|
الملتقى في مجلة الجزيرة
|
في ملتقى هذه المجلة..
حيث يتنفس القراء..
ويبوحون بفيض من صدق مشاعرهم وعطاءاتهم..
ينثرونها في هذا الفضاء الجميل..
شدّاً لأزرنا وتأكيداً على محبتهم لنا..
معطِّرين بها عرق أولئك الزملاء الكبار..
***
في هذا الملتقى..
وقد ضاقت مساحته وصفحاته لاستيعاب بريده الكبير..
رغم الحرص على عدم حجب أيٍّ من رسائل هؤلاء المحبِّين
أقول لكم..
وإن استعصى علينا نشرُ كلِّ ما يصلنا منكم وهو أثيرٌ عندنا..
فإن مشاعركم لها في عقولنا وقلوبنا وعواطفنا مساحةٌ دافئة لاستيعابها..
فنحن ومن خلالها وبها نعمل على ما نعتقد أنه يُرضيكم ويُلبي تطلعاتكم..
لأننا بغيرها وبدونكم لن يُكتب لنا النجاح في مشوار عملنا معكم..
***
هذا منهجٌ اختطيناه لأنفسنا..
ولن نحيد عنه..
قناعةً منا بضرورته وأهميته..
وبالاتفاق والتوافق معكم على أسسه..
ضمن مشروع صحفي كبير يعتمد نجاحه فيما يعتمد على التعاون معكم..
فأنتم القرّاء..
وأنتم المعلنون..
وأنتم بعد الله من نتكئ عليهم لتحقيق هذا النجاح..
***
لهذا أقول لكم بثقة واطمئنان..
إن مجلة الجزيرة..
وهي في شهرها الثاني من عمرها المديد إن شاء الله..
ستظلُّ أبداً وكما رُسم لها..
عروساً لكل المجلات..
بالتميُّز والتفرُّد والابتكار..
هكذا وعدني الزملاء في أسرة تحريرها..
وهو وعدٌ مني لكم..
خالد المالك
|
|
|
كم أنا محظوظة بإسلامي بقلم أسماء عالية(*)
|
اسمي أسماء عالية، وكان سابقا إليزابيث فالينسيا.. فأنا مسلمة جديدة والحمدلله، أبلغ من العمر خمسة عشر عاما، وأتحدر من أصل مكسيكي.. في الوقت الحالي أعتبر المسلمة الوحيدة في أسرتي، مع ذلك سيكون هنالك المزيد، إن شاءالله.
قبل الاسلام، لم تكن لحياتي أية قيمة ولم أكن أرى أي معنى فيها، كان نصف حياتي مختلقا، ولم أكن أدرك شيئا على وجه اليقين عن النصف الآخر منها، في أحايين قليلة كنت أشعر أنني على ما يرام، ثم تجدني بعدئذ أؤدي دور شخص سعيد جدا، ولما كنت في الحقيقة غير سعيدة، فقد فاقم ذلك من حالي سوءا، كانت حياتي حسنة، ولكن حيث إنني لم أكن على وعي بالله، فإنني لم أدرك تلك الحقيقة.
ذات يوم، قررت أنني لا أستطيع أن أمضي على هذا النحو ثم أخبرت كل شخص بشعوري من هم معي في المدرسة، كل أفراد أسرتي بمن فيهم جدي وجدتي رغم علمي أنهما لا يكنان لي أو لأمي الود، أخرجت كل ما بداخلي، أخبرتهم جميعا بالحزن الذي كان يلفني وبالعزلة التي كنت أعيشها.
كان ذلك إلى حين هداني الله في صيف عام 2000، عندما قابلت شخصا شرع في تعليمي عن الاسلام، في 4 نوفمبر، وكان يوم سبت، أعطوني نسخة من القرآن الكريم، وبدأت في قراءته وخلال ثلاثة أشهر ونصف، أكملت قراءتي له، وبالمناسبة، كان ذلك هو أول كتاب أقوم بإكماله في حياتي دون تخطي كلمة واحدة، ما شاء الله! ثم في 13 فبراير 2001م كنت مريضة طريحة فراشي بالمنزل، وعلى درجة كبيرة من الإحباط واليأس، كنت حينها في انتظار الحصول على أرقام هواتف مسلمين آخرين، في ذلك اليوم، لم يكن بوسعي تحمل الضغوط الناجمة بسبب كل ما يجري مع أصدقائي، مع أسرتي، ومع صديقي الذي كنت أقوم بمواعدته معتقدة أني أحبه، كان يبادلني الحب، غير أن أسرته أرادت له أن يكون لفتاة أخرى من بلدته.
كنت أفكر في الانتحار، ثم فجأة قفزت فكرة إلى ذهني، الحمد لله! قلت لنفسي بأنه قد آن الأوان لأبدل من حالي، ثم اتصلت هاتفيا بمسجد حمزة، وهو مسجد في ميرا ميسا في كاليفورنيا الجنوبية، سألتهم عن أرقام هواتف بعض المسلمين، ثم قمت بالتحدث إلى اثنتين من الأخوات، أخبرتهما بأنني كنت أقوم بتعلم الاسلام ثم سألتهما أن تقدما لي النصح. انتهيت بالحديث مع فتاة ذات ثلاثة عشر عاما قمت بإخبارها برغبتي في أن أصبح مسلمة وأنني لا أدري ما يتعين علي فعله من أجل ذلك، أخبرتني أن كل ما يتعين هو أن يستقر الاسلام في قلبي وأن أعلن ذلك أمام اثنين من الشهود، ثم سألتني الفتاة ما إن كنت راغبة في إعلان ذلك أمامها وأمام أبيها وصديق له كان موجودا حينها بمنزلهم، قررت أن أفعل ذلك للتو وعبر الهاتف، كنت في غاية السعادة وهو إحساس غمرني حتى قبل أن أعلن اسلامي قولا، أقررت «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله!» ليس من معبود يستحق العبادة سوى الله، ومحمد هو رسوله! الحمد لله! كنت في غاية السعادة، وكنت أرتعش، لقد غُفرت الآن كل آثامي، قمت بعدئذ بالاستحمام، والنظر في المرآة وأنا أقول لنفسي، «أنا مسلمة، أنا مسلمة، يا إلهي، أنا مسلمة، ما شاء الله!».
مع مرور الأيام، تحدثت مع الكثير والكثير من الأخوات المسلمات، كنت أتعلم الاسلام، غير أنني لم أطلع والداي على الأمر، فقد كنت خائفة من أنهما ربما يقومان بقتلي متى اكتشفا الأمر، سألت إحدى الأخوات عما يتعين علي فعله، ثم سألت أختا ذات علم واسع، ومضيت أكثر سائلة بعض العلماء عن النصح، أخبروني أنه لا ضير من عدم إبلاغهما إلى حين شعوري بأن الوقت مناسب، إذ إنني كنت ما أزال قاصرة في الرابعة عشرة فقط.
في النهاية أبلغت والدتي وكانت غاضبة من ذلك الأمر، لكن مع مرور الأيام، تحسنت الأمور، أرادت والدتي أن تخبر والدي، غير أني لم استحسن الفكرة، وعلى الرغم من عدم موافقتها لي، إلا أنها تفهمت قولي وكان ذلك في حد ذاته تطورا.
قمت بزيارة المسجد مرة واحدة منذ ذلك الوقت، حيث كان يتعذر علي ذلك، وشرعت في ارتداء الحجاب في البيت وخارجه وكنت أحاول التعود عليه، ثم رآني أبي ذات مرة في ردائي الجديد وأصابني خوف شديد مما يمكن أن يقوله، غير أنني أخبرته بأنني أقوم بالامتثال لتعاليم الله، قال لي بأنني ازداد فطنة، في 11 يونيومن عام 2001، ارتديت حجابي لأول مرة عند ذهابي للمدرسة غير أنني أعتقدت في نفسي بأنه إذا صعب علي الأمر أول يوم، فسوف يصعب في اليوم التالي أيضا، وبالتالي شرعت في ارتدائه منذ الحادي عشر من يونيو وما أزال أفعل، ولله الحمد.
في بعض الأحيان، يبدو الأمر صعبا ثم أتذكر الله وحقيقة أنني واحدة من المحظوظين بالإيمان، واحدة من المحظوظين الذين اختار لهم الله أن يكونوا مسلمين، سبحان الله!
(*) المصدر: موقع «إسلام فويس»
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|