|
بين "الجزيرة" ويوم الثلاثاء
|
للجزيرة الصحيفة مع يوم الثلاثاء مواقف كثيرة بدأت وربما أنها لم تنته بعد..
ففي مثل هذا اليوم صدر أول عدد من صحيفة الجزيرة الأسبوعية..
وفي مثل هذا اليوم ومع بدء صدور "الجزيرة" يومياً قررنا أن يكون احتجابها عن الصدور يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
وعندما عقدنا العزم على إصدار هذه المجلة مجلة الجزيرة اخترنا لها يوم الثلاثاء من كل أسبوع موعداً للصدور..
* * *
هل هي مصادفة..؟
أم أن ذلك تم بتخطيط مسبق..؟
في جانب من الصورة لم تكن مصادفة عابرة..
وفي الوجه الآخر من الصورة لم تكن محصلة لنتائج علمية مبنية على دراسات لتحديد هذا اليوم كخيار دون غيره..
* * *
لكن الثابت أن يوم الثلاثاء بالنسبة ل "الجزيرة"..
هو يوم الصدور..
مثلما هو يوم الاحتجاب عن الصدور..
مثلما أنه يمثل أيضاً العودة إلى الصدور بعد الاحتجاب..
لكن هل انتهت العلاقة الحميمة بين صحيفة الجزيرة ويوم الثلاثاء بصدور مجلة الجزيرة..؟
* * *
إن ما يهمنا تحقيق ما يرضي القارىء..
بأعمال صحفية مميزة..
في كل أيام الأسبوع..
وعلى مدار العام..
وبإيقاع واحد..
مع اعترافنا بأن هناك مسافة كبيرة لبلوغ هذا الهدف..
وأن أمامنا الكثير لإنجاز استحقاقات هذا التصور..
* * *
وهذه المجلة مجلة الجزيرة جزء من هذا الطموح..
إلى ما هو أفضل إن شاء الله..
فهي خطوة على الطريق الطويل..
ضمن وثبات أخرى نعدكم بها..
وهو وعد وعهد..
قطعناه على أنفسنا..
الزملاء وكاتب هذه السطور..
خالد المالك
|
|
|
رؤية نقدية فيما اعتبرها النقاد تجربة شبابية نالت من تاريخه عادل إمام.. هل صار أميراً في الظلام ؟
|
بعد غياب عامين كاملين عن الساحة السينمائية، عاد عادل إمام لجمهوره حاملا معه أحدث أعماله السينمائية "أمير الظلام" الذي تم عرضه بدور السينما المصرية وسط حالة من الترقب الجماهيري والفضول النقدي وبعض النوايا السيئة لأعداء النجاح. وبرغم الدعاية المكثفة التي سبقت وصاحبت عرض الفيلم، إلا أن الإقبال الجماهيري كان محدودا في ظل سيطرة أفلام أخرى على الموسم الصيفي، وعلى رأسها فيلم "اللمبي" الذي فرض على معظم أفلام الموسم ومنها "أمير الظلام" التراجع للخلف محققا الرقم الأعلى في إيرادات شباك التذاكر.
ويقول النقاد إن "عادل إمام" كان مغامرا حين قرر أن يكون فيلمه تجربة يصنعها كتابة وأداء وإخراجا مجموعة من الشباب فالقصة والسيناريو والحوار أفرزته خلية شبابية أو ورشة عمل سينمائية شارك فيها عبدالفتاح البلتاجي وتامرعبدالمنعم وخالد سرحان وحمدي يوسف والإخراج محاولة جيدة من "رامي إمام" بالنسبة لأول تجربة يخوضها في عالم السينما، وهي تجربة حسبت على "عادل إمام" نفسه، في ظل الهجوم النقدي وانصراف الجماهير عنه إلى أفلام شبابية أخرى.
سعيد المصري
وأمير الظلام كما جاء في السيناريو الخاص به يحكي قصة "سعيد المصري" الذي يجسد شخصيته عادل أمام وهو طيار مقاتل سابق خاض حرب أكتوبر المجيدة، وخرج منها سالما رغم إصابة طائرته، ومع ذلك يفقد بصره في حادث كوميدي تافه وهو يسير على قدميه! ولكنه لم يبدد أيامه بلعن الظروف والاحتجاج على القدر، بل تجاوز مأساته وقرر بعد فقد بصره أن يرى الحياة بإحساسه بعد أن رأى الموت بعينيه فيسافر سنوات طويلة متنقلا بين بلدان العالم، ثم يعود إلى مصر ويلتحق بدار لرعاية المكفوفين، ويدخل في صراع مع مدير الدار بسبب تجمع النزلاء حوله بعد نجاحه في إقناعهم بأن يعيشوا في ظلمات ثلاث: ظلام الدار، وظلام الإدارة الفاسدة، وظلام العيون. يصطحبهم "سعيد" إلى استاد القاهرة لحضور مباراة للمنتخب الوطني وقد لونوا وجوههم بألوان العلم المصري، ويجلسون في المدرجات ويهتفون بحماس ثم يكتشفون أنهم في صالة خالية من الجمهور! ومحور الفيلم الذي يرتكز عليه يدور حول مجموعة إرهابية تخطط لاغتيال أحد الشخصيات المهمة التي تزور مصر، ويقع اختيار تلك المجموعة علي دار المكفوفين للاختباء بها، لأنها أقرب مكان يمر به موكب السيد الرئيس وضيفه إلا أن "سعيد المصري" ينجح في إفساد مخططهم، ويخوض مع زملائه المكفوفين معركة غير متكافئة ضد أفراد المجموعة الإرهابية، ويتمكن من اصطيادهم واحدا تلو الآخر باستخدام الحيلة، يساعده في ذلك درايته بالمكان.
ربط البعض فكرة الفيلم بما قدمه الممثل الأمريكي العبقري "آل باتشينو" في فيلمه "عطر امرأة"، حيث يجمع بين الفيلمين أن كلا البطلين أصيب بفقدان البصر بعد حياة حافلة بالعطاء والبطولات، كذلك رغبة البطل الكفيف في الرقص مع المرأة الفاتنة التي يلتقي بها في إحدى السهرات، ورغبته أيضاً في التحليق والانطلاق "آل باتشينو" يقود سيارة فراري، و"عادل إمام" يقود طائرة. ويؤخذ على الفيلم عدد من العيوب الواضحة ولعل أهمها: التركيز على الاضحاك بأي شكل من الأشكال وهو الأمر الذي جاء بنتيجة عكسية في كثير من الأحيان.
هذا بالاضافة الى التركيز فقط على شخصية سعيد المصري المكفوف، دون التركيز علي بعض من شخصيات المكفوفين، لتحقيق نوع من التنوع والتباين بين الشخصيات، وقد ظهرت في الفيلم مجموعة من الوجوه الشابة الجديدة الذين تنقصهم القدرة على الاقناع، أما دور "شيرين سيف النصر" فقد جاء عاديا في مجمله، وليس فيه الجديد الذي تقدمه.
ومن الأشياء اللافتة في الفيلم موسيقى "خالد حماد" الذي نجح في المزج بين الإحساس بالخطر والتمرد واللمسة الإنسانية، لدرجة أضفت علي كثير من المشاهد جمالا خاصا كذلك جاء التصوير بقيادة كاميرا "محسن نصر" مدير التصوير علي درجة عالية من التقنية وأضافت مذاقاً خاصاً للقطات الفيلم.
ولا يسعنا في النهاية سوى القول إن عادل إمام خاض في فيلمه "أمير الظلام" تجربة شبابية محفوفة بالمخاطر، وإنه سيفكر ألف مرة في حالة تكرارها مرة أخرى بعد أن تحول بالفعل إلى أمير في الظلام.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|