|
بين "الجزيرة" ويوم الثلاثاء
|
للجزيرة الصحيفة مع يوم الثلاثاء مواقف كثيرة بدأت وربما أنها لم تنته بعد..
ففي مثل هذا اليوم صدر أول عدد من صحيفة الجزيرة الأسبوعية..
وفي مثل هذا اليوم ومع بدء صدور "الجزيرة" يومياً قررنا أن يكون احتجابها عن الصدور يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
وعندما عقدنا العزم على إصدار هذه المجلة مجلة الجزيرة اخترنا لها يوم الثلاثاء من كل أسبوع موعداً للصدور..
* * *
هل هي مصادفة..؟
أم أن ذلك تم بتخطيط مسبق..؟
في جانب من الصورة لم تكن مصادفة عابرة..
وفي الوجه الآخر من الصورة لم تكن محصلة لنتائج علمية مبنية على دراسات لتحديد هذا اليوم كخيار دون غيره..
* * *
لكن الثابت أن يوم الثلاثاء بالنسبة ل "الجزيرة"..
هو يوم الصدور..
مثلما هو يوم الاحتجاب عن الصدور..
مثلما أنه يمثل أيضاً العودة إلى الصدور بعد الاحتجاب..
لكن هل انتهت العلاقة الحميمة بين صحيفة الجزيرة ويوم الثلاثاء بصدور مجلة الجزيرة..؟
* * *
إن ما يهمنا تحقيق ما يرضي القارىء..
بأعمال صحفية مميزة..
في كل أيام الأسبوع..
وعلى مدار العام..
وبإيقاع واحد..
مع اعترافنا بأن هناك مسافة كبيرة لبلوغ هذا الهدف..
وأن أمامنا الكثير لإنجاز استحقاقات هذا التصور..
* * *
وهذه المجلة مجلة الجزيرة جزء من هذا الطموح..
إلى ما هو أفضل إن شاء الله..
فهي خطوة على الطريق الطويل..
ضمن وثبات أخرى نعدكم بها..
وهو وعد وعهد..
قطعناه على أنفسنا..
الزملاء وكاتب هذه السطور..
خالد المالك
|
|
|
أميرة ويلز.. رحلة الألم والسعادة (12) اليوم الأخير في حياة ديانا
|
"يوم وفاة ديانا" كتاب يقدم لنا رواية مفصلة دقيقة عن آخر يوم في حياة أميرة ويلز الراحلة ديانا سبنسر، كتبه الصحفي المخضرم كريستوفر اندرسون صاحب افضل الكتب مبيعا "جاك وجاكي" و"جاكي بعد جاك"، لقد امضى الكاتب اندرسون الحائز على ثناء النقاد لسبعة عشر من مؤلفاته التي ترجمت الى اكثر من عشرين لغة في مختلف انحاء العالم.. امضى وقتاً طويلاً محاولاً فك طلاسم مقتل اميرة ويلز حيث الحيرة والغموض يطغيان على الحادث الذي مازال الملايين يتلهفون لمعرفة تفاصيله واسراره!!
قام اندرسون بمراجعة مصادر هامة للغاية وشخصيات وافق بعضهم على التحدث لأول مرة لأجل إعادة صياغة قصتها وكتابتها بتفاصيلها المذهلة الجديدة على نحو قد يلبي شغف المهتمين للتعرف على حقيقة ماجرى للأميرة ديانا في ذلك اليوم المشؤوم بالنسبة لهم، وكانت بقوتها وسحرها فوق التجاهل والاستغناء مثلما تأكد للعائلة الملكية البريطانية بعد محاولات الانفصال!! هذه هي اميرة ولز بعيون المتابعين بعد وفاتها بخمس سنوات، كل ذلك كان مدعاة ليحمل الكاتب كريستوفر امانة البحث عن الحقيقة ليستكشف ما قد يكون جديدا في تفاصيل ما جرى.
حيث يقول في كتابه الذي نستعرضه على حلقتين: "فاجعة مصرع اميرة ويلز في 31 اغسطس 1997م هي واحدة من تلك العلامات التاريخية مثل اغتيال كنيدي، لقد كان مصرعها حدثا لا ينسى، ومثله لا يزال الملايين يتذكرون وقائع تلك الصدمة والانباء السيئة التي جاءت اليهم من باريس.. فيما ما زالت تداعب خيالاتهم وقائع زواجها الاسطوري من الامير تشارلز قبل ستة عشر عاما من زواجها وهي فترة زمنية كانت كافية لتتحول ديانا من "دي" الخجولة الى اكثر امرأة التقط لها صور على وجه الأرض.. بعضها يبتعد كثيرا عن "دي" الخجولة، واكثر امرأة كتب عنها وتحدث الناس عنها حية وميتة لتصبح اميرة ويلز واحدة من اشهر نساء العالم!!
قصة اميرة ويلز بل حياتها كانت مزيجا من الالم والسعادة، وخليطا من النصر والخسارة ومن الحب وعدم القبول.. وهكذا فان "يوم وفاة ديانا" يقلب لنا صفحات التاريخ ليحكي لنا تفاصيل هذه الشخصية النسائية الأكثر اثارة ولفتا للانظار في العالم، مع كريستوفر اندرسون الذي عمل محرراً متعاوناً سابقاً لمجلة "تايم" وكبيرا للمحررين في مجلة "بيبول"، وكتب المئات من المقالات في العديد من المطبوعات بما في ذلك مجلة "لايف" و"نيويورك تايمز"، نستعرض تفاصيل ما جرى لأميرة ويلز على النحو التالي:
عندما وقفت الممرضتان هومبرت وليكورشيه الى جوار جسد ديانا المسجى قبل الساعة العاشرة صباحا بقليل في يوم الاحد، لم تصدقا نفسيهما بان ماتراه اعينهما حقيقة، ولم يكن هناك وقت للإمعان في مشاعرهما، فقد اخبر السفير البريطاني لدى فرنسا "جاي" ان الأمير تشارلز سوف يصل في الخامسة مساء ليرافق جثمان زوجته السابقة في رحلة العودة الى لندن.
وعندها قامت الممرضتان الى العمل، كان اول تفكير ل"هومبرت" هو انه يجب عليها ان تبرد الحجرة لتحفظ الجثة من ان تفسد، وقالت وهي تتذكر: "أنا كنت اعلم ان ذلك اليوم سوف يكون حاراً، لذا طالبت بتوفير جهاز تكييف داخل الحجرة، وكان هذا رد فعل طبيعي مهني مني، ففي الحال فكرت في الحفاظ على الجثة، وقد فكرت انه مع مجيء كل ذلك العدد من الناس فيمكن ان يوجد ذلك مزيداً من الحركة وبالتالي مزيداً من الحرارة، فكان أول تفكير لي هو تبريد الغرفة".
وحتى فكرة تركيب جهاز تكييف مثلت لنا مشكلة خاصة، وذلك لمنع جحافل الصحفيين والمتطفلين من ان يعلموا اي الغرف كانت لديانا، لذا قمنا بتغطية كل نوافذ الدور الثاني لمجمع المستشفى الضخم بالستائر، وكانت هناك اسباب كافية لنقوم بذلك، فقد قام العديد من صحفيي جرائد الفضائح المغامرين بتأجير غرف عبر الشارع المقابل للمستشفى.
وقد أخبرت هومبرت الفنيين انه بدلا من تركيب جهاز التكييف على النافذة والمخاطرة بفتح هوة ونكشف مكان جثة الأميرة، فنحن لانستطيع ان نترك فتحة في الحائط لأنه من الممكن ان يقوم شخص ما بلصق كاميرته من خلالها"، لذا قمنا بتعليق التكييف بأحد أحواض الغرفة، واستخدمت المياه الجارية كعنصر التبريد، وقد نجحت تلك الفكرة، ففي الوقت الذي كانت دهاليز المستشفى مرتفعة حرارتها، كانت الغرفة القابع فيها جسد ديانا باردة على درجة حرارة 60 فهرنهيت، واضافت الممرضة بلا مزاح "كانت أفضل غرفات المبنى على الإطلاق".
وقد وصلت باقة ورد واحدة فقط الى حجرتها طوال فترة الصباح، وكانت عبارة عن باقتي زهور حمراء من الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكارد دي استانج وزوجته آن أيمون والتي كانت صديقة اخرى لديانا، وفي هذا المساء كان من المقرر ان يأتي مزيد من الزهور، في ذلك الوقت كانت هناك ترتيبات وجهت لإدارة المستشفى من الأمير تشارلز بأن تتزين بزهور الزنابق "لأنها كانت المفضلة لديها" وفي مفارقة صارخة لذلك الفيض من الأزهار التي غطت وسط لندن خارج المستشفى، كانت تلك الزهور هي الوحيدة في غرفة ديانا المتواضعة في هذا اليوم.
وكان من المفترض ان يتم اجراء تشريح للجثة، ولكن ذلك كان مقرراً له انجلترا وليس فرنسا، وحتى ذلك الوقت لم يتم تحنيط الجثة، وفي ذلك الوقت تم عمل كل الجهود لجعل جثة الأميرة ديانا قابلة للعرض على الأعداد الغفيرة من الشخصيات المهمة الذين بلا شك اتوا ليعبِّروا عن تعازيهم خلال اليوم، وقالت هومبرت: "الجثة مهمة للغاية، سواء كانت للأميرة ديانا او لأي شخص آخر، فيجب عليك ان تفكر في العائلة وآلامهم، فلم يكن احد ليتوقع ان يأتي ليلقي النظرة الأخيرة على الجثمان بدون ان تكون قد تم تسريح شعرها وتكون في حالة جيدة".
وقد أتى كل أعضاء طاقم المستشفى من الممرضين والخادمين من الذين يعدون الجثث للتشريح وعمل المناقشات عليها من اجل غسيل جثمان ديانا بدقة ووضعوا الشامبو على شعرها، كما كان وجه ديانا وخصلات شعرها الأشقر مصدر اهتمام خاص بالطبع، فقد جاءت خبيرة تجميل ومصفف شعر من دار جنازات فرنسية متخصصة، وأتوا حاملين صورة كبيرة ملونة لديانا والتي كانت قد صدرت مؤخراً في عدد مجلة "ماتش" الفرنسية.
وتتذكر هومبرت وتقول: "لقد حاولوا ان يصلحوا شكلها على نفس هيئة صورة المجلة، بتجعيدة شعرها في مقدمة رأسها وان يزينوا وجهها لتظهر بالضبط بنفس المظهر الذي كانت تظهر به في الصورة، ولم يتوقفوا عن الإرسال في طلبي طوال اليوم ليسألوني إذا ما كانت تلك الصورة هي التي يجب ان تظهر بها، او تلك الطريقة، وكان الوضع مؤثراً جداً وصعب على التحمل، كان الأمر قاسياً، قاسياً جداً".
حقيقة مروعة
وعندما وضع الرجل والمرأة من بيت الجنازات أحمر الشفاه عليها وزينوها وأعادوا تصفيف شعرها لكي تطابق الصورة في مجلة "ماتش" الباريسية، ووجهت هومبرت بحقيقة مروعة: لم يكن لديهم فستان مناسب لها!! فقد تمزق البنطال الأبيض والبلوزة ذات الأكمام القصيرة السوداء التي كانت ترتديها في هذه الليلة بواسطة رجال الطوارئ الطبية في مسرح حادث التصادم، وكانت كل تلك الاشياء من ضمن متعلقاتها الشخصية: الجاكيت الأسود، حذاء كعب عالي من طراز "فيرساك" مقاس9، حافظة نقودها، ساعتها الذهبية من طراز "جايجر لي كولتريه" المطعمة بأحجار كريمة بيضاء، سوار معصم بستة فصوص من اللالئ بمشبك على هيئة تنين، حزام حريمي اسود من ماركة "رالف لوران" مقاس 30، فردة حلق ذهبي، كل تلك المتعلقات تم حفظها في حقيبة بلاستيكية تم تخزينها في البدروم.
وكانت تتذكر هومبرت قائلة: "لقد طلبت من القنصل البريطاني كيث موس ان تتصل بمحلات "ريتز" وتجهيز فستان لها، واصيبوا بالصدمة بعدما اكتشفوا ان جميع ممتلكات الأميرة في باريس تم حزمها، طبقاً لأوامر محمد الفايد، وشحنها الى لندن، وتتذكر هومبرت: "كل شيء تم تحديداً في ذلك الصباح".
وفي الوقت الذي فتش فيه مسؤلو السفارة البريطانية كل انحاء باريس من اجل العثور على فستان مناسب، واجهت الممرضات مشكلة عاجلة أخرى، أن معظم العائلة الملكية، وبخاصة الملكة، والأمير فيليب، والأمير تشارلز وابني ديانا، كانوا يقضون عطلتهم الصيفية في قلعة بالمورال في اسكتلندا في وقت الحادث، وقد ظلت الملكة هناك مع الأمير وليام والأمير هاري، في حين طار الأمير تشارلز الى باريس، واتصل بالسفارة البريطانية في باريس.
قلق من نوع آخر
وصاح القنصل البريطاني العام في فرنسا "موس" في كلمات للممرضة هومبرت: "الملكة! الملكة!" في الوقت الذي هرع فيه مسرعاً الى الغرفة التي مسجى فيها جثمان ديانا تحت الملاءة، وقال ان الملكة تقول اذا كان هناك اي مجوهرات ملكية في متعلقات ديانا، فإن جلالتها تريد ارجاعها الى العائلة المالكة فوراً، وقال موس "مدام، ان الملكة تشعر بالقلق إزاء المجوهرات، يجب ان نعثر على المجوهرات بسرعة، فإن الملكة تريد ان تعرف اين المجوهرات"
واجابت هومبرت: "ولكنه لم يوجد اي مجوهرات" "لايوجد تاج شعر بالطبع، لا خواتم، لا عقود".
وقبل ان يستقل الطائرة الى باريس وجه ايضا الأمير تشارلز سؤالا حول مجوهرات ديانا، ولعلمه انها كانت ترغب في ان تظهر في ابهى حلة لها امام هؤلاء الذين اتوا ليعبروا عن تعازيهم في المستشفى، فقد قام تشارلز بالاتصال بالمستشفى وطلب شخصياً ان يتم الباسها قرطي اذنيها الذهبيين وقال تشارلز "ان ديانا ترغب دائما في ارتداء قرطيها على الملأ" فلا يزال يتكلم عن زوجته السابقة بصيغة المضارع، وقال "سوف يكون هناك الكثير من الناس الذين سوف ينظرون اليها، انا متأكد انها تريد الأقراط" ولكن بعد تفتيش حجرة المتعلقات بالمستشفى لم يجدوا اقراطها المفقودة.
وقد مر سبعة اسابيع قبل ان يعثر البوليس على الاقراط المفقودة، والتي طارت من اذني ديانا بسبب قوة الاصطدام وذهبت بعيدا في اسفل مقدمة السيارة، وعثر عليها في مقدمة المرسيدس بواسطة محققي الاصطدام، وتقول هومبرت انها كانت مبهورة باهتمام الامير بالحفاظ على كرامة ديانا حتى بعد موتها، واضافت: "لقد ادهشني للغاية ذلك الاهتمام بالتفكير في ادق التفاصيل، وفي ذلك الوقت ظلت محاولة العثور على ثوب مناسب لديانا مستمرة لحوالي ساعتين، وفي النهاية وجدت سيلفيا زوجة السفير البريطاني الحل، فقد كانت تقريبا في نفس مقاس ديانا، فقد عرضت فستان من فساتينها. وبعد ذلك في المساء، وصل رجلان الى المستشفى بحقيبة ملابس، احدهما كان الحارس الشخصي السابق لديانا، وكان الآخر احد الاشخاص الذين اثيرت حوله الاقاويل بانه كان اكثر الناس قرباً من ديانا، وهو سائقها الأمين وكاتم اسرارها وحاميها "بول بوريل" الذي كان يتوقع ان يكون في باريس بصحبة الأميرة ولكن ليس في مثل هذه الظروف على الاطلاق، وفي الليلة السابقة قامت ديانا بالاتصال ب"بوريل" وكانت روحها عالية جداً، وقالت انها كانت تتشوق للغاية لرؤية ابنيها لأول مرة منذ خمسة اسابيع، كما سألت اذا ما كان يمكن ان يأتي بعض المقربين لها ليصاحبوها في رحلة العودة.
وقد اوقفت هومبرت البريطانيين الاثنين، وكلاهما لا يتكلم الفرنسية، اوقفتهم على الباب، وقالت وهي تتذكر "لقد كانوا يريدون ان يتحدثوا الي، وقالوا ان معهما الفستان داخل الحقيبة"، وقبل ان يستطيعا دخول الغرفة، اصرت هومبرت على ان يقوما بفتح الحقيبة، وقالت "كان فيها الثوب الاسود بياقة على شكل رقم 7 في الفستان من الامام، وكان من الصوف الرقيق الذي كان اسمك قليلا من قماش الكريب الرقيق، والفستان الذي كان اسفل الركبة بقليل بأكمام طويلة وبحزام في الوسط، كما كانت تحتوي الحقيبة على حذاء اسود خفيف من نوع "سيلفيا جاي".
وبينماكان بوريل ينتظر في الردهة، قامت هومبرت وليكورشيه بأخذ الحقيبة الى داخل الغرفة، ووضعوها على كرسي وفتحوها واخرجوا الفستان، وقد تعجبت هومبرت هي والآخرون من ان وجه ديانا كان بنضارته ولم يعكر صفوه شيء، واستجمعت هومبرت شجاعتها في الوقت الذي قامت فيه ليكورشيه بسحب الملاءة من فوقها، وفي الحال، بدت جراحها البارزة واضحة للغاية، فقد كانت جروحها عبارة عن خيوط متقاطعة ومتشابكة وكانت هناك غرز بداية من عظمة الترقوة، وكانت تلك الصورة الفظيعة لجروحها ناتجة عن المحاولات اليائسة من جراحيها لإنعاش قلبها بكافة السبل، وكانت هناك كدمات في يديها ورجليها، كما كان جانبها الايمن كذلك مليء بالكدمات وكانت تلك دلالة على ان ضلوعها قد تكسرت، وبالمثل كانت مقدمة ذراعها اليمنى، والتي كانت مهشمة تماما بصورة سيئة وكان لون ذراعها بين الاسود والازرق، وعندما قاموا بتحريك جسدها لكي يضعوا الفستان عليها، وجدت الممرضتان العديد من الجراح في الظهر بما في ذلك قطع بطول بوصتين وجرح غائر بطول ثلاث بوصات في الفخذ الأيمن، وقد كتبت هومبرت كافة تفاصيل جراح ديانا في تقريرها، ولكن لم يكن احد يعلم ان هذا التقرير للأميرة ديانا، فلم تكتب اسم ديانا على التقرير ولكنها كتبت في المقابل اسم "القديسة باتريشيا"، والتي كانت قديسة في نابلس، وكانت سليلة عائلة من كونستانت نوبل، ثم سافرت بعد ذلك الى ايطاليا لتهرب من زواج ملكي، وقامت بتوزيع ثروتها على الفقراء والمحتاجين وماتت وهي في سن صغيرة، وكانت ديانا قد اخبرت بوريل قبل ذلك انها تريد ان تدفن في تابوت به نافذة زجاجية لكي يبدو وجهها واضحا من خلاله، وقد جاء ذلك التابوت المصنوع من المعدن الرمادي، وكان اغرب تابوت شاهدته الممرضات، وتم ادخاله الغرفة وجاء حانوتي وساعدته الممرضتان هومبرت وليكورشيه مع اثنين من اعضاء السفارة البريطانية، ثم قاموا برفع جسد ديانا، فقام احدهم بحملها من يديها والآخر من رجليها، ووضعوها داخل التابوت، ثم قاموا بعد ذلك بصف قدميها ووضع ذراعيها على صدرها داخل التابوت.
بكاء وتمزق
وتم ترك غطاء التابوت مفتوحاً لكي يشاهده كبار المعزين الذين كان من المقرر ان يأتوا في المساء، وكانت دار كريستي للمزادات في نيويورك قد قامت من حوالي عشرة اسابيع فقط بعرض 97 فستانا لديانا ليتم بيعها وصرف ثمنها على ابحاث الايدز وبلغت قيمتها اكثر من 3 ملايين دولار، وكانت تلك الفكرة اساساً من اقتراح ابنها الامير وليام الذي كان يحظى بقبول جماهيري.
وعادة ما كانت ديانا تصف بوريل ذا الجسد الضخم والكلام الناعم بانه "صخرتي" الرجل الوحيد الذي استطيع ان اثق به وعندما رآها بوريل ذابت تلك الصخرة واصبح مثل الشمع المذاب، وتتذكر هومبرت: "لقد انهار، لقد فقد القدرة على التماسك تماما"، وهذا الكلام يناقض بعض التقارير التي صدرت عن جريدة الصانداي تايمز البريطانية من ان سائق ديانا الوفي لم يفقد تماسكه على الاطلاق فقد بكى بوريل وكان لبكائه نحيب.
ومد بوريل بعد ذلك يده الى حقيبة الملابس التي كانت تحتوي على الفستان، واخرج منها مسبحة وقال: "كانت هذه هدية للأميرة من الأم تريزة" وسلم المسبحة الى ليكورشيه، ثم سأل بعد ذلك بوريل اذا كان يمكن ان توضع المسبحة في يد الأميرة، فقامت ليكورشيه برفق بفتح اصابع الأميرة ووضعت المسبحة بداخلها، ثم اخرج بعد ذلك صورة داخل اطار للأميرين وليام وهاري التي كانت ديانا عادة ما تسافر معهما، مع صورة اخرى لأبيها ايرل سبنسر التي كانت تحبه حباً جماً، وتم وضع تلك الصور ايضا في يد ديانا.
وقالت هومبرت: "وبدأ بوريل يترنح في مشيته، كما لو كان على وشك ان يغمى عليه، فقد كنا نخشى انه سيفقد وعيه، فأجلسناه وحاولنا تثبيته، ولكن كانت حالته اكثر من مجرد عزاء، وكان يجب علينا اخباره في النهاية "بول، لقد حان الوقت لذهابنا الآن".
ولم يكن بوريل هو المعزي الوحيد الذي كان يشعر بالتمزق وحاولت هومبرت ان تعزيه في ذلك اليوم، فقد تم تكليفها باخراج كافة المعزين من حجرة ديانا، وقد كان رد فعل وزير الصحة الفرنسي برنارد كوشنر مثل بوريل تماما، فقد انهار السيد كوشنر وقتما رأى جسد الأميرة المسجى، وقد تأثرت هومبرت عندما كانت تتذكر تلك الكلمات، وقالت: "لقد كان مشهداً محزناً للغاية، في كل مرة أتذكر هؤلاء الناس يكون ذلك صعباً جداً علي".
وفي حوالي الثانية بعد الظهر اجتمع حوالي 30 شخصياً، بما في ذلك د. برونو ريو الذي كان يرأس فريق الطوارئ الطبي الذي حاول انقاذ ديانا، ورئيس الشرطة فيليب ماسوني، ورؤساء البروتوكول والمراسم من قصر الايلزيه ومن السفارة البريطانية، مع العديد من المديرين الأمنيين والملحقين الصحفيين، واجتمعوا ليقرروا كيف سيخرج شكل تلك الامسية، وكان السؤال الملح هو: كيف يكون شكل خروج التابوت الذي يحمل جسد اميرة ويلز من المستشفى؟ ففي البداية كان من المفترض ان يخرج التابوت عن طريق سطح المستشفى عن طريق مهبط الطائرة الهيلكوبتر على السطح، ثم يتم نقلها الى قاعدة فيلاكوبالي الجوية العسكرية في جنوب غرب باريس، ثم توضع بعد ذلك على متن طائرة عسكرية بريطانية لرحلة العودة الى الوطن الأم.
ولكن الأمير تشارلز بنفسه أصر في اتصال تليفوني دائم من اسكتلندا على ان تخرج ديانا من البهو الرئيسي للمستشفى، وقد كانت هناك حشود تقدر بالآلاف في واجهة المستشفى، وقال الأمير تشارلز: "الناس ارادوا ان يروها، وكان حري بهم ان يحرصوا على ذلك"، وكان ذلك بمثابة طمأنة أفراد الشرطة الذين كانوا يخشون من أية محاولات لتهريب جسدها في السر ان يؤدي ذلك الى حدوث هرج وشغب، وقال تشارلز: "لايوجد سبب يجعلنا نتسلل بعيداً، يجب علينا ان نخرج بصورة طبيعية".
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|