اختارت إدارة مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي برئاسة الناقدة ايريس نظمي الجزائر لتكون ضيف شرف المهرجان في دورته الـ23 التي تقام في الفترة من 7 إلى 11 سبتمبر المقبل بمناسبة اختيار الجزائر عاصمة للثقافة العربية لعام 2007. وتقام بهذه المناسبة ليلة جزائرية يعرض فيها فيلم (معركة الجزائر) الذي أخرجه المخرج الايطالي الشهير جيلو بونتيكورفو عام 1966 وحاز عنه على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية وهو الفيلم الذي منع من العرض في فرنسا لمدة 40 عاما، وحينما سمح بعرضه عام 1971 سرعان ما سحب من دور العرض ليمنع مجددا حتى الآن.
من ناحية أخرى قامت خليدة تومي وزيرة الثقافة الجزائرية قبل أيام بتكريم اسم مخرج الفيلم الذي رشح مرتين لنيل الاوسكار وتسلمت أرملته درع التكريم باعتباره واحدا من أعظم المخرجين الإيطاليين. يتناول فيلم (حرب الجزائر) معركة السيطرة على مدينة جزائرية عام 1957 بين المظليين الفرنسيين ورجال جبهة التحرير حيث يستخدم الفرنسيون وسائل التعذيب الوحشي للأهالي والمقاتلين فيما يعمد هؤلاء إلى المقاومة العنيفة المستميتة. كما يعرض المهرجان في إطار الاحتفاء بالجزائر الفيلم الوثائقي (محامي الإرهاب) للمخرج باربير شرودي الذي عرض في مهرجان كان في مايو الماضي وأثار ضجة كبيرة لدى عرضه.
ويستضيف مهرجان الاسكندرية الشخصية الحقيقية بالفيلم المحامي الفرنسي الشهير جاك فيرجس زوج المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد.
ويعرض للجزائر في أقسام المهرجان فيلم (عشرة ملايين سنتيم) للمخرج بشير درايس الذى شارك في كتابة السيناريو مع عبد الكريم بهلول والروائية ياسمينة خضرا ويدور حول مهندس يقترض من أحد معارفه عشرة ملايين سنتيما لإجراء عملية جراحية لأبيه لكن يتضح أن المبلغ ملك لجماعات مسلحة ويجبر المهندس على الصعود إلى الجبل برفقة الجماعة المتشددة وتحت وطأة التهديد يطلب منه قتل الأبرياء. ويعرض فيلم (ظلال الليل) الذي نال جائزة الصقر الذهبي في مهرجان الفيلم العربي السابع في روتردام وفازت بطلته الممثلة السويسرية مادلين بيجو بجائزة أفضل ممثلة عن العمل ذاته وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه ناصر بختي الذي اختار مدينة جنيف ساحة لأحداثه التى تدور حول المهاجرين المطاردين، كما يعرض فيلم (موريتوري) للمخرج عكاشة تويتا عن رواية الكاتب ياسمينة خضرا وبتمويل من وزارة الثقافة والتلفزيون الجزائري الذي قدم مبلغ 5 ملايين دينار لإنجاز الفيلم الذي تكلف إنتاجه 7 ملايين دينار. ويعيد الفيلم طرح المشكلة الأمنية في الجزائر إبان التسعينيات من القرن الماضي من خلال قصة شرطي في زمن الإرهاب يجد نفسه ضحية مافيا المال والسياسة وهو الذي أراد أن يكون نزيها فيطرد من الخدمة بسبب كتاباته الأدبية ويغتال من طرف مجهولين، وكان الفيلم جريئا كثيرا لاستعماله صورا حقيقية عن تفجيرات الإرهاب وصور المذبوحين والمغتالين وقام ببطولة (موريتوري) مجموعة من الممثلين الجزائريين بينهم سيدي علي كويرات وقاسي تيزي وزو وسيدي أحمد أومي. كما يعرض فيلم (وار النساء) لمحمد شويخ الذي يحكي قصة قرية هجرها كل رجالها خوفا من أن تطالهم يد الإرهاب وخرجوا بحثاً عن الرزق ولم يتركوا فيها سوى الشيوخ والنساء والأطفال طيلة سبعة أيام اضطرت فيها النساء إلى تحمل مسئولية حماية القرية وتوفير الطعام والأمن والشراب لأبنائها، وقد نجحن في هذه المهمة حين أثبتن أن الحياة لا يرتبط استمرارها بالرجال فقط ولكن بالرجال والنساء معاً.