هو مجموعة من المواهب تداخلت وامتزجت، أو قل هو عدد من المبدعين في ثوب رجل واحد، يكتب الشعر ويخوض غمار الموسيقى عبر آلة الساكسفون، اعتلى المسرح ممثلاً، قبل أن تجتذبه الصحافة ثم الإعلام المرئي، عرفناه عبر الشاشة من خلال (صباح العربية) وحاولنا في هذا الحوار الاقتراب منه أكثر وسبر أغوار شخصيته:
* بين رام الله ودبي البداية والتوهج.. حدثنا عن ذلك؟
- رام الله كانت البداية إذ عملت مساعداً لعدد من المراسلين الغربيين الذين تعلمت منهم الكثير رغم ما لاحظته على كثير منهم من عدم موضوعية في التناول.
* كيف؟
- في العادة هم إما تابعون لجهات معينة أي يخدمون توجهاً سياسياً موالياً لإسرائيل وهم في هذه الحالة يركزون على إخفاء ما تقوم به من جرائم أو على النقيض يؤمنون بالقضية الفلسطينية- لكنهم يجابهون بالتوجهات التي تحكم الجهات التي يعملون لديها.
لكن على كل التجربة كانت ثمرة؛ فالعمل في النقاط الساخنة يجعل الإعلامي أكثر استعداداً؛ إذ يغيب عنصر الإعداد، وفي هذه النوعية من العمل بالطبع تحد كبير لصقل لمواهبه.
* ودبي؟
- دبي أصبحت بالطبع عاصمة الإعلام العربي وإحدى أهم نقاط انطلاقه إن لم تكن أهمها.
* عملت في عدد من المحطات قبل حضورك إلى دبي ما الفارق الذي أحسسته؟
- عملت في إذاعة المنارة وفي تلفزيون وطن، وهي من ضمن المحطات الخاصة التي نشأت بعد مجيء السلطة الفلسطينية وهي تجارب يجب أن ينظر لها بكثير من التقدير والاحترام رغم الإمكانات الضعيفة أما دبي فلا شك أنها وصلت إلى أعلى درجات الاحترافية.
* قفزت إلى الواجهة وجهاً ذا حضور قوي من خلال برنامج صباح العربية بعد أن كنت معداً ومراسلاً كيف كان ذلك؟
- ارتأى القائمون على القناة أن يدفعوا بوجه جديد إلى الواجهة ورأوا أنه يمكن الاستفادة من خبرتي في فلسطين وأرجو أن أكون قد نجحت.
* ما يسمونه بالإطلالة والمظهر للمذيع ثم المال للمذيعة هل هي مترادفات؟
- لا أعتقد فالمظهر مطلوب ولابد لكل مذيع أوجه تلفزيوني أن يعطيه حقه من الاهتمام أما الجمال المقصود به بالطبع جمال المذيعة فللأسف أصبح البعض يقول عليه أكثر مما يجب وبالنسبة للاطلالة فهي في اعتقادي قبول من الله يمنحه من يشاء.
* بالنسبة لمحمد أبو عبيد إلى أي مدى يشغلك المظهر والإطلالة؟
- كما قلت فإنني أهتم بمظهري لأنه لابد من ذلك وأحاول أن أكون ذا حضور مؤثر من خلال ثقافتي لكن لا أنسى أن شعري الأبيض قد قفز بي إلى الواجهة من ناحية أنه أمر مختلف.
* إذاً في رأيك ما هي مقومات المذيع الناجح؟
- بالطبع لابد أن يكون مثقفاً وهذا هو الأساس في العمل الإعلامي وثانياً لابد أن يكون لديه ما يريد قوله فلا يمكن أن يكون فقط ناقلاً للخبر.
* ما هي المصادر الأساسية في رأيك لثقافة المذيع؟
- يجب أن يكون مطلعاً على كل المستجدات العامة خاصة في المجال الذي يتناوله البرنامج الذي يقدمه على ألا يغفل جوانب ثقافية أخرى عامة ومحيطة به، إضافة للإلمام بكل ما هو جديد في عالم الإعلام، وكل هذا يتأتى خلال القراءة.
* يمكننا أن نقول إذن إنك قارئ نهم؟
- لقد غرس فيّ الوالد -رحمه الله- حب القراءة والمعرفة كذلك لا أنسى دور الوالدة في حياتي.
* سمعنا عن شاعريتك التي تكرسها للمرأة؟
- الشعر هو الهروب إلى عوامل أجمل وبالفعل أكرس شعري للمرأة فالاثنان يصبان في خانة الجمال، لذا فتجربتي الشعرية تبدأ بالمرأة وتنتهي إليها.
* وقراءاتك الشعرية؟
- أحب المتنبي وهذا أمر أعتبره بديهياً فكل قارئ جيد للشعر.. يجد في المتنبي الشاعرية كلها وكل شاعر يغترف من بحره الواسع شيئا.
* تمارس فن الخط العربي وتعزف على الساكسفون إلى جانب كل ذلك؟
- الخط هواية جميلة ترسخ فنياً معاني الأصالة والعزف على الساكسفون أخذ من الثقافات الأخرى بطرق كما يقولون ولا أخفيك فقد وقفت على خشبة المسرح عدة مرات ممثلاً.
* هل يمكنني القول إنك عبارة عن مجموعة من المبدعين في عباءة رجل واحد؟
- لا أستطيع أن أقول عن نفسي ذلك لكني أجتهد في كل اتجاه وأؤمن بأن لكل مجتهد نصيبا.