|
|
الملتقى في مجلة الجزيرة
|
في ملتقى هذه المجلة..
حيث يتنفس القراء..
ويبوحون بفيض من صدق مشاعرهم وعطاءاتهم..
ينثرونها في هذا الفضاء الجميل..
شدّاً لأزرنا وتأكيداً على محبتهم لنا..
معطِّرين بها عرق أولئك الزملاء الكبار..
***
في هذا الملتقى..
وقد ضاقت مساحته وصفحاته لاستيعاب بريده الكبير..
رغم الحرص على عدم حجب أيٍّ من رسائل هؤلاء المحبِّين
أقول لكم..
وإن استعصى علينا نشرُ كلِّ ما يصلنا منكم وهو أثيرٌ عندنا..
فإن مشاعركم لها في عقولنا وقلوبنا وعواطفنا مساحةٌ دافئة لاستيعابها..
فنحن ومن خلالها وبها نعمل على ما نعتقد أنه يُرضيكم ويُلبي تطلعاتكم..
لأننا بغيرها وبدونكم لن يُكتب لنا النجاح في مشوار عملنا معكم..
***
هذا منهجٌ اختطيناه لأنفسنا..
ولن نحيد عنه..
قناعةً منا بضرورته وأهميته..
وبالاتفاق والتوافق معكم على أسسه..
ضمن مشروع صحفي كبير يعتمد نجاحه فيما يعتمد على التعاون معكم..
فأنتم القرّاء..
وأنتم المعلنون..
وأنتم بعد الله من نتكئ عليهم لتحقيق هذا النجاح..
***
لهذا أقول لكم بثقة واطمئنان..
إن مجلة الجزيرة..
وهي في شهرها الثاني من عمرها المديد إن شاء الله..
ستظلُّ أبداً وكما رُسم لها..
عروساً لكل المجلات..
بالتميُّز والتفرُّد والابتكار..
هكذا وعدني الزملاء في أسرة تحريرها..
وهو وعدٌ مني لكم..
خالد المالك
|
|
|
|
بين «الفخامة الصارمة» والعفوية
تكتمل أناقة الصالة المتصلة
«الاستقبال» وجه البيت و«المعيشة» بهجته والمطبخ «فخر» ربة المنزل
عزيزي القارئ
|
إعداد: د. وليد السيد
نتواصل معا في تقديم الجديد والمفيد في مجال التصميم الداخلي والتنسيق الحدائقي املا في مواكبة ما يستجد في هذه المجالات في دور التصميم والبحث العلمي. ونعتمد في تقديم هذه المادة البساطة والموضوعية بهدف تقريب الفكرة للقارئ وذلك من خلال الكلمات البعيدة عن المصطلحات، وايضا من خلال الصورة المعبرة. نأمل ان يجد القارئ ما يناسبه، إذ ليست هناك وصفة جاهزة اوخلطة سحرية، فلكل منا ذوقه الخاص ومتطلباته التي يتميز بها عن غيره.
عدد هذا الاسبوع يتناول ثلاثة مواضيع رئيسة: الاول ويتعلق بصالات المعيشة والاستقبال بالمنزل الحديث. وكالمعتاد نجتهد في تقديم اكثر من نموذج من اجل المقارنة بينها وحيث يسهل للقارئ الكريم تبين الفروقات بين النماذج، ومن خلال الصور التوضيحية التي تبرز العناصر التي نود الاشارة اليها. ونتطرق في النموذج الاول إلى صالة الاستقبال المتصلة بالفراغات الاخرى واهمية هذا الاتصال. اما النموذج الثاني فيبين الصالة المنعزلة والتي تجمع عناصر من الانتيكات او بعض عناصر التصميم او المعمار التقليدية مثل طريقة التسقيف الخشبي، والتي تضفي طابعا معينا ضمن الفراغ الداخلي. واجمالا وكما ذكرنا في اكثر من موضع، لا بد من وجود فكرة وراء التصميم الناجح والتي توجه العمل بهذا الاتجاه او ذاك.
اما الموضوعان الثاني والثالث فيتناولان التنسيق الحدائقي لما للحديقة من اهمية في التواصل ما بين داخل البيت وخارجه، اتصالا حسيا فيزيائيا او اتصالاً بصريا على الاقل، اذ ما جدوى الصالة الجميلة المصممة تصميما حديثا وجميلا، وتطل نافذتها على منظر غير جميل او على حديقة سيئة التصميم. ولا يخفى على القارئ الكريم ان الجالس بالحديقة يطالع اجزاء من البيت وكذلك فإن الجالس بالبيت يطالع الحديقة، ومن هنا تكمن أهمية التكامل بين الحديقة وبين البيت.
نستعرض عبر صفحة هذا الاسبوع نموذجين لصالتي استقبال من السهل ان تلاحظ فيهما التباين ، وبالرغم من ان هذا التباين سهل الملاحظة والتبين، الا اننا سنعمد إلى تبيان ابرز عناصر التصميم الداخلي في كل منهما لتنبيه القارئ الكريم إلى مجموعة من النقاط التي نود تسليط الضوء عليها ومناقشتها وذلك على النحو التالي:
أولا: بلا شك ان صالة الاستقبال هي الوجه الذي يود كل منا ان يستقبل به ضيوفه اذ يعكس كل نمط منها طابعا وفكرة معينة لدى الزائر للوهلة الاولى، كما ان غرفة معيشة العائلة هي بهجة البيت والمكان الذي يتم التفاعل الاجتماعي به بين افراد البيت يوميا، اما المطبخ فهو فخر ربة البيت، ومن هنا نتبين اهمية عكس الصورة التي يريدها صاحب البيت تماما والتي يرغب ان يبدو بها امام زائريه وضيوفه، من اجل ذلك فسوف نعمد إلى تسمية الصالتين تسميتين مختلفتين كل منهما لها دلالة معينة نناقشها تاليا، اما النموذج الاول فسوف نسميه (صالة الاستقبال المتصلة) وهو الذي يظهر بالصورة المرفقة والذي تبدو به الفتحة القوسية، اما النموذج الثاني فسنطلق عليه (صالة الاستقبال او المعيشة المستقلة)، ومن الجدير ملاحظته ان هذه التسميات اصطلاحية للتوضيح فقط ولا تعكس نمطا أو موضة عالمية مثلا.
اما النموذج الاول الصالة المتصلة فمن الجلي ان تسميتنا لها مشتقة من علاقتها مع بقية الفراغات المعيشية في البيت، وهذه الميزة تبين رغبة صاحب البيت في اظهار جوانب من التصميم الداخلي بزوايا نظر مختلفة تبدو جذابة وتبعث على الاعجاب لدى الجلوس في انحاء مختلفة، وغالبا ما يترتب على هذا الاتصال الفراغي، وقوع احد الفراغات بزاوية نظر مائلة عن بقية الفراغات الاخرى، وفي هذا النموذج نرى ان التصميم الداخلي يعتمد على عنصري:
الاول طبيعة التلاعب بالفراغات المتصلة ببعضها، والثاني هو التركيز على بعض العناصر المهمة بكل فراغ على حدة، فمثلا تبدو بالصورة صالة الجلوس القريبة وكذلك صالة تناول الطعام التي تفصل بينهما الفتحة القوسية تبدوان متصلتين اتصالاً مباشرا، وهذا الاتصال له ميزة اخرى وهي اعطاء الصالة الواحدة حجما اكبر يتيح للجالس بمد نظره عبر الصالتين دون تحديد، اما مهمة المصمم وضمن رغبة صاحب البيت فقد تكون في عكس فكرتين: اما البساطة وعدم الرسمية او الفخامة والبذخ، وفي كلتا الحالتين لابد من التركيز على جملة من العناصر منها نوعية الاثاث المستعمل وزخرفة الجدران والسقف وكذلك فرش الارضيات، في حالتنا هذه اختار المصمم الداخلي حالة وسطاً بين الفخامة الصارمة وبين العفوية اذ استعمل جملة من العناصر التي توحي بالطابعين، فمثلا اختار ان تكون الطاولة الوسطية عبارة عن صندوق خشبي قديم له قيمة مادة كبيرة، وهذا ايحاء بالفخامة بأسلوب ذكي ولكنه عفوي، كذلك تبدو الطاولة الصغيرة الجانبية والتي تنبع من فكرة تصميم حديثة بارعة، وايضا طاولة تناول الطعام بالصالة البعيدة تعكس فكرة عصرية ولكن مناسبة لتوحي بالفخامة، وبالاضافة إلى ذلك كله يجسد الموقد بوسط الصالة وطريقة معالجته والمرآة التي تقبع فوقه اسلوبا للايحاء بذوق خاص انتقائي لصاحب البيت وليس مجرد استعمال الموقد الذي قد لا يشعل اطلاقا، وبالاضافة إلى هذا كله تعكس نباتات الزينة داخل البيت جانبا وبعدا مهما في عكس هوايات والحس المرهف لصاحب البيت.
اما النموذج الآخر المتمثل في الصالة المستقلة فهو احد النماذج التقليدية التي غالبا ما تحدد نوعيا من التصميم الداخلي الذي يعتمد عنصر المفاجأة للزائر، وكأنه يطالع غرفة خاصة بمتحف ما مثلا، ومن هنا تكمن اهمية التصميم في عكس فكرة ما يرغبها صاحب البيت، ففي الصورة مثلا يظهر التصميم الداخلي مزيجا من العصرية والحنين لجوانب تقليدية باسلوب حديث يظهرها السقف الخشبي المستعمل، او الثريا التقليدية المدلاة من السقف، وبشكل عام تبدو نوعاً من العفوية المقصودة قصدا تاما بالتصميم، ومن المهم ملاحظة ان التصميم الداخلي للفراغات المحصورة يعتمد تعويض قلة حجم الفراغ بالتركيز على عناصر منها السقف في حالتنا هذه، وقد يلجأ احيانا لاستعمال عناصر تتماشى مع بعضها، كالارضية والمرآة مثلا او اللون العام المستعمل والذي يحاكي لون السقف الخشبي والستائر والكنبات..الخ، وبشكل عام، فالتصميم الداخلي لصالات المعيشة يخضع للاذواق ويعكس دائما فكرة معينة يريدها صاحب البيت ويعمل المصمم الداخلي على تحقيقها باستخدام عناصر والوان ومواد معينة، وهذه هي فكرة التصميم الداخلي اصلا.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
