|
بين "الجزيرة" ويوم الثلاثاء
|
للجزيرة الصحيفة مع يوم الثلاثاء مواقف كثيرة بدأت وربما أنها لم تنته بعد..
ففي مثل هذا اليوم صدر أول عدد من صحيفة الجزيرة الأسبوعية..
وفي مثل هذا اليوم ومع بدء صدور "الجزيرة" يومياً قررنا أن يكون احتجابها عن الصدور يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
وعندما عقدنا العزم على إصدار هذه المجلة مجلة الجزيرة اخترنا لها يوم الثلاثاء من كل أسبوع موعداً للصدور..
* * *
هل هي مصادفة..؟
أم أن ذلك تم بتخطيط مسبق..؟
في جانب من الصورة لم تكن مصادفة عابرة..
وفي الوجه الآخر من الصورة لم تكن محصلة لنتائج علمية مبنية على دراسات لتحديد هذا اليوم كخيار دون غيره..
* * *
لكن الثابت أن يوم الثلاثاء بالنسبة ل "الجزيرة"..
هو يوم الصدور..
مثلما هو يوم الاحتجاب عن الصدور..
مثلما أنه يمثل أيضاً العودة إلى الصدور بعد الاحتجاب..
لكن هل انتهت العلاقة الحميمة بين صحيفة الجزيرة ويوم الثلاثاء بصدور مجلة الجزيرة..؟
* * *
إن ما يهمنا تحقيق ما يرضي القارىء..
بأعمال صحفية مميزة..
في كل أيام الأسبوع..
وعلى مدار العام..
وبإيقاع واحد..
مع اعترافنا بأن هناك مسافة كبيرة لبلوغ هذا الهدف..
وأن أمامنا الكثير لإنجاز استحقاقات هذا التصور..
* * *
وهذه المجلة مجلة الجزيرة جزء من هذا الطموح..
إلى ما هو أفضل إن شاء الله..
فهي خطوة على الطريق الطويل..
ضمن وثبات أخرى نعدكم بها..
وهو وعد وعهد..
قطعناه على أنفسنا..
الزملاء وكاتب هذه السطور..
خالد المالك
|
|
|
الحذاء دليل الجريمة ألعاب الفيديو تصرع أسرة بكاملها
|
كانت "روز ويلسون" البالغة من العمر 56 عاما أمّاً حازمة، ولكن حنونة، وكانت زوجة ودودة ورقيقة وداعمة لزوجها "كيم"، وكانت تعمل خبيرة في الغطس بينما بنتاهما كانتا من المرتادات الدائمات لدور العبادة وعضوتين في عدد من أندية الشباب، وهاويتين متحمستين للموسيقى وحريصتين على ممارسة السباحة ولعب التنس.. فما الذي يجعل أي شخص يفكر في الحاق الأذى بهذه الأسرة الطيبة التي تتشكل من خلالها جل أحلام المجتمع المنتمي للطبقة المتوسطة بأمريكا ؟!
المحقق "جيف جوميز" عاش بين جرائم الموت والعنف على مدار عشرين عاما، لكنه لم يتعود عليها قط ولم ير في حياته مثلما رأى هذه المرة وهو الذي اعتاد أن ينأى بمشاعره الحقيقية بعيدا ودأب زملاؤه في دائرة الشرطة بولاية "سياتل" الأمريكية على نعته بالمخبول الصارم!! .. وبرفقة "باتريشيا إيكيس" نائبة المدعي العام بمقاطعة "كينج كاونتي"، كان "جيف" يقود سيارته نحو وسط ضاحية "بيلفيو" بولاية "سياتل" في ظهيرة لفتها أجواء غائمة من أيام شهر يناير عام 1997 ، وكان يفكر في اللحظة المفزعة، تلك اللحظة التي يتعين عليه فيها أن يخبر الأبوين بأن ابنتهما قد قتلت!!
الحقيقة المرة
وكانت جثة الفتاة "كيمبرلي ويلسون" البالغة من العمر 19 عاما قد عثر عليها قبل ساعة واحدة أطفال كانوا يلعبون في حديقة "ووتر تاور" في ضواحي "سياتل" وتم التعرف على الجثة من خلال دفتر شيكات وجد مع الفتاة التي تعرضت لضرب مبرح وبعد ذلك قام القاتل بخنقها، وتطوع "جوميز" و"باتريشيا" للبحث عن الأسرة وإخبارها عن الحادث الأليم ولهذا السبب توجها إلى 21 "أفينيو ساوث إيست" وأوقفا سيارتهما أمام ذلك المنزل الخشبي الأنيق الذي يتألف من ثلاثة طوابق وتقف أمامه ثلاث سيارات فاخرة، وبعد أن استجمع شجاعته لإلقاء هذه الأنباء المحزنة على الأبوين، قرع "جيف جوميز" جرس الباب وكان الهدوء يخيم على المنزل من الداخل لكن وجود السيارات بالخارج دليلا قويا على وجود أكثر من شخص بداخل المنزل ولم يتخيل "جيف" أن الدقائق الخمس التالية ستكشف له حقائق لم تخطر أبدا بباله.. الباب الرئيسي للمنزل لم يكن موصدا وسحب المحقق سلاحه وأنسل للداخل ليجد منزلا مرتبا وهادئا ويعج بالأثاث الباهظ الثمن.
"لا يوجد أحد هنا"، قالها "جيف" موجها حديثه إلى "باتريشيا" وعندها شاهدا الجثث جثث الأم والأب وبنت أخرى ملقاة على طابق غرفة الجلوس، وجمعيهم غارقون في الدماء. ماتت الأسرة دون أن تعلم بوفاة ابنتها "كيمبرلي" وعلى الفور طوق رجال الشرطة والمحققون وخبراء البحث الجنائي ومشطوا المنزل بحثا عن الأدلة وعن أسباب جريمة القتل الغامضة البشعة التي راح ضحيتها "كيم بيل" و"روز ويلسون" والابنة الثانية "جوليا" وبمقتل "كيمبرلي" التي عثر على جثتها على بعد نصف ميل، تكون جذور الأسرة بأسرها قد اجتثت بالكامل من الوجود.
غموض كبير
وبعد أسبوع من اكتشاف الحادث، لم تكن الشرطة قد اقتربت قيد أنملة من التوصل لإجابات عن خلفية الجريمة ودوافعها حتى تم استجواب التلاميذ والعاملين في مدرسة "بيلفيو" الثانوية التي كان تنتسب إليها الشقيقتان "جوليا" و "كيمبرلي"ويلسون. فبينما كان المحققون يستجوبون تلميذتين هما "دانييلي بيري" و"أمرينديكار" أمسكا خيطا كانوا يتمنون الوصول إليه فكلتا البنتين كانتا صديقة سابقة لطالب بنفس المدرسة الراسب "ديفيد أندرسون" 17 عاما وكلتاهما سردت للمحققين تلك المحادثة المزعجة التى أسمعهما إياها وعلى ما يبدو فإن "أندرسون" قال لهما انه يخطط لتنفيذ جريمة قتل وتحدث عن ذلك بالتفصيل مؤكدا أنه سيستخدم سكاكين وأنه سيحاول القيام بذلك قبل أن يبلغ عامه الثامن عشر حتى لا يضطر للبقاء في السجن طوال حياته.
ألعاب فيديو
وباستجوابه في منزل والديه، قال "ديفيد أندرسون" بهدوء شديد أنه لا يعرف شيئا عن هذه الجريمة ولم يسمع عنها إلا من التليفزيون وأنه قضى ليلة ارتكاب الجريمة مع صديقه "أليكس بارانيا" وهما يلعبان ألعاب فيديو حتى الخامسة صباحا.
وبسؤاله هو الآخر بدأ "أليكس" متعاونا وأجاب بنفس الطريقة الهادئة وأطلع الشرطة على المجموعة التي يقتنيها من السيوف المزينة وأعرب عن أسفه لوفاة أسرة "ويلسون" وقال: "كانوا جيرانا طيبين ولا أعرف من هم المجانين الذين اقترفوا عملا مثل هذا" . وخلال التحقيقات علمت الشرطة من بعض الأصدقاء أن "اليكس بارانيا" و"ديفيد أندرسون" أنفسهما كانا مهووسين بالسيوف والحرب وألعاب الفيديو الشريرة وكانا يعيشان في عالمهما الخاص، عالما يخوضان من خلاله معركة حامية ضد أعداء غير موجودين إلا في خيالهما وبعد استجوابهما من قبل الشرطة اعتقد الشابان أنه لم يعد هناك ما يدعو للشك فيهما، لكنهما كانا مخطئين حيث عكست تحريات الشرطة عن اقتناع متزايد بتورطهما في جريمة قتل عائلة "ويلسنون" خاصة بعد أن تبين أن "أليكس" و"أندرسون" لم يكونا في منزل الأول.
وباستجوابه ثانية، بدأ "أليكس بارانيا" واثقا أمام "جيف جوميز" وبعد أربع ساعات متواصلة من الاستجواب انهار فجأة وقال نعم "فعلتها" لأنني لا أحبهم وقد خنقت "كيم" وباقي أفراد أسرته وأخذت بعض الأموال وقمت بتسجيل شريط فيديو.. لقد استهوتني دائما فكرة القتل والآن حققت أحلامي ولم يطلب مني أحد القيام بذلك.
ثنائي مجرم
وفي الوقت الذي بدأ فيه "اليكس" بالاعتراف كان "ديفيد" يجلس في غرفة أخرى أمام محقق آخر صامتا رافضا الاعتراف لكن الشرطة كانت تعتقد أنه هو الآخر متورط في الجريمة وكانوا متأكدين من ذلك لأن "أندرسونش" هو الذي أقنع الفتاة "كيمبرلي" بالذهاب لحديقة "ووتر تاور" ليخنقها "أليكس" فيما بعد وهو ما جعل "أندرسون" أيضا قاتلا في أعين القانون.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|