|
ثرثرة قلم...!
|
يمضي بنا قطار العمر..
بساعاته وأيامه..
بلحظاته الجميلة..
وما هو سيئ منها..
***
القطار يسير بنا مسرعاً دون أن يأخذ الإذن منا..
في وجهته حيث لا نعرف متى نصل وهل نصل إليها..
أم يحول حائل دون بلوغها قبل أن تدق ساعتها..
***
حياتنا في هذا الكون مجهولة وحافلة بالأسرار..
ومداها أقصر مما نتصور أحياناً.. وأبعد مما تقوله توقعاتنا أحياناً أخرى..
فالغموض يكتنف كل ثانية من حركاتها وسكناتها..
ونحن أعجز من أن نفك هذه الأسرار..
***
يأخذنا الحماس في دنيانا..
بالتركيز على ما يلبي تحقيق السعادة لنا..
وننسى أحياناً أن قطار العمر قد يتوقف..
وبتوقفه قد تكون رحلتنا إلى العالم المجهول قد بدأت..
***
وبين عالمين..
ومحطتين..
بين ما نحن فيه..
وما يخفيه القدر لنا..
هناك دروس وعبر ينبغي أن نتعلم منها..
ربما تقودنا إلى التفكير والتدبر لواقع حالنا قبل فوات الأوان..
***
تُرى..
أين نحن مما ينبغي أن نقوم به..
هل آن الأوان للتفكر بما هو مطلوب منا..
لعالمنا اليوم..
ولما نحن مقدمون عليه في الغد..
***
هذه نفثات يراع..
أنهكه التعب دون أن يقول شيئاً..
أو يكمل مابدأ به كلامه..
أعتذر..!!
خالد المالك
|
|
|
إزالتها لعبة مكشوفة تمارسها حكومة شارون المستوطنات الإسرائيلية ستدمر خارطة الطريق
|
* ديفيد ب. غرين(*)
بعد اجتماعات قمة شرم الشيخ والعقبة، فإن اؤلئك الذين يتحلون بالصبر على التفكير في مشكلات الإسرائيليين والفلسطينيين ربما يتساءلون: هل يوشك
السلام أن ينبثق؟ الإجابة هي بالنفي في الغالب.
الفلسطينيون لديهم قائد الآن اسمه محمود عباس يبدو واضحا أنه يقر بأن قرابة ثلاثة أعوام من الرعب لم ينجم عنها سوى الإضرار بقضيتهم، وهو يبدو
صادقا في محاولته وضع نهاية للانتفاضة، ويبدو أن آريل شارون أيضا قد خطا خطوات واسعة عما كان عليه منذ إعادة انتخابه في شهر يناير، لقد بدا أحد
أكثر المحاربين الإسرائيليين مثابرة في استخدام تعابير لم تسمع منه من قبل،وهو يتحدث عن الحاجة لإنهاء "الاحتلال"، و"تقسيم" أرض إسرائيل، وتأكيد أن
الدولة الفلسطينية الناشئة ستكون ذات "اتصال جغرافي".
من المرجح أن أيا من هذا ما كان ليحدث لو لم يقم الرئيس بوش بالتحرك والانخراط شخصيا في محاولة تسهيل التسوية، كان ذلك أيضا تغييرا مفاجئا في
موقفه يستحق عليه قدرا كبيرا من الفضل.
لماذا التشاؤم إذن؟ سأنحي جانبا، للحظة، الشكوك القوية الموجودة لدى أي إسرائيلي حول قدرة رئيس الوزراء الفلسطيني على فرض وقف إطلاق نار على
منظمات من نحو حماس والجهاد الإسلامي، أو حتى ما إن كان أبو مازن، يتمتع بتأييد غالبية شعبه، سوف أفترض، أيضا، أن السيد بوش لن ينفض يديه
تحت كل الظروف، وأنه سيبقي الضغوط قائمة على كلا الطرفين.
إنني حتى سأسلم جدلا بأن شارون يبدو جادا في تصريحاته، لسوء الحظ، مع ذلك، فإن الواقع الذي ساعد في إنشائه في الضفة الغربية وغزة خلال الثلاثة
عقود ونصف الماضية سوف يتسبب في إفشال رئيس الوزراء في مهمته الهادفة لتفكيك وفصل إسرائيل عن الفلسطينيين.
في بيانه في اجتماع العقبة، وعد شارون بالتفكيك الفوري للمستوطنات "غير الشرعية". إن الحد الفاصل بين المستعمرات "الشرعية" و"غير الشرعية" مسألة
إسرائيلية، ويرى جل القانونيين الدوليين أن كافة أنشطة المستوطنات الإسرائيلية في المناطق تعد انتهاكا لمعاهدة جنيف الرابعة، (منذ عام 1967، عارض كل
مسؤول أمريكي أيضا أعمال الاستيطان، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة). حين يتحدث رئيس الوزراء عن مستوطنات غير شرعية، فإنه يعني في
الغالب مستعمرات صغيرة وفقيرة أقيمت دون موافقة إدارية صريحة.
عند نهاية شهر مايو، قمت بجولة في عدة مستوطنات غير شرعية، في الجزء الجنوبي من الضفة الغربية المحتلة، كان مرشدي في الجولة هو درور ايتكيس، الذي
يرصد نمو وانتشار الجماعات اليهودية في المناطق لصالح حركة السلام الآن.
باستثناء فترة أداء الخدمة العسكرية، فإن قلة من الإسرائيليين هي التي أقامت لبعض الوقت في الضفة الغربية، إنهم لا يلمون إلا بانطباعات قليلة عن الظروف
التي يعيش الفلسطينيون في ظلها (منذ اندلاع الانتفاضة، لا يؤذن لهم بالتوجه للمناطق التي تقع تحت الإدارة الفلسطينية، كما إنهم لا يعرفون الكثير عن
مشروعات الاستيطان، التي ظلت تنفذ في سرية).
في غيفات ماعون، وجدنا مستعمرة متناهية الصغر، سبق إخلاؤها مرتين بأمر من الحكومة، وهي أعيد إنشاؤها في الأسابيع الأخيرة في شكل محطة حافلات
تستخدم كموطن لأسرة تعمل على رعي الأغنام في المنطقة، على مقربة من ذلك المكان، وفي أسيل، مررنا بسبعة منازل متنقلة وبرج للمياه، تتم خدمتها
عبر طريق معبد جديد يقوم الجنود بحراسته، بشكل مشابه، وفي مستوطنة ايشتاموا الجديدة، الواقعة قرب مستوطنة "غير شرعية" تحمل نفس الاسم وسبق
إخلاؤها بموجب اتفاق مشترك قبل عدة شهور، وجدنا منازل متنقلة، حراسة من الجيش، وعدد من المستوطنين الودودين، الذين أوضحوا أنهم ليسوا قلقين
إلى حد كبير من أن يكون وجودهم مهددا بالنية التي أعلنها شارون على تنفيذ خارطة طريق بوش.
ربما كان هؤلاء قد تعجلوا بالحديث، لكن في النهاية، قد تكون ثقتهم في محلها. إن أهمية المستوطنات التي يقدرها ايتكيس بما يتجاوز 100 بقليل، تكمن في
الألف أو نحوه مستوطن الذين يضمهم أكثر من موقع على امتداد محور يراد منه إيجاد استمرارية للسيطرة اليهودية على المناطق. يقول السيد ايتكيس "إن
تكتيك المستوطنات يقوم على مفهوم أنه طالما ليس هناك أي حل للمشكلة السكانية، فإن الإجابة تكون في احتلال الأرض".
إن لعبة القط والفار التي يروج لها الإعلام، والتي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي كل بضعة أشهر بطرد مستوطنين من مستوطناتهم، لهو ستار من الدخان، ليس
فقط بسبب أن المستوطنين يعودون إليها في الغالب على نحو ما علمت أثناء جولتي ولكن بسبب أن ذلك يصرف في الأساس الانتباه بعيدا عن الحقيقة:
منذ التوقيع على اتفاقية اوسلو في عام 1993، والتي وعدت إسرائيل فيها بعدم إحداث تغيير في الوضع القائم، تضاعف عدد السكان اليهود في الضفة
الغربية من 110000 إلي220000، (عدد الفلسطينيين مليونان، بجانب 2 ،1 مليون يعيشون في غزة).
علاوة عن ذلك، لو صحت التقارير المنشورة حول خطة حكومة شارون لإقامة جدار عازل يفصل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل عن المناطق الفلسطينية،
فلن يتبقى للفلسطينيين سوى أقل من نصف الضفة الغربية كي يقيموا عليه دولتهم.
لكن حتى لو توصل الفلسطينيون إلى أن وطنهم يتعين أن يكون في دولتهم الخاصة،التي ستقام على الأراضي التي وقعت تحت السيطرة الإسرائيلية في يونيو
1967، فإن الرأي العام الإسرائيلي ما يزال يتعين عليه أن يتشبث سواء بحجم مشروع الاستيطان أو بأهميته في تلك الأراضي، ويضعف ذلك التوقعات
لاتفاق ذي مصداقيةبل ويجعلها بعيدة الاحتمال.
+++++++++++++++++++++++++++
(*) كاتب في مجلة "جيروسليم ريبورت" العبرية
+++++++++++++++++++++++++++
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|