* إعداد - تنكزار سفوك
يعتزم أطفال في بلدة صغيرة بولاية فلوريدا الأمريكية كتابة تاريخ الإعلام بما زعموا أنه أول محطة إذاعة يديرها أطفال فقط. ويصف موقع دبليو كيه آي دي على الموجة 69.7 إف إم بكل ثقة المحطة الجديدة بأنها (المحطة الوحيدة في العالم التي يمتلكها ويقوم بتشغيلها ويتولى إدارتها أطفال). ويدير المحطة آدم بيكر (12 عاماً) و24 من أفراد جماعة تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً. وخرج المشروع من بنات أفكار روجر (40 عاماً) والد آدم الذي كان يرغب دائماً في إدارة محطة إذاعة خاصة به، ولكنه لم يقم بتشغيلها نظراً لانشغاله في عمله كفني صيانة اتصالات في مكتب عمدة مقاطعة باينلاس.
يتعامل الصحفيون الصغار بشغف مع الميكروفون وأجهزة تكبير الصوت يحدوهم إصرار على القيام بالمهمة بعيداً عن الكبار. ولا يزال والد آدم الذي تبرع بمعدات قيمتها 2500 دولار يتولى تمويل العملية بمقدار نحو 1400 دولار شهرياً هو المسموح له فقط بدخول المحطة من الكبار. وقال آدم في مقابلة هاتفية: (والدي لا يدعني أضع الهوائي في حالة العواصف بسبب البرق).
وتنقل الإذاعة إرسالها أساساً في عطلات نهاية الأسبوع والأمسيات والإجازات، ويفتخر الأطفال بأنهم ينتجون البرامج جميعها بأنفسهم. وقال آدم: (والدي دائماً يستمع إلينا للتأكد من أننا نستمتع بالقيام بهذا العمل غير أنه يصرّ على إضفاء عنصر الاحتراف على عملنا).
وتتم اجتماعات مجلس التحرير في مقر محطة الإذاعة الشابة، وهو غرفة نوم آدم. ويصمم فريق العمل على إقامة محطة إذاعة كاملة بمختلف أنشطتها؛ فالموسيقى التي يختارونها متنوعة؛ فهي تتراوح بين موسيقى البوب والهيب هوب والكلاسيكية وموسيقى الريف أيضاً. ولا تنطبق حقوق الملكية الفكرية على الموسيقى المستعملة في هذه المحطة باعتبار أن القائمين عليها لا يهدفون إلى تحقيق أهداف تجارية فضلاً عن أن عددهم قليل للغاية. ويحكم نشاط إذاعة الأطفال مبدأ واحد عند التعامل مع الأخبار هو (أخبار نظيفة فقط). ويعني ذلك عدم إذاعة أخبار عن معدلات الجريمة والحرب أو السياسة. وتذاع نشرة الأخبار الرئيسية كل مساء الساعة الثامنة. ويتولى تقديم النشرة الجوية أصغر عضو بالفريق إريك بيكر (6 سنوات)، وهو الشقيق الأصغر لآدم. وغالباً ما يقوم الصحفيون الشبان برحلات لإجراء تحقيقات في المناطق المجاورة. وقد التقوا مؤخراً مع عمدة مقاطعة باينلاس جيم كوتس على سبيل المثال. وباستثناء الموسيقى والأخبار فمن المهم بالنسبة لفريق العمل إجراء اتصالات مع المستمعين.
وفي عطلات نهاية الأسبوع يذيعون برنامجاً عن سوق السلع الرخيصة المستعملة يعرض من خلاله المستعمون كل أنواع الأثاث والأشياء الصغيرة الأخرى. واعتاد المذيعون الصغار على السماح للمستمعين بالاتصال مباشرة بالاستديو، ولكنهم توقفوا عن ذلك بسبب انقطاع برامجهم. وذات مرة دق هاتف الاستديو بينما هم على الهواء في الوقت الذي بدأ أيضاً فيه هاتفان خلويان في الرنين. ويتذكر آدم: (ذات مرة كنا على الهواء وبدأ هاتف منزلنا اللاسلكي في الرنين في الوقت الذي لم نتمكن فيه من العثور عليه). ويضيف: (أثناء بحثنا عن الهاتف كان أحد الأطفال يحاول قراءة نشرة الأخبار غير أن الهاتف الخلوي لأحد الأطفال بدأ أيضاً في الرنين ثم أعقبه هاتف آخر؛ ولذا كان لدينا ثلاثة هواتف تصدر رنيناً، وكل منا يتسابق للعثور عليهم للرد). وقال: (منذ هذا اليوم تعلمنا ألا يتواجد أي هاتف في الغرفة! وفي النهاية عثرنا على الهاتف الآخر تحت السرير، ولكن من الذي وضعه هناك؟ لا أحد يعرف).
ويغطي مبلغ الـ1400 دولار التي ينفقها رودجر بيكر شهرياً تكاليف الموسيقى وكابل الإنترنت وحبر الطباعة والورق وتصليح المعدات والرحلات إلى حديقة الحيوانات والمتاحف ومباريات البيسبول وكرة القدم والرحلات الخارجية الأخرى لعمل تحقيقات، وهي تكلفة كبيرة بالنسبة لشخص واحد، ولكنها صفقة حقيقية عندما تقاس بالنسبة لتكلفة إذاعة محترفة.
وإضافة إلى ذلك يتم سداد مقابل شراء المياه وجالونات العصير و20 فطيرة بيتزا أو نحو ذلك كل نهاية أسبوع من هذا المبلغ. وقال بيكر في رد على رسالة بالبريد الإلكتروني: (إنهم يستطيعون أن يأكلوا ويشربوا الكثير).
ويأمل المذيعون الناشئون مستقبلاً وجود رعاة جدد بالتعاون مع شركة محلية، ويخطط الأطفال لوضع برامجهم على شبكة الإنترنت وجذب المزيد من المستمعين الصغار من كل أنحاء الولايات المتحدة والحصول على عائدات إعلانية. وفي الوقت نفسه فإن إذاعة 96.7 على موجة إف إم يذاع إرسالها داخل دائرة نصف قطرها 8 كيلومترات حول ضاحية بيكر.