حدثته عن ضرورة التغيير وأهميته وان الوقت قد حان لمراجعة النفس وإعادة الحسابات في كثير من الأمور وعلى رأسها العلاقة بالعزيز سبحانه... العمر طويل... ومازال في الأيام متسع.... بهذا أجابني!
أوهام استوطنت.. ورياح تخدير تعصف.. وآمال كالسراب استقرت وسكنت!
السبت القادم... بعد الزواج.. إذا ترقيت.... بداية الدراسة!
مسلسل من الأعذار.. وروايات من التسويف وحكايات تقص مأساة الهروب والعجز!
الحقيقة المرة والواقع المر وباء التسويف استشرى وداء التأجيل تفشى في مجتمعنا! فكانت السلبية وضعف الإنتاجية ثمرة يانعة لهذا الوباء ونتيجة منطقية لهذا الداء العضال!
* شابٌ يافع فتلت عضلاته وقوي جسمه وكبرت آماله, تحدث مع نفسه متمنيا سأشرع في التغيير بعد الخامسة والثلاثين!
وهناك في الضفة الثانية كان الشيخ الكبير يبكي بدموع حرى وزفرات محرقة يقول بعدما هدته الأيام واحدودب ظهره وتهدل حاجبه ولانت عظامه يا ليتني بادرت بالتغيير وأنا صغير!.. المفارقة المضحكة المبكية أن هذا الشيخ الكبير وذلك الشاب اليافع كانا شخصا واحدا! وهذا الشيخ لو عاد صغيرا لعاد لغيه (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه!).
عزيزي القارئ كم ستدفع من الأموال وكم ستبذل من الجهد لو كنت مكان هذا الشيخ وتعود بك الأيام وترجع بك الليالي إلى الوراء؟! لاتقلق أيها العزيز وقر عينا واطرد جيوش الحزن عنك فلست مضطرا أن تدفع ريالا واحد لكل هذا! الفرصة مازلت أمامك! الطريق ميسر والأبواب مشرعة وظروفك ميسرة..
بادر وانطلق تحيط بك بركات وتوفيق الله.. ثابر واصبر فسوف توفى أجرك بغير حساب.
النعيم لايدرك بالنعيم... واللذة لا تنال إلا بشيء من الألم.. والسرور يقينا قد تسبقه دمعة!.. إن تأجيلك موعد التنفيذ وتأخيرك لحظات الفرح واستبعادك لوقت النصر إنما هو مخاطرة وخيمة وخسائر واضحة جلية...
أخي الحبيب ارعني تركيزك واقرأ ما يلي بتمعن فأنت تستحق أن تحيا أجمل حياة وان تركب دائما في الدرجة الأولى:
1- مادمت مقتنعا بضرورة التغير وكون الحال المأمولة أفضل وأكمل وأنها موجة ستنقل مركبك نحو جزيرة السعادة فلماذا التأخير وهل يعقل أن سويا عاقلا مثلك يستبدل الذي ادنى بالذي هو خير!
2- لا ثمة ضمانة أنك ستبقى لذاك الموعد المنتظر... فكم من صغير اغبرت يدا والده من ردم التراب على قبره وكم من أم حنون كف بصرها حزنا على فراق صغيرها.
3- في الأعم الغالب أن ظروف اليوم أكثر تيسيرا وأسهل حالا واقل التزاما وأكثر مناسبة للتحرك... فالأشغال تتزاحم والهموم تتعاظم... التزامات ومسؤوليات تكبر كالصغير... لذا فالوقت الأنسب للتغير هو الآن!
4- فلا تلدغك عقارب الزمن.. فتبقى مخدرا تهدر الساعات وتضيع الأوقات وتتلحف السراب! العمر محدود والشهور تمضي والسنوات تركض.... اعقد العزم... اتخذ قراراً... كُن كيسا فطن.. استعن بالله وتوكل عليه.. اختصر المسافات... وسابق الزمن... أنت شخص رائع تستحق أن تحيا حياة جميلة تعبق بالأنس.... تبتسم للسعادة.. تتراقص حولها أطياف الود... خلقك الله لتنجح وتعطي وتقدم.... وقد ولدت لتفوز.
الفرص تحيط بك والإمكانيات أعظم ما تكون في هذا العصر (ياليت شعري لو أن ابن عقيل عاش في عصرنا ولو ابن القيم استفاد من خوارق التقنية ماذا ستراهم سيفعلون؟! هي الهمة لا غيرها).
ومضة قلم
ليس ثمة حاجز يعيق ولا قيد يكبل سوى أفكارنا!
د. خالد بن صالح المنيف
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244
Khalids225@hotmail.com