فنان مثقف استطاع أن يصل الى مساحات واسعة، ويجسد فنه من خلال أدائه المتميز، وسخر فنه لخدمة القضايا التي يؤمن بها فجاء فنه معبراً عنها بصدق، إنه الفنان محمد منير الذي كسب الحب والأحترام لدى قطاعات كبيرة وشرائح متنوعة، حدثنا فكان هذا اللقاء.
* ارتبطت كثيراً بألمانيا، هل تعتبرها مدخلك إلى العالمية؟
- وجدت في ألمانيا أشياء كثيرة أولها الشعب المثقف الذي يفهمني ويهتم بالفن من حيث قيمته الرسالية الحقيقية.
* ما هي هذه الرسالة التي تتحدث عنها دائماً؟
- الإنسان في كافة أصقاع الأرض يعيش المعاناة نفسها ورسالتي هي التعبير عن هذا الإنسان وعن الإشكاليات المعاصرة التي تحيط به، فمن منا لا تعنيه أغنية مثل (شبابيك) التي تفتح له نوافذ الأمل في هذه الحياة الخانقة ومن منا لا يتمنى أن يدخل (مساكن شعبية) وهكذا، أجد أن الإنسان هو الإنسان في كل مكن وعندما تعبر عنه فإنه يتلقف أعمالك بسرعة.
* الا تتفق معي أن أمريكا هي أولى محطات العالمية وأهمها وليس ألمانيا؟
- في هذه اختلف معك تماماً فالفنان العربي الذي توزع ألبوماته في أمريكا أظن أنها توزع بين أفراد الجالية العربية الكبيرة المقيمة هناك وليس الشعب الأمريكي فيكون قد تعامل مع جمهور عربي أيضاً لكن في مكان مختلف، أما في ألمانيا فلا توجد جالية عربية كبيرة ما يجعلك مطمئناً إلى أنك تخاطب جمهوراً آخر حقيقياً، ثم هناك ناحية أخرى وهي أن الجمهور الأمريكي من أقل الشعوب اقبالاً على إبداع الآخرين بعكس ألمانيا المنفتحة.
* قد يقول قائل إن رأيك في أمريكا تحكمه منطلقات ومواقف، فما رأيك؟
- ليس هكذا لكن الا تتفقون معي أن ألمانيا أفضل من أمريكا حضارياً وإنسانياً وثقافياً هذا ما أعتقده على الأقل.
* اتخذت من كولون مقراً لإقامتك تاركاً كبريات المدن الألمانية مثل برلين وفرانكفورت مثلاً؟ هل هو هروب..؟
- هروب من ماذا، إلا إذا كان هروباً من الضجيج، كولون تشبه النوبة التي ولدت فيها لذا تجدني متآلفاً معها، هذا كل ما في الأمر.
* لقد تمكنت بامتياز من تحقيق معادلة الوصول إلى البسطاء والمثقفين في الوقت نفسه كيف ذلك؟
-المثقفون هم البسطاء هكذا أعتقد لذا لم يكن اجمع بني الشريحتين وأنا أهدف إلى الوصول إلى الإنسان وأمس الإنسانية فيه وهي موجودة لدى المثقف وغيره، أما القول بأنني فنان المثقفين فأعتبره شهادة بالنجاح بمعنى أنني قدمت فناً يحمل قيمة حقيقية قدرها المثقفون.
* هل تؤيد فكرة الدويتو، بمعنى أن يعتمد الفنان على شاعر يقدم كلماته والسؤال خاص بارتباطك بالشاعرة كوثر مصطفى؟
- عندما يربط الشاعر والفنان هدف واحد يستطيعان تقديم أفكارهما بسهـولة ويسر، لأنهما مهمومان بنفس القضية وهذا حدث مع أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، ودرويش ومارسيل خليفة، أما بالنسبة لي أنا وكوثر فإننا نحمل هموماً وأفكاراً مشتركة ما يجعل إيصالنا للفكرة معاً أسهل.
* هل تبعادك عن الوطن هو ما أبعدك عن السينما والمسرح؟
- أولا لست بعيداً عن الوطن بالمعنى فأنا متواجد في ألمانيا ومصر على حد سواء وثانياً سبب ابتعادي الحقيقي عن التمثيل هو أنني قدمت أعمالاً أعتز بها وبمشاركتي فيها فكل حدوته مصرية والمصير ويوم حلو ويوم مر ومسرحية الملك هو الملك ولا أريد أن أرجع إلى الوراء ثم إنني لست ممثلاً بالأصل فأنا مغن ويهمني التواجد الدائم عبر الأغنية وليس السينما أو المسرح.