على الشاشات ترى التعصب حيثما التفت، تراه بداية على شاشات الرياضة، أشبعنا الرياضيون تعصباً حتى لم نعد نراه شائناً وتعودناه منهم حتى صار طبيعياً وأصبح عقلاؤنا يستنكرون على قنواتنا السياسية والثقافية وما سواها التعصب وبذلك فإننا من حيث لا ندري نسوّغه لقنوات الرياضة وهذا بلا شك خطأ نقع فيه جميعاً لأننا نجعله من الأمور الجائزة ونرسخه فحتى إن كنا نحصره في مساحة معينة فإننا نسمح بتواجده بل ونسهم في إيجاد مرض ينمو خلاله.
الحوار - عندنا نحن العرب جميعاً - ليس سبيلاً إلى الحقيقة أو استئناساً برأي الآخر إنما هو معركة يسعى كل طرف لكسبها متخذاً من السبل ما هو مشروع وما هو غير ذلك، يستوي في ذلك المثقفون والسياسيون والمفكرون والعامة.
قنواتنا تحاول دائماً إيهامنا بأنها مفتوحة للجميع وأنها ليست بوقاً لفكرة أو جهة لكننا لا نكاد نراها تفتح أبوابها إلا من تكون أصواتهم مجرد أصداء للفكرة العامة التي تنطلق منها.
ندافع باستماتة عن الخطأ إن كنا مصدره ونحاول إطفاء عين الحقيقة ما لم توافق هوانا يدفعنا التعصب والانتصار لآرائنا مهما كان الثمن.
عادة ما يدخل المحاوران الاستوديو وفي ذهن كل منهما (لا تسمع فقد تقتنع) فيصم آذانه أثناء حديث الآخر، فينعدم التفاعل وبالتالي كل مخرجات إيجابية للحوار.
تركي البسام
tb787@hotmail.com