* إعداد - صلاح شنكل
هي مشكلة ليست جديدة، لكن ألوانها تتجدد وتتنوع، فالزواج من الخارج سواء للمرأة أو الرجل، قد يجر بعض المشكلات في ظل تباين العادات والثقافات، وبالفعل قد حدث نوع من تلك المشكلات التي دفع ثمنها الأبناء قبل الآباء، وسدد فاتورتها المجتمع الذي يضم نسيجا متجانسا، وقيما محافظة وبناء منتظما منذ آماد بعيدة، وفي الآونة الأخيرة تداولت بعض وسائل الإعلام أنماطا من المشكلات والعقبات التي تعترض هذا النوع من الزواج، للوقوف على أبعاد القضية خصصنا لها محور منتدى الهاتف لهذا الأسبوع، وكانت المشاركات تنم عن وعي القراء بجوانب الموضوع، من خلال طرح المعالجات والاقتراحات التي تسهم في تقليل حجم المشكلات الناجمة عن الزواج من الخارج، فإلى مداخلات أصدقاء المنتدى.
تطبيق الأنظمة
( فاطمة سعد الجوفان: اعتقد ان الذين يقعون في فخ سماسرة الزواج بالخارج ليسوا المسنين فقط، حيث يوجد لدينا بعض الشباب سواء كانوا من المراهقين أو المتهورين أو حتى ما هم في المرحلة ما بين الثلاثين والأربعين إلى المسنين، ومن الطبيعي ان يقعوا بشكل أو بآخر في يد سماسرة الزواج ويحق لهم ذلك طالما لا يوجد وعي ويوجد لديهم تهور، فالبعض عندما يرى المرأة يفقد كل شيء بدون ان يفكر تفكيرا منطقيا والمشكلة ان هنالك زيجات لا يعترف بها ويكون بالتالي الضحية الأولاد، كما شاهدنا في بعض الدول هناك العديد من الحالات حيث يتنصل الاب من المسؤولية فالمشكلة كبيرة ليست مجرد زواج عابر، كما أن المنع من الزواج من الخارج ليس كل شيء لا بد أن يكون هناك أنظمة ودور للسفارات في الدول ولا بد من أن يكون هناك عقوبات صارمة لأن الزواج ليس بالأمر الهين إلا إذا كان بعض الرجال يأخذونه من الباب الهوس فهذا شيء آخر، والصحف كثيرا ما تطالعنا بالعديد من هذه القصص ولكن للاسف الشديد لا يوجد أي مجال للعظة والعبرة بل يزداد التهور لدى البعض واعتقد احيانا يكون هناك نوع من العقاب، فبعض الرجال قد تكون لديه زوجة ويتلاعب ويحضر اوراق انها مريضة كل هذا من أجل ان يظفر بزوجة من الخارج، ومن المفترض ألا يكون هناك تلاعب ويكون هناك مخافة من الله. لذا هم يتحملون الدرجة الأولى في أي مشكلة ممكن ان تحصل لهم من السماسرة.
المنع بقرار
(محمد بن عبد العزيز اليحيا: هذه مشكلة ازلية لن تنتهي إلا بإصدار قرار من قبل الجهات العليا بالدولة ممثلة في وزارة الداخلية بمنع إعطاء تصاريح للزواج من الخارج لكبار السن بل يقتصر زواجهم على داخل المملكة، نحن ندرك المعاناة وكم من المشكلات ارتكبت سواء من عصابات تمتهن تزويج كبار السن أو من الفتيات اللاتي يتزوجن من هؤلاء الكبار يصبحن مصدر خطر على الوطن وعلى ذلك الرجل، وهؤلاء قد يسيئون وفيهم من اساء إلى سمعته كونه لا يوجد توافق بينها وبينه، فتخيل.. رجل مسن يتزوج شابة عمرها 15 - 20 سنة اعتقد ان التكافؤ منعدم والانسجام مفقود، نتمنى ان تكون هناك إجراءات رادعة ومشددة لمنع زواج كبار السن وحتى منع من هم اقل منهم لأن البلد تغص بالعديد من العوانس سواء من السعوديات اللاتي لم يتزوجن أو المطلقات ولن تنتهي المشكلة بالأولاد بسبب الزواج من الخارج، نتمنى قرارا صارما وسريعا بمنع الزواج من الخارج ومنع جميع الأجانب من الزواج من السعوديات.
(محمد خالد عبد الرحمن الحصان - بريدة: اعتقد ان الذين يذهبون إلى الخارج للزواج من مسنين وغيرهم هم في فخ لا مهرب منه، وهم في اعتقادهم ان زواجهم من الخارج اقل تكلفة من الداخل ما علموا ان تكاليف الزواج من الخارج لا تكاد تنتهي لانها لا تأتي دفعة واحدة وتنتهي بل دفعات، فهذه المرأة التي لا ذنب لها تريد الذهاب لها على الأقل في السنة مرة أو مرتين واذا بهذا المسن قد كبرت سنه ولا يستطيع الذهاب بها إلى اهلها وتبقى هذه المرأة قد حرمت من أهلها بلا ذنب، وبعد هذه المعاناة يلتجئ إلى الطلاق والعياذ بالله وتبقى هذه الزوجة بلا زوج، هذا فخ من افخاخ الزواج من الخارج، نتمنى من شيبنا وشبابنا ادراك ذلك.
عدم الدراسة
( حصة الزويد: اباح الله سبحانه تعدد الزوجات لكن لمن استطاع العدل فإن لم يستطع فواحدة، ولكن للاسف اصبح الآن ان معظم البيوت توجد بها أكثر من زوجة قد يتحدث بعض الأزواج بانهم يسهمون في القضاء على العنوسة ولكن ايها الرجل هل تعدل بين زوجاتك؟ البعض منهم لا يعدل ويفضل الأولى عن الأخرى وقد يضيق عليهن في معيشتهن ويقول ليس لدي ما يكفي، اتساءل لماذا تتزوج وانت غير قادر على معيشة اسرتك، الله سبحانه عندما وضع القوامة للرجل كان لحكمة عظيمة وهي ان الرجل يستطيع ان يتحمل اعباء الحياة ولكن البعض اساء القوامة واخذ هذا الموضوع على انهم تسلط على النساء ويتزوج بأكثر من واحدة خاصة إذا كانت من الخارج نظرا لقلة المهور، فالبعض يتزوجها عقدا من الزمن ثم يطلقها وللاسف قد لا يعرف ماضيها فيفاجأ عندما يتزوجها ان عاداتها وتقاليدها تختلف عن عادات وتقاليد بلادنا ومجتمعنا، وهنا تبدأ المشكلات، واذكر ان لي قريبا تزوج أكثر من واحدة عندما يتزوج واحدة يستمر معها لفترة ثم يضطر إلى الطلاق. وهكذا حتى صارت لديه تجارب بسبب عدم الدراسة وعدم التريث قبل الوقوع في مثل هذه الأفخاخ.
مكيدة كبيرة
(عمرو بن إبراهيم العمرو: أمر خطير ومكيدة كبيرة يقابلها جهل وعدم ادراك للمخاطر مكيدة وتخطيط من قبل بعض سماسرة هذا النوع من الزواج وجهل من هؤلاء المسنين الراغبين في الزواج من البسطاء، عموما هذا الأمر وهذه المشكلة تجر وراءها تبعات ومشكلات فهي لا تقتصر على هذا الزواج سواء تم التوفيق ام لم يتم التوفيق بين الطرفين المتزوجين الراغبين في الزواج، فالمسألة حقيقة هي كما قلنا لها تبعات في كل الأحوال فنبدأ أولا في حال فشل الزواج فهناك بعض المسائل التي تحصل جراء هذا الفشل اول هذه المشكلات هو ضياع جهد الزوج الباحث عن الزواج وخسارته ربما المالية وهو امر متحقق وهناك الخسارة المعنوية لانه قد نصب عليه ووقع في الفخ غير الإنساني، وكذلك الزوجة ربما تكون لا تعلم عن هذه المكيدة.
ثانيا ان هذا الزوج ربما يكون راغبا ان يتزوج حقيقة لكنه لو بحث عن زوجة من الداخل لكان أفضل له كونه في الخارج قد يتعرض لبعض المشكلات وجهله لبعض الأنظمة الأجنبية، الفرع الثاني وهو في حال نجاح الزواج ربما ينجح الزواج لسنة أو سنتين وبعدها يفشل سواء كانوا مسنين أو شبابا، نقول ان هذه النسبة تدل على خلل كبير وعلى ان هذا الزواج غير ناجح عموما وال 15% ليست نجاحاً بل هي فشل حقيقي، هذا الوضع قد يولد في ذهننا أمورا ونقاطا مهمة نتلمس من خلالها اثار هذا الزواج ونتائجه فأول نتائج الزواج انه في حال الفشل وهو عدم فهم الطرف الاخر، تحدث مشكلات كثيرة، كذلك الجانب الاجتماعي في حالة وجود الأطفال فانهم يظلمون هنا ونجد صحفنا لم تقصر في توضيح هذه الأمور، وكيف الأبناء وقعوا في ضياع الاسرة فهم ابناؤنا ونريد أن نحافظ عليهم كذلك في حالة الفشل لا بد لنا ان نقرأ فرص الزواج من هنا ومن الخارج فنجد ان كل الإحصائيات تدل على ان فرص الزواج من الداخل هي أفضل بكثير. ولعلاج هذه المشكلة لا بد لأهل الزوج ان يوعوه بهذا الأمر.
جهد رسمي
( أم عبد الله - الرياض : المشكلة في الزواج من الخارج لا تكمن فقط في ما يسببه للأسرة من ارباكات ومشكلات وتدهور في الوضع المعيشي وسوء العلاقة مع الأهل وغير ذلك، بل أيضا في ما يسببه للجهات الرسمية من مشكلات قد تصل إلى القضاء أحيانا وربما تستدعي تدخل سفارة بلادنا في بعض الدول، وهذه أمور نحن في غنى عنها، ويجب على وسائل الإعلام تسليط الضوء على أبعاد هذه المشكلات واضاءة كافة زواياها التي قد لا يراها البعض إلا بعد الوقوع في فخ القضية، صحيح طالب الزواج قد يسافر بمفرده، أو مع أقرب أقربائه، لكن عند حدوث المشكلات والخلافات، هنا تتدخل الجهات الرسمية، وصارت اليوم هناك جمعيات للم شمل الأسر التي تنتمي لأبوين أحدهما غير سعودي، وهذا جهد مكلف البلاد في غنى عن بذله، وهذا يتطلب منا إعادة النظر في مثل هذه الخطوات والنظر في عواقبها وتبصير الناس بها وهذا دور وسائل الإعلام المختلفة وائمة المساجد الذين يوعون الناس بأمور دينهم ودنياهم وما يحفظ ترابط الأسر والمجتمعات.
نجاح نسبي
( فيصل العبد الوهاب : في تقديري ان القضية تختلف من شخص لآخر، ومن بلد لآخر، ومسألة النجاح والفشل فيها نسبية، لا يمكن قياس كل التجارب ببعضها، بل هناك تباين واختلاف، ولا أذيع سرا لو قلت هناك زيجات من أجنبيات وأجانب ناجحة للغاية ومشهود لها ليس بالنجاح فقط بل بالتفوق وبالعلاقات الجيدة والسمعة الرفيعة، ولا يمكن تعميم أن الزواج من الخارج يعني الفشل أو يعني المشكلات، لذا يمكن طرح قضية كيفية ترشيد تلك الزيجات وكيفية التقليل من اللجوء إلى الزواج من الخارج ليكون عند الضرورة فقط وفي أضيق الحدود، لأن ارادة الله تقتضي أن ينجب أبناء من آباء سعوديين وأمهات غير سعوديات أو العكس فمن ذا الذي يعترض تلك الارادة؟
دعونا نبحث أمر تبصير الناس بقواعد الاختيار وعدم التسرع في عقد الزيجات قبل الدراسة المتأنية والتروي، حتى نتجنب بعض الاشكاليات التي تحدث هنا وهناك.