أخي خالد: بداية أشكرك على جهدك ووقتك الذي تبذله للإرشاد والتوجيه.. بارك الله فيك.. وبارك الله في وقتك ونفع بك.

مشكلتي هي معاناتي مع أخي الأكبر وهو اكبر مني بفارق عمري كبير.. هو ولي أمري وهو القائم على شؤوننا بعد أبي رحمه الله.. أحترمه وأقدر هذا له.. لكن طبعه جاف (عصبي) قاسي المعاملة والأسلوب، علاقتي والحمد الله مع بقية أفراد عائلتي حسنة أو بالأصح لا أخاف منهم كما أخاف منه وأتجنب اللقاء معه كلما سنحت لي الفرصة.. لا أحب أسلوبه بالكلام معي.. ينرفزني يكلمني كطفلة لا كشابة ناضجة 23سنة يكلمني بقسوة بصراخ على أي غلطة صغيرة جداً (تافهة) لا ينتبه لها احد، صرت أخاف منه بشكل لا يوصف لا أستمر بالمكان الذي يجلس فيه طوال فترة جلوسه تجدني أهرب إلى أي مكان.. أحيانا تمر علي فترة تقارب الأسبوعين لا أكلمه مطلقاً ولكني أراه خلالها من غير كلام.. أحس انه لا يوجد كلام بيننا.. أحياناً من تجريحه يصل بي الحال إلى البكاء.. أتخيل كلما قمت بأي عمل لو كان ليس له دخل فيه.. سوف ألقى منه تعليقاً جارحاً أو تأنيباً.. الحمد الله علاقتي مع صديقاتي رائعة جداً..ومع الأقارب كذلك وكلن يشهدن لي بحسن أخلاقي.. لي هوايات مختلفة، متفوقة بالدراسة ولله الحمد، أريدك أن ترشدني الى طريقة أتعامل معه بها.. نفسي أتقرب إليه أتكلم معه بكل بساطة.. كيف أتفاهم معه إذا عصب علي؟. وما علي أن أقوم به إذا التقيته؟؟

* الرد: أختي الكريمة.. لا أخفيك كم اعتصر قلبي الحزن وأنا أقرأ معاناتك جعل الله لك أملاً وحسن عمل واوصيك بما يلي لعله يسري همك ويفرج كربتك:

1- أختي الكريمة ابتداء اهمس في أذنك وفي أذن كل من صادفته عقبة ونغصت حياته مشكلة أقول له ابتسم وتفاءل فلعل الله قد أراد بك خيرا فلا تحسبيه شرا لك، واعتبري هذا ابتلاء من الله لك ليرى صبرك من عدمه.

2- أختي الكريمة لاشك عندي أنك صاحبة عقل راجح ونظرة عميقة لذا أنصحك بأن تحتوي أخاك وتحاولي بقدر ما تستطيعين أن تبدئي معه صفحة جديدة وعلاقة جديدة تنسون بها الماضي، اجلسي معه في وقت راحته وانبساطه اسأليه عن سبب ماذا يعجبه ومالا يعجبه وهل هناك ما يسوؤه منك هل هناك ما يستحق أن يتلفظ أو يجرح به؟

3- أختي الكريمة لكل إنسان مفتاح وفي كل جدار باب وتلمسيها في أخيك حاولي أن تتعرفي عليها وأن تصلي إليها من خلالها؛ لاطفيه، لا تجادليه، ابدئيه بهدية أو كلمة طيبة أو جلسة اعتذار وصدق أو رسالة صادقة مرفقة بهدية وتنازلي في الأمور التي ليس بها معصية لله، واحتسبي الأجر عند الله واسأليه الثبات، وبإذن الله سينصرك الله.. ثم إذا حاولتِ واجتهدتِ ولم تصلي معه إلى نتيجة لا تقنطي واعلمي أن لكل شيء نهاية.

4- وأذكرك أختي الكريمة بألا تحملي نفسك ما لا تطيق فاعملي ما في وسعك فإن تبدل الحال وتحسنت الأمور فالحمد لله وإلا فعيشي حياتك ولا تجعلي أخاك محورا لها تدورين في فلكه ولاشك أنه يمثل جزءا من حياتك لكن لا تربطي مصيرك بنفسيته! فاحرصي على الاستمتاع بهواياتك ولقاء الصديقات فهذه من النعم التي تستحق الشكر.

5- أختي الكريمة التعامل مع أخيك حال انفعاله أنصحك بالابتسامة ولزوم الهدوء وعدم مجاراته والرد عليه بأطيب الكلام والينه.

6- لعلك تتحدثين بمعاناتك إلى من ترينه يؤثر على أخيك اما أخت أو عمة أو قريبة أو أي إنسان له مكانة عند أخيك بحيث يوصيه بالحكمة بان يحسن التعامل معك.

7- أنصحك أخت بدور أن تنخرطي في عمل يعود على نفسك بالنفع ويملأ وقتك بما ينفع وأحسني صلتك بالله حافظي على صلاتك فهي طاردة للهم جالبة للسرور اطلبي الله الفرج والسعادة والزوج الصالح وفقك الله ويسر أمرك.