|
ثرثرة قلم...!
|
يمضي بنا قطار العمر..
بساعاته وأيامه..
بلحظاته الجميلة..
وما هو سيئ منها..
***
القطار يسير بنا مسرعاً دون أن يأخذ الإذن منا..
في وجهته حيث لا نعرف متى نصل وهل نصل إليها..
أم يحول حائل دون بلوغها قبل أن تدق ساعتها..
***
حياتنا في هذا الكون مجهولة وحافلة بالأسرار..
ومداها أقصر مما نتصور أحياناً.. وأبعد مما تقوله توقعاتنا أحياناً أخرى..
فالغموض يكتنف كل ثانية من حركاتها وسكناتها..
ونحن أعجز من أن نفك هذه الأسرار..
***
يأخذنا الحماس في دنيانا..
بالتركيز على ما يلبي تحقيق السعادة لنا..
وننسى أحياناً أن قطار العمر قد يتوقف..
وبتوقفه قد تكون رحلتنا إلى العالم المجهول قد بدأت..
***
وبين عالمين..
ومحطتين..
بين ما نحن فيه..
وما يخفيه القدر لنا..
هناك دروس وعبر ينبغي أن نتعلم منها..
ربما تقودنا إلى التفكير والتدبر لواقع حالنا قبل فوات الأوان..
***
تُرى..
أين نحن مما ينبغي أن نقوم به..
هل آن الأوان للتفكر بما هو مطلوب منا..
لعالمنا اليوم..
ولما نحن مقدمون عليه في الغد..
***
هذه نفثات يراع..
أنهكه التعب دون أن يقول شيئاً..
أو يكمل مابدأ به كلامه..
أعتذر..!!
خالد المالك
|
|
|
غياب الأب ومشاعر الطفولة
|
يغيب الكثير من الآباء عن المنزل لساعات طويلة، أو لأيام كاملة، أو أسابيع في بعض الأحيان دون أن يكترث بالنتائج المترتبة على ذلك والتي قد تأتي من
وراء هذا الغياب، فهل غياب الأب عن المنزل مهما يكون زمن الغياب يؤثر حقا على نفسية الطفل؟ وكيف يبدو هذا التأثير على الطفل؟ وكيف يتقبل
الطفل ذلك؟
لاشك أن الأمر يتعلق بطبيعة هذا الغياب وأسبابه ونوعيته، فإذا كان الأب يتغيب عن المنزل بشكل روتيني، فهذا لن يؤثر على نفسية الطفل، حيث تصبح
الظروف اعتيادية، وبالتالي يصبح هذا الغياب جزءا من الحياة اليومية، أما إذا كان غياب الأب عن المنزل بسبب أنانية الأب وبحثه عن المتعة الشخصية بعيدا
عن أسرته، فهذا يخلق مواقف ومشاعر سلبية لدى الأم التي بدورها تنقله إلى الأطفال، فتنعكس على سلوكه، فالمهم بالنسبة للطفل هو المكانة التي يحتلها
الأب في حياته الشخصية للأم، والمشاعر التي تكنها الأم للأب، والاهتمام الذي تبديه الأم تجاهه.
يكتشف الطفل والده من خلال مواقف ومشاعر أمه وسلوكياتها تجاهه وليس عن طريق الاحتكاك الذاتي معه، أو من تجربته الشخصية، حيث يشعر الطفل
بتصرفات والدته ومواقفها تجاه الأب، فيقدر كم هي مكانة الأب لدى والدته، وكم هي قيمته في نظرها، ويبدو أن الأمر طبيعي جدا، حيث تبدو الأم قوة
خارقة في نظر الطفل، وهي تلك الكائنة التي لا تفارقه أبدا.
لهذا السبب يعتبر تأثير الأم خطرا كبيرا على الأطفال، ودور الأب أساسيا في حياتهم، فهو الملجأ الوحيد الذي يلجأ إليه الطفل هربا من سلطة الأم أحيانا،
لذا نستطيع معرفة تأثير غياب الأب على الطفل، الذي يعتبر تأثيرا ضئيلا طالما اعتبرته الأم التي تحب زوجها امرأ اعتياديا ومبررا، فالمؤثر بالنسبة للطفل هو
مشاعر الأم وسلوكها.
ونستطيع إدراك حجم معاناة الطفل من خلال العذاب الذي تلاقيه الأم من جراء غياب الأب لفترات طويلة دون مبرر تجده الأم فينعكس ذلك لديه على
شكل تراكمات من مشاعر الحقد والغضب والقلق تعبر عنها بأشكال مختلفة، ويبقى الأمر رهنا بعواطف الأم تجاه زوجها الذي يبتعد عنها بين الحين والآخر
لأوقات غير محددة، فتكبت الأم المحبة لزوجها وأبنائها مشاعرها، فتراسله إذا كان بعيدا جدا وتحدثه بالهاتف، وتشارك الطفل في أحاديثها، وتقنع طفلها
بمحبة والده لها وله رغم بعده، وبأنه سوف يأتي في القريب العاجل.
ولكن الموقف يصبح كارثة وتعيسا في حالة انفصال الوالدين، حيث يؤثر ذلك على الطفل تأثيرا سلبيا ناتجا في أغلب الأحيان على سيطرة الأم على مواقف
وسلوكيات الطفل، فتطبعها بطابعها الخاص، ويبقى الحل السليم في إبعاد الأطفال والتظاهر أمامهم بالمحبة المفقودة، ولكن هيهات أن يحصل ذلك.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|