في قصة عجيبة ومشهد مليء بالعبر والفوائد يحكي لنا القرآن الكريم قصة النمل مع نبي الله سليمان رضي الله عنه في سورة سميت (بالنمل) وما ذاك إلا لرفعة قدر هذا المخلوق وعظم شأنه يقول تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ. فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } سورة النمل (17-19)
وعلى حلقات سنورد جملة من الفوائد والدروس ومن هذه الدروس المهمة جداً في قصة النمل هو فن إدارة الأزمات والكوارث حيث يعد أهم مبدأ في إدارة أي أزمة هو تجنب حدوثها من الأصل. ولا يمكن ذلك إلا من خلال سيناريو متوقع للاحتمال الأسوأ، بإثارة سؤال: ماذا لو حدث الأسوأ؟ والأسوأ هنا هو قدوم مجموعة كبيرة من البشر تسير في اتجاه مملكة النمل دون قصد فت هدمها وتحطم كل ما فيها ومن فيها، وهذا يمثل كارثة بكل المقاييس بالنسبة لهم، ومن ثم كان لا بد من العمل على تقليل احتمال وقوع مثل هذا الأمر، وتقليل الخسائر المترتبة عليه إن وقع قدر الإمكان.