الفنان ابن بيئته ونتاج تفاعلاته وأحد أهم إفرازاتها يحملها معه أينما حل، تنبع من دواخله، معبراً عنها عن أحلامها وآمالها وتطلعاتها وهذا بالطبع لا يتأتى من فراغ، فالفنان الذي صعد المجد خطوة خطوة، إنما صعد عن طريق معجبيه الذين هو في المقام الأول أحدهم.
فالفنان ليس صناعة، لكن مفاهيم جديدة برزت إلى ساحة الفن تتمثل في صناعة فنانين جاهزين لا يصعدون السلم الطبيعي، فأنماط التفكير الصناعي السائدة امتدت للفن من خلال ما يسمى ببرامج الواقع التي هي في الأساس برامج ربحية بحتة تستنزف أموال المشاهدين لتصب في جيوب منتجيها والقائمين عليها، من خلال الرسائل وما سواها وسائل الاتصال.
عدد من الشباب يتم عرضهم يومياً من أجل ترسيخهم أو ترسيخ أحدهم على الأقل في أذهان المشاهدين.
وقد تكتمل حلقات المؤامرة بإنتاج أشرطة لبعضهم فقط من أجل إثبات نجاح البرنامج وضمان استمراريته في العام القادم.
والنتيجة لا فن.. ربما اجتذبت الفكرة في بداياتها عدداً من المشاهدين لأن برامج الواقع برمتها جديدة على المنطقة لكن من المتوقع بل والمؤكد أنها لن تكون كذلك في السنوات القادمة لأنها أولاً لم تقدم فناً وثانياً أنها تنافي مفاهيم وعادات وتقاليد شعوب المنطقة.
تركي البسام
tb787@hotmail.com