|
الملتقى في مجلة الجزيرة
|
في ملتقى هذه المجلة..
حيث يتنفس القراء..
ويبوحون بفيض من صدق مشاعرهم وعطاءاتهم..
ينثرونها في هذا الفضاء الجميل..
شدّاً لأزرنا وتأكيداً على محبتهم لنا..
معطِّرين بها عرق أولئك الزملاء الكبار..
***
في هذا الملتقى..
وقد ضاقت مساحته وصفحاته لاستيعاب بريده الكبير..
رغم الحرص على عدم حجب أيٍّ من رسائل هؤلاء المحبِّين
أقول لكم..
وإن استعصى علينا نشرُ كلِّ ما يصلنا منكم وهو أثيرٌ عندنا..
فإن مشاعركم لها في عقولنا وقلوبنا وعواطفنا مساحةٌ دافئة لاستيعابها..
فنحن ومن خلالها وبها نعمل على ما نعتقد أنه يُرضيكم ويُلبي تطلعاتكم..
لأننا بغيرها وبدونكم لن يُكتب لنا النجاح في مشوار عملنا معكم..
***
هذا منهجٌ اختطيناه لأنفسنا..
ولن نحيد عنه..
قناعةً منا بضرورته وأهميته..
وبالاتفاق والتوافق معكم على أسسه..
ضمن مشروع صحفي كبير يعتمد نجاحه فيما يعتمد على التعاون معكم..
فأنتم القرّاء..
وأنتم المعلنون..
وأنتم بعد الله من نتكئ عليهم لتحقيق هذا النجاح..
***
لهذا أقول لكم بثقة واطمئنان..
إن مجلة الجزيرة..
وهي في شهرها الثاني من عمرها المديد إن شاء الله..
ستظلُّ أبداً وكما رُسم لها..
عروساً لكل المجلات..
بالتميُّز والتفرُّد والابتكار..
هكذا وعدني الزملاء في أسرة تحريرها..
وهو وعدٌ مني لكم..
خالد المالك
|
|
|
ليس إلا So2 + H2o = H2 So3 خالد العوض
|
قد يجد القارىء هنا أنه من الغرابة أن تكون معادلة كيميائية عنوانا لزاوية ثقافية، فالأدب لا علاقة له بهذه المصطلحات العلمية البحتة، لكننا أردنا هنا أن نبين الفرق بين اللغة العلمية واللغة الشعرية.
فالكاتب لورنس بيراين في توضيحه لمفهوم الايحاءات المتعددة للكلمة الشعرية يذكر أن أنقى أشكال اللغة العملية هي اللغة العلمية، فالعلماء يحتاجون الى لغة دقيقة لكي يستنتجوا حقيقة مجردة وهم ليسوا بحاجة الى كلمات تتعدد ايحاءاتها ومعانيها الأمر الذي يؤدي الى عدم وضوح أفكارهم والتشويش عليها وبالتالي اعاقة مشروعهم العلمي.
عنوان هذا المقال الموجود أعلاه هو عبارة عن رموز واضحة ومباشرة لا لبس فيها، ومجردة من جميع الايحاءات والمعاني ولا تحمل الا معنى علميا واضحا وهو حمض الكبريت.
لكن لو جاءت هذه الكلمة في سياق شعري فإن إيحاءات متعددة ستبرز للقارىء من مثل النار والكبريت والدخان والجحيم واللعنات أيضا إن شئت .
القصيدة التي نشرناها في العدد السابق للشاعر الأمريكي روبرت فروست هي من نوع اللغة الشعرية التي تتعدد فيها المعاني لكلمة واحدة فكلمة «الطريق» الرئيسية في القصيدة لا تعني الطريق بمعناه الحرفي الذي يأخذه الانسان عندما يهم بالذهاب الى جهة ما، بل انه يتعداه ليشمل معاني كثيرة ليشمل كل أنواع الاختيارات التي قد تواجه الانسان في حياته مثل الاختيار بين التخصصات المتعددة في الجامعة، أو القرار الذي تأخذه عندما تقرر فيه الزواج مثلا ، أو الاختيار بين البدائل المتعددة والمتاحة امامك.
لكنك لا تستطيع في الوقت نفسه أن تختار أكثر من تخصص أو مهنة وهذه هي الدراما تيكية التي اعتمدت عليها القصيدة .
كأن الشاعر هنا يعترض على الفرص المحدودة التي تقدمها الحياة فهو يريد أن يجرب أكثر من مهنة وأكثر من تخصص وأكثر من هواية، أي عندما يكتشف هذا الطريق أي الاختيار أو القرار الذي اتخذه وعاشه لفترة طويلة فهو يريد أن يجرب حياة أخرى وعملاً آخر، اذن هذا التنوع والتعدد للكلمات الذي أصبح مصدرا لقوة الشاعر هو في الوقت نفسه نقطة ضعف للعالم في مختبره، اذن نستطيع أن نستنتج أن الشاعر يلعب على حبال متعددة وليس على حبلين فقط، كما يقول المثل الشعبي الدارج .الآن . هل اتضح الفرق بين الشاعر وبين العالم الذي يلعب على حبل واحد فقط.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|