يتعلق بعض الأطفال بلعبة ما أو بقطعة ملابس معينة، ويرفضون التخلي عنها حتى عندما يدخلون المدرسة، مما يعرضهم لكثير من المشكلات مع رفاقهم الجدد.
كيف يمكنك أن تساعدي طفلك في الابتعاد عن رفيقه الدائم، إذا صح التعبير، من دون أن تسببي له الأذى المعنوي والنفسي؟
كانت سحر الطفلة الجميلة، تستعد لدخول الحضانة عندما أخبرتها والدتها بأنها لن تستطيع أن تأخذ لعبتها المفضلة معها إلى الصف.
انهمرت دموع سحر وراحت تصرخ رافضة الذهاب إلى المدرسة من دون لعبتها ورفيقتها الدائمة.. عندها قررت الوالدة الاستعانة بالمعلمة لحل المسألة وفاوضتنا الابنة إلى أن سمحنا لها بجلب لعبتها إلى المدرسة، شرط أن تتركها في الخزانة خارج الصف، بعد فترة، بدأت سحر تعتاد فكرة بقائها من دون رفيقتها الدائمة، ثم راحت تتركها في المنزل، لكنها تطلب من والدتها أن تهتم بها، إلى أن نسيتها تماماً مع انتهاء العام الدراسي.
اعتمدت والدة سحر تكتيكاً سهلاً لمساعدة ابنتها في الابتعاد عن لعبتها ورفيقتها الدائمة من دون أن تسبب لها أي عقدة نفسية. إليك بعض النصائح لمساعدة طفلك على مواجهة الحياة الحقيقية، من دون رفيقه الطفولي.
انفصال بهدوء
1- اختاري التوقيت المناسب: تنصح ماريا كالبيدو مساعد بروفيسور اختصاصي في علم النفس في جامعة الصعود في ماساتشوسيتس، بعدم محاولة إبعاد الطفل عن دبدوبه المفضل مع بداية دخوله الحضانة أو المدرسة، فهذه الخسارة سوف تزيد من مخاوف طفلك وعدم شعوره بالأمان. مثلاً إذا كان طفلك يستعد لدخول المدرسة في شهر سبتمبر، فإن التوقيت المناسب لمساعدته على البدء في الابتعاد عن رفيقه الدائم هو الربيع أو في بداية الصيف.
2- اشرحي له أسباب ضرورة التخلي عن لعبته المفضلة والمرافقة له: يحتاج الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة إلى شرح أسباب كل شيء فإذا اقترحت عليه أن يودع دبه المفضل. لا بد من أن تشرحي له سبب وجوب الابتعاد عنه يمكنك أن تقولي له: (سوف تدخل مدرسة الأطفال الكبار الآن، ربما حان الوقت لتترك دبك في المنزل. سوف يكون هنا في انتظارك عندما تعود)، يمكنك أيضاً أن تتبعي طقساً معيناً لهذا الفراق، كأن تعودي طفلك على وضع دبه في السرير قبل أن يغادر أو أن يثبته في حزام الأمان في السيارة لدى خروجه منها، هذه الخطوة ستخفف من آلام الوداع.
3 - تدرجي في خطواتك.. اسمحي لطفلك بأن يبقى مع لعبته المفضلة في المنزل أو في السيارة وامنعيه من أخذها معه إلى المتجر أو الحديقة العامة، إذا أراد طفلك أن يأخذها إلى المدرسة.. اسمحي له بأن يفعل ذلك مدة أسبوع، شرط أن يتركها في حقيبته أو في الخزانة، اقترحي عليه عندما يعي أنه قادر على العيش بدونها، أن يتركها في المنزل، يمكنك أيضاً أن تعتمدي رزنامة المكافآت بحيث يحصل على نجمة عن كل يوم يترك فيه لعبته المفضلة في المنزل، وهدية صغيرة في نهاية الأسبوع.
4 - قدمي له بديلاً: يكفي بعض الأطفال الحصول على بديل عن لعبتهم الرفيقة الدائمة مثل صورة عن العائلة أو ساعة أو كتاب مذكرات، هذه الأشياء البديلة تخفف من حدة شعوره بقلق الانفصال والابتعاد عن منزله. أما إذا كان طفلك متعلقاً بقطعة من الملابس أو بغطاء السرير فيمكنك أن تقترحي عليه أن يقطع جزءاً بسيطاً منه ليأخذه معه إلى المدرسة.
5- لا تضخمي المسألة: تقول أنيتا بريت، طبيبة أطفال في جامعة ساوثرن كاليفورنيا، إنه يجب ألا تعاقبي طفلك أو تحرجيه لمجرد أنه يتعلق بلعبة ما، لأنك ربما تسهمين في زيادة تعلقه بهذا الشيء وتضعين نفسك في مواجهات عنيفة معه.
6- توقعي مرحلة من التراجع: لا تتفاجئي من عودة طفلك مسرعاً للعبته المفضلة بحثاً عن الأمان والراحة، عند مروره بأوقات عصيبة مثل موت أحد الأقارب أو مجيء شقيق له أو انتقال إلى منزل جديد لكن، اعلمي أنه سوف يكون مستعداً للابتعاد عن رفيقته الدائمة من خلال اتباع استراتيجيتك الناجحة مرة أخرى، ما ان تنتهي الأزمة.