|
بين "الجزيرة" ويوم الثلاثاء
|
للجزيرة الصحيفة مع يوم الثلاثاء مواقف كثيرة بدأت وربما أنها لم تنته بعد..
ففي مثل هذا اليوم صدر أول عدد من صحيفة الجزيرة الأسبوعية..
وفي مثل هذا اليوم ومع بدء صدور "الجزيرة" يومياً قررنا أن يكون احتجابها عن الصدور يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
وعندما عقدنا العزم على إصدار هذه المجلة مجلة الجزيرة اخترنا لها يوم الثلاثاء من كل أسبوع موعداً للصدور..
* * *
هل هي مصادفة..؟
أم أن ذلك تم بتخطيط مسبق..؟
في جانب من الصورة لم تكن مصادفة عابرة..
وفي الوجه الآخر من الصورة لم تكن محصلة لنتائج علمية مبنية على دراسات لتحديد هذا اليوم كخيار دون غيره..
* * *
لكن الثابت أن يوم الثلاثاء بالنسبة ل "الجزيرة"..
هو يوم الصدور..
مثلما هو يوم الاحتجاب عن الصدور..
مثلما أنه يمثل أيضاً العودة إلى الصدور بعد الاحتجاب..
لكن هل انتهت العلاقة الحميمة بين صحيفة الجزيرة ويوم الثلاثاء بصدور مجلة الجزيرة..؟
* * *
إن ما يهمنا تحقيق ما يرضي القارىء..
بأعمال صحفية مميزة..
في كل أيام الأسبوع..
وعلى مدار العام..
وبإيقاع واحد..
مع اعترافنا بأن هناك مسافة كبيرة لبلوغ هذا الهدف..
وأن أمامنا الكثير لإنجاز استحقاقات هذا التصور..
* * *
وهذه المجلة مجلة الجزيرة جزء من هذا الطموح..
إلى ما هو أفضل إن شاء الله..
فهي خطوة على الطريق الطويل..
ضمن وثبات أخرى نعدكم بها..
وهو وعد وعهد..
قطعناه على أنفسنا..
الزملاء وكاتب هذه السطور..
خالد المالك
|
|
|
عندما يصبح "النضال" حياة ل "صانع المشكلات" مانديلا: اللاعنف وسيلة لأعنف مقاومة !! واجه الإعدام بشجاعة واعترف برغبته في تغيير نظام الفصل العنصري
|
لا يمكن التعامل مع كلمات الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا "النضال هو حياتي" باستخفاف، فقد ضحى الرجل بحياته الخاصة وشبابه من أجل شعبه، ومازال مانديلا هو أكثر أبطال جنوب أفريقيا شهرة وحبا.
ولد مانديلا في مسقط رأسه بمنطقة للزنوج في جنوب أفريقيا تسمى ترانسكي في الثامن عشر من يوليو عام1918 وكان يحمل اسم "روليهلالا مانديلا"، ويمكن ترجمة النصف الأول من اسمه بأنه صانع المشكلات، وقد تمت إضافة اسم نلسون إلى اسمه لاحقا من جانب أحد معلميه في المدرسة الابتدائية تجنبا لصعوبة كتابة اسمه الأصلي، وعندما تخرج مانديلا من كلية الحقوق رفض الارتباط بالزواج والتحق بالعمل في أحد المكاتب القانونية حيث تعرض هناك لكل مساوئ نظام الفصل العنصري فقد كان الزنجي أقل مرتبة من الأبيض بل يمكن القول أن الزنجي لم يكن له أي قيمة على الإطلاق.
غرس ذلك الواقع في نفس مانديلا رغبة شجاعة لتغيير العالم، ليقرر استبدال حياته المريحة التي استطاع ان يصل إليها بعد أن نجح في استكمال تعليمه ونجاحه المتواضع كمحامٍ . اتجه مانديلا إلى النضال حيث أصبحت التضحية والمعاناة هي الأشياء المؤكدة بالنسبة لمستقبله مع امل ضئيل في النجاح في بلد استمر الاستعمار فيه لقرون عديدة ما أدى إلى تركيز القوة العسكرية والسياسية في يد أقلية بيضاء، وكذلك تركزت كل فرص التعليم وتحقيق الثروة في يد هذه الأقلية.
في هذه الظروف تبنى مانديلا عدم العنف كاستراتيجية للمقاومة، انضم إلى مجموعة الشباب في المؤتمر الوطني الأفريقي وأصبح مشاركا في جميع برامجه للمقاومة الواسعة للقوانين التي كانت تلزم الزنوج بحمل تصاريح مرور وتجعلهم باستمرار في موضع الذل الدائم، في المقابل نظمت حكومة الأقلية محاكمة موسعة ضد معارضيها الرئيسيين وبينهم مانديلا.
في عام 1961 تم القبض عليه وسجنه لمدة خمس سنوات في جزيرة روبن حيث تم اعتقال معظم قادة المؤتمر الوطني الأفريقي في خلال شهور قليلة في ذلك الوقت، بعدها تم نقل مانديلا من السجن ليواجه مع رفاقه في المؤتمر حكما مؤكدا بالإعدام، وبدون أن يحاول مانديلا البحث عن ثغرة قانونية اعترف مانديلا بمسؤوليته الكاملة، وكان هذا الموقف تأكيدا جديدا على الطابع الأخلاقي لقيادته والتي أصبحت واضحة منذ لحظة إعادته للسجن في جزيرة روبن.
وبعد أكثر من عشرين عاما في السجن كان واجبا على الزعيم أن يتخذ بعض القرارات المصيرية في بعض القضايا بنفسه وقرر مانديلا تبني منهج جديد، في سرية تامة انتقل أشهر سجين في العالم إلى مكتب رئيس جنوب افريقيا لبدء محادثات ليس بشأن إطلاق سراحه هو فقط ولكن أيضا حول انتقال الدولة كلها من نظام الفصل العنصري إلى النظام الديمقراطي.
في الثاني من فبراير عام 1990م قرر رئيس جنوب أفريقيا الأبيض دي كليرك رفع الحظر المفروض على المؤتمر الوطني الأفريقي وأعلن إطلاق سراح نيلسون مانديلا.
في تلك اللحظة لم يكن الطريق سهلا كما يتوقع الكثيرون.. فقد تم الكشف عن سلسلة من الفضائح التي تورطت فيها زوجته ويني مانديلا وعدد من أتباعه، كما ثارت الكثير من الانتقادات بشأن برنامجه كرئيس للبلاد في إيجاد المزيد من الوظائف وبناء المساكن في بلد استنزفتها الأقلية البيضاء، وأصبح مانديلا رجلا أكثر حزما وحكمة.
بالطبع ارتكب الرجل مجموعة من الأخطاء التي لا يمكن إنكارها بسبب ايمانه الشديد بنفسه.. غير انه عاد وفي لحظة ما في تلك المرحلة ليقرر السير في طريق التضحية للنهاية فتخلى عن منصب رئيس البلاد وقرر بدء مرحلة جديدة من عمره السياسي يحاول خلالها لعب دور أكثر فاعلية في حل الصراعات الدموية في القارة الأفريقية وغيرها من المناطق المشتعلة في العالم.
يمكن رصد المحطات الهامة في حياة هذا الزعيم الأسمر كالتالي:
ولد في الثامن عشر من يوليو عام 1918.
انضم عام 1944 إلى المؤتمر الوطني الأفريقي المناهض للتمييز العنصري.
بين عامي 1956 1961 تمت محاكمته بتهمة معارضة النظام ومن عام 1961 1990 تم سجنه.
في العام 1991 تولى رئاسة المؤتمر الوطني الأفريقي بعد عام واحد من إطلاق سراحه.
في العام1993 تقاسم جائزة نوبل للسلام مع آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا فريدريك دي كلير.
وفي عام 1994 تم انتخابه رئيسا لجنوب إفريقيا.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|