقوى، هذا إلى جانب الغناء طبعاً.
* كيف دخلت الوسط الفني إذن؟
بداية عشقي لفن التمثيل كانت في الجامعة التي التحقت بها، فقد أتاحت لي فرصة وجودي بالقاهرة والتردد على الأماكن التي يتجمع فيها الفنانون وفي مقدمة هذه الأماكن كان محل (الجمال) بشارع عدلي بوسط القاهرة الذي كان أشهر الأماكن التي يتردد عليها نجوم الفن. ولأن القاهرة هي قلب الفن كنت أحرص على دخول دور العرض بصفة منتظمة ومتابعة الأفلام الجديدة، وكنت أستمتع وأنا أقف أمام أبواب المسارح وأشاهد نجوم المسرح الكبار يوسف وهبى وسليمان نجيب وعبد الوارث عسر وفاخر فاخر وحسين صدقى وآخرين، وكانت أولى التجارب الحقيقية لي كممثل وأنا في الكلية حينما حضر عملاق المسرح زكى طليمات ليخرج إحدى المسرحيات وحدثت المفاجأة باختياره لي من بين الطلبة لأقوم ببطولة إحدى المسرحيات ضمن أنشطة الكلية، وبعد العرض ربت الرجل على كتفي وقال لي جملة لا أنساها حتى اليوم، وهي أنني موهوب ومميز وينتظرني مستقبل جيد بشرط أن أركز في التمثيل، وكان لهذه الجملة أثر بالغ على نفسيتي وغيرت اتجاهاتي وجعلتني أركز أحلامي في هذا الفن دون غيره، خاصة أنني كنت أصبحت أجيد تقليد أصوات الممثلين وكان لإتقاني لهذا العمل طرائف ونوادر ضاحكة جداً.
مطرب في المصيدة!
* وهل لنا التعرف على أبرز هذه الطرائف؟
كنت بدأت أفكر في التعرف على الفنانين، ونجحت ذات يوم في الحصول على رقم تليفون المطرب الكبير عبدالغنى السيد الذي كان لامعاً جداً في هذه الفترة، وطلبته وقلدت صوت امرأة جميلة تبث إعجابها به وتتمنى أن تراه فوقع في (المصيدة) وحددت له مكان اللقاء في شارع عماد الدين وذهبت في الموعد المحدد ووجدته واقفاً ينتظر ورحت أراقبه من بعيد ثم تقدمت منه
وسألته ان كان ينتظر سيدة جميلة فأصابته دهشة شديدة، فقلت له (لن تحضر) ثم أسرعت لاختفي من أمامه، وبعد مرور بضع سنوات بعد أن أصبحت نجماً قابلني عبدالغنى السيد في بيت أنور وجدى وذكرته بالحكاية فانفجر ضاحكاً.
* وكيف نجحت في لفت أنظار مخرجي السينما إليك؟
كنت أبتدع طرقاً وأساليب مثيرة فكنت أتوجه إلى مقهى (الجمال) ومعي أحد زملائي وكنت معروفاً بين زملائي بالتأنق والاهتمام بمظهري ووسامتي لأقصى درجة، وعلى إحدى الموائد كان يجلس أكبر مخرجي مصر في هذه الفترة فطين عبدالوهاب وصلاح أبو سيف وحسين فوزى وكمال الشيخ، فكنت أدخل المقهى أو المحل وأسير أمامهم كأني أبحث عن شخص ما وأظل في حالة ذهاب وعودة ببطء دون أن أنظر نحوهم، ثم أجلس على إحدى الموائد بحيث يصبح ظهرى لهم، ثم يأتي زميلي ونتقابل بالأحضان ويجلس في مواجهتهم وينقل لي الزميل تفاصيل ما يحدث، ثم أقوم لأسير أمامهم في حركات استعراضية وخطوات واثقة كأني ذاهب للتحدث في الهاتف أو أى شيء آخر، فكنت واثقاً أننى شاب (حليوة)!
* وهل أتت هذه الطريقة بنتائج إيجابية؟
نعم، فقد وجدت المخرج حسين فوزي يستوقفني ويسألني: (هل تحب أن تعمل بالسينما)؟
* مؤكد أنك سعدت جداً ووافقت فوراً؟
أبداً، لقد رفضت واعتذرت له وتركته وانصرفت.
* إنه موقف غريب منك.. كيف تفعل هذا وأنت كنت تسعى له؟
نعم، كنت أحلم بالسينما وحينما أتتني على طبق من ذهب على يد أحد المخرجين الكبار رفضت لأنه كان عندى يقين في قدراتي وثقة في أن السينما قادمة لي لا محالة، وبعد فترة بدأت أتردد على مقهى آخر بشارع الألفي لا أذكر اسمه الآن إلا أنه كانت مشهورا بتجمع الفنانين عليه، وفي هذا المقهى تعرفت على الممثل عبدالعزيز أحمد واقتربت منه بشدة وكان يستعد لتقديم مسرحية للجنود في تجمعاتهم الميدانية، وأسند بطولتها للفنانة درية أحمد والدة الفنانة المعتزلة سهير رمزى، وعرض عليّ الاشتراك مجاناً في المسرحية من خلال فصل واحد ووافقت لأن عبدالعزيز أحمد كان يمر بضائقة مالية في هذا الوقت وكانت هذه هي أول عمل لي أمام جمهور مختلف عن الكلية وقبلها المدرسة والمعهد، ثم التقيت بعد هذا بالفنان زكي طليمات مرة ثانية، وقدم لي عرضاً وهو العمل بالفرقة القومية مكان أنور وجدى الذي كان ترك العمل بالفرقة بعد أن انطلق سينمائياً، وكان هناك شرط مهم لكي أعمل بالفرقة وهو أداء الامتحان أمام العملاقين يوسف وهبي وجورج أبيض وظهرت النتيجة وكان ترتيبي الأول، ورغم نجاحي اعتذرت لزكي طليمات عن العمل بالفرقة القومية وكان هذا ثاني اعتذار لي.
* وما هي المواقف التي دفعتك للاعتذار أيضاً هذه المرة؟
لقد وافقت على أداء الامتحان بهدف أن
اثبت لنفسي أنني فنان موهوب ليس أكثر وكان قراري من البداية بداخلي هو عدم العمل.
الهروب من الحب
* نعرف إنك في هذه الفترة تعرفت على الفنانة الكبيرة فاطمة رشدي الملقبة آنذاك (بسارة برنار الشرق) وانضممت لفرقتها الكبيرة كيف أتتك هذه الفرصة؟ جاءتني الفرصة عن طريق الممثل عبدالعزيز أحمد الذي عملت معه كما ذكرت لفترة بفرقته المسرحية وتجولت معه بعدة محافظات مجاناً لأساعده في محنته المادية، وأراد الرجل أن يرد الجميل لي ففاتحني في أمر الانضمام لفرقة فاطمة رشدى (صديقة الطلبة) وكنت أسعى لاكتشاف عالمها المسرحي وكانت الفرقة في هذا الوقت تستعد للقيام بجولة فنية تزور خلالها فلسطين وسوريا ولبنان والأردن وكان من أبرز أعضاء الفرقة محسن سرحان ومحمد فوزي الذي كان يعمل حتى هذه الفترة باسمه الحقيقى (محمد الحلو) وانضممت للفرقة بالفعل وطالبتني فاطمة رشدى بتجهيز نفسي للسفر مع الفرقة ومعها، ووقعت في أزمة بسبب الدراسة وفي النهاية قررت تقديم شهادات طبية للمعهد ورغم هذا هربت من الفرقة واختفيت تماماً قبل سفر الفرقة وأوقعتهم بالطبع في مأزق.
* وكيف سارت الأمور بعد هذا؟
قررت التركيز في دراستي لكي أتخرج في المعهد وأنا أحلم أن يكون ترتيبي الأول لكي يتم اختياري لبعثة في الخارج أو يتم تعييني كمدرس في القاهرة، وظهرت النتيجة وكان ترتيبي الثاني للأسف الشديد ولم يكن أمامي بديل عن العمل في الإسكندرية أو بورسعيد فاخترت الإسكندرية.
* وهل سافرت بالفعل ومارست عملك كمدرس؟
نعم سافرت واصطدمت بأمور عديدة مثل مكان المدرسة السيئ بمنطقة المذبح وسوء حالتها وجدرانها غير النظيفة وحينما سألت عن حجرة الرسم بحكم عملي كمدرس رسم اصطدمت بالناظر ورفضت حضور طابور الصباح فتم تحويلي لمجلس تأديب وتم نقلي لمدينة أسيوط بصعيد مصر على سبيل المنفى!
* وهل رضخت للقرار أم تمردت عليه؟
رضخت مجبراً حتى لا يتم فصلي، والحقيقة أن تجربتي بأسيوط كانت طيبة ومفيدة لأن محافظ أسيوط في هذا الوقت كان الشاعر الكبير عزيز أباظة الذي عرف حبي للفن وأعطاني حرية عمل ما أراه من حفلات ومهرجانات بالمدينة وذات يوم حضرت الأميرة شويكار مع أفراد أسرة محمد علي لزيارة المستشفيات هناك وطلب مني عزيز أباظة عمل سهرة فنية على شرف الأميرة شويكار بنادي البلدية وكانت سهرة مشرفة ورائعة قدمت فيها دوراً تمثيلياً مع طلبة المدرسة وأعجبت الأميرة بالحفل وتعرفت عليّ وقالت لي أنت مكانك فى القاهرة وليس هنا، وأخذت بياناتي وخلال يومين فقط تم
نقلي للقاهرة وكان هذا في عام 1948 حيث بدأت انطلاقتي السينمائية في نفس العام.
قصتي مع شادية
* كيف حدث ذلك؟
أثناء فترة وجودي بأسيوط تعرفت على شقيق المخرج السينمائي نيازي مصطفى وكان يعمل قاضياً بالمدينة وبعد عودتي تحدث هو مع شقيقه عني فأرسل لي نيازي مصطفى وبدأت مشوارى معه في فيلم (غنى حرب) أول أفلامي أمام بشارة واكيم وإلهام حسين وليلى فوزى وماري منيب وأعقب هذا قيام حلمي رفلة بتوقيع عقد معي لبطولة فيلمين هما (حمامة السلام) و(عدالة السماء) وأخرج رفلة الأول وأخرج الثانى أحمد كامل مرسى، وبدأ اسمى يلمع وتعرفت على شادية التى شاركتنى الفيلمين وكونا سوياً دويتو ناجحا استمر أعواما طويلة حيث قدمنا سوياً نحو 32 فيلماً لعل من أبرزها (الروح والجسد) و(الهارب) و(اللص والكلاب).
* هناك شائعات عديدة طاردتك مع شادية في هذه الفترة وأكد الكثيرون أن هناك زواجا لم تعلنا عنه ما حقيقة هذا؟
هذه الشائعات انطلقت عند اشتراكنا في بطولة فيلم (ليلة الحنة) وحولت الصحف الزمالة إلى حب والحقيقة أن السيدة شادية لم يكن يربطني بها سوى الصداقة والزمالة الفنية وكان هناك انسجام رائع في عملنا سوياً ولعل أكبر دليل على عدم وجود أى شيء بيننا هو زواجى من شقيقتها عفاف شاكر.
* وكيف تم هذا الزواج؟
تعرفت عليها بالطبع عن طريق شادية وانجذبت نحوها بسرعة وكذلك الأمر بالنسبة لها واتخذنا قرار الزواج بسرعة ولم تكن هناك دراسة كافية أو تفكير عميق في الموضوع ولهذا اختلفنا بسرعة ولم يستمر الزواج طويلاً.
* وماذا عن زواجك من السيدة هاجر حمدى؟
أيضاً كان القرار سريعاً جداً من جانبنا حيث التقينا وتعارفنا أثناء تصوير فيلم (بنت المعلم) للمخرج عباس كامل، واستمر زواجي من (هاجر) نحو العامين حيث وقع الانفصال بعد إنجابنا لمحمد الذي اتجه للإخراج وهو معروف باسم (محمد الشناوي)، والغريب أن هناك كثيرين لا يعرفون أنه ابني لأنني من الأساس رفضت مساندته وطالبته بشق طريقه بنفسه.
* وماذا عن الدويتو الناجح الذي كونته مع سيدة الشاشة فاتن حمامة؟
قدمت مع السيدة فاتن سبعة أفلام فقط فكانت البداية بفيلم (العقاب) للمخرج هنرى بركات عام 1948 ثم فيلم (خلود) عام 1949 للمخرج عز الدين ذو الفقار وفى عام 1950 قدمنا فيلمين هما (ظلمونى
الساحق عام 1952 بفيلم (الأستاذة فاطمة) وأعقبناه عام 1954 بفيلم (الملاك الظالم) آخر تعاون فني بيننا.
الفتى الأول
* في النصف الأول من الخمسينات اشتعلت الحرب بينك وبين الفنان الراحل أنور وجدى.. لماذا؟
هذه الحرب تسبب في إشعالها بيننا أصحاب النفوس الضعيفة والحاقدون، فالبداية من خلال الأقلام التي راحت تعقد مقارنة بيننا ثم راح أولاد الحلال ينقلون لي كلاماً على لسانه أثار استيائي واوقعني في الخطأ في حقه حينما دافعت عن نفسى وأنا منفعل قائلاً: أنه بحكم الزمن لم يعد أنور وجدى صالحاً لأدوار الفتى الأول وبعد أن أصبح له (كرش). ومرت الأيام ووجدته أمامي في الأستوديو وقال لي: (أنا جربت الجوع سنين طويلة كنت أشتري سندوتش الفول وأقسمه نصفين نصف أفطر به والنصف الثاني أتعشى به.. أنت لم تجرب الجوع). وقد أثر هذا الموقف فيّ بشدة فسقطت الدموع من عيني واحتضنته واعتذرت له عما بدر مني وعملت معه في أكثر من فيلم مثل (أمير الانتقام).. والحق يقال ان فرصة انطلاقي الحقيقية في فيلم (ليلة الحنة) كانت على يديه ومن ثم كان هو السبب الرئيسي في الدويتو الذي كونته مع شادية ولهذا قمت بإنتاج وبطولة فيلم (طريق الدموع) والذي تناولت فيه قصة حياته.
* ظللت لفترة طويلة فتى السينما الأول فكيف تمردت على هذا الدور؟
أنا نفسي بدأت أشعر بالملل من هذه الأدوار وقررت الدخول في ميدان آخر أؤكد فيه قدراتي على أداء كافة الأدوار بعيداً عن التكرار، ومن هنا جاءت النقلة في فيلم (المرأة المجهولة) مع شادية وزهرة العلا وعماد حمدي فقدمت شخصية الشرير البلطجي عباس أبو الدهب ورغم المفاجأة التي أحدثها الدور على المشاهدين والنقاد إلا أنه كان السبب الرئيسي في استمراري وتنوعي في الأدوار، فسجلت تاريخاً جديداً لي في أفلام (المستحيل والرجل الذي فقد ظله) ثم قدمت دورا شريرا جداً في فيلم (حبى الوحيد) مع نادية لطفي وعمر الشريف.
* وما هي أبرز محطاتك التليفزيونية؟
مشواري التليفزيوني بدأ من خلال برنامج بعنوان (صور وحكايات) كنت أعده واقدمه أسبوعيا إلى جانب أنني كنت أشترك مع الإذاعية الكبيرة سامية صادق في تقديم برنامجها الأسبوعى (الأسرة البيضاء) كل هذا قبل أن أتجه للتمثيل على الشاشة الصغيرة.. وقد بدأ مشواري كممثل بالتليفزيون عام 1977.
ما هي أبرز المسلسلات التي قمت ببطولتها وتعتز بها؟
أعمال عديدة نجحت في التنوع فيها مثل مسلسل (عيون الحب) مع سناء جميل وشيرين وهناء ثروت إخراج إبراهيم الشقنقيرى وتوالت أعمالي بعد هذا في مسلسلات (زينب والعرش) و(بيت الأزميرلي) و(هند والدكتور نعمان) و(العائلة والناس) والكثير من المسلسلات الأخرى حتى آخر عملين لي على الشاشة الصغيرة (لدواعي أمنية) مع المخرج الكبير محمد فاضل و(آخر المشوار) مع نادر جلال.
* قدمت للسينما نحو 200 فيلم سينمائي فما هي أبرز وأهم هذه الأفلام؟
فضلاً عن الأفلام التي ذكرتها مع شادية وفاتن حمامة هناك مجموعة أخرى أعشق مشاهدتها وتذكرني بالفن الجميل الذي كنا نقدمه ومن هذه الأفلام (سجى الليل) مع ليلى فوزى ومحمود المليجى إخراج بركات و(السعادة المحرمة) مع أمينة رزق وعفاف شاكر التي كنت تزوجتها إخراج السيد زيادة وتوقفت هي عن التمثيل بعده و(الروح والجسد) مع محمد فوزي وكاميليا إخراج حلمى رفلة و(سكر هانم) مع سامية جمال وعمر الحريري و(عريس لأختي) و(أميرة الجزيرة) مع تحية كاريوكا وإسماعيل ياسين إخراج حسن رمزى و(تنابلة السلطان) الفيلم الوحيد الذي قمت بإخراجه إلى جانب إنتاجه حتى مجموعة أفلامي في السبعينات والثمانينات والتسعينات فرغم قلتها إلا أنني حرصت على التنوع والتغيير فيها ومن هذه الأفلام (المذنبون وضربة معلم) و(العوامة 70) و(الجبلاوى) و(الوحل) و(يا ناس يا هووه) و(فضيحة العمر) و(انتحار) و(أي أي) و(صاحب الشقة) و(العقرب) و(العجوز والبلطجي) و(طأطأ وريكا وكاظم بيه) و(الإرهاب والكباب). إلخ.
وزير سينمائي!
* بمناسبة فيلم (الإرهاب والكباب) الذي قمت ببطولته مع عادل إمام وقدمت فيه شخصية وزير الداخلية.. ما هى الأسس التى دفعت المخرجين للتهافت عليك لتقديم شخصية رجل السلطة؟
ربما يعود السبب في هذا بسبب الشكل والتركيبة الجسمانية والنفسية وقد مهد لهذا دوري في (اللص والكلاب) ثم كانت النقلة الكاملة في (الكرنك) بعد تقديمي لشخصية خالد صفوان رجل المخابرات القوي ثم جاء فيلم (المذنبون) وتوالت الأفلام ومنها (الإرهاب والكباب) و(ملف سامية شعرواي) و(48 ساعة في إسرائيل) حتى آخر فيلم قدمته في هذا السياق (الواد محروس بتاع الوزير) الذي قدمت فيه شخصية الوزير الفاسد مع عادل إمام أيضاً، فأنا بكل المقاييس (وزير سينمائي)!
* وهل هناك أفلام قمت ببطولتها وندمت عليها بعد هذا؟
نعم هناك 20 فيلماً قمت ببطولتها وأسقطتها تماماً من ذاكرتي وشعرت أن موافقتي عليها كانت غلطة كبيرة ومن هذه الأفلام (ضربة جزاء) و(الصاغة) و(الجبلاوي) وغيرها.
* آخر أفلامك هو (رجل له ماضي) قبل خمسة أعوام والذي واجه فشلا جماهيريا كبيرا.. هل تسبب هذا في ابتعادك عن السينما؟
أي فيلم تقدمه قد يواجه الفشل وقد يواجه النجاح، وليس معنى فشل فيلم أن يكون هذا نهاية المطاف، ولكن أين السينما حالياً وما هو الدور الذي يمكنني العودة من خلاله؟!
* حصلت على ألقاب عديدة مثل فتى مصر الأول والدون جوان فما أحب الألقاب لنفسك؟
صدقوني أنا أحب اسمي جداً بعيداً عن أي ألقاب.
* حصلت على جوائز وشهادات تكريم عديدة فما أغلى هذه الجوائز بالنسبة لك؟
معظم الدول العربية وعدد من الدول الأجنبية كرمتني مثل الجزائر ومهرجان تطوان بالمغرب والجالية العربية بأمريكا وكندا وكرمت من مهرجانات مصر ابتداء بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الإسكندرية ومهرجان الأفلام
الروائية كما حصلت على العديد من الأوسمة العربية منها وسام الجمهورية الذي منحني إياه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1964 ووسام الجمهورية في عيد الفن من الرئيس السادات عام 1979 وكان آخر احتفال أقيم لي بقصر السينما الذي حضره كل نجوم ونجمات الفن في مطلع يناير الماضي 2004.
* أعطاك الفن حب الناس فماذا أخذ منك؟
أخذ مني راحة البال والهدوء والتوتر المستمر والوسوسة من أجل تقديم عمل يليق بي وبجمهوري.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|