أوردت الجمعية الألمانية للسمع في برلين بيانات منذرة بالخطر فيما يخص الأضرار الصحية للضوضاء المنبعثة من معظم نواحي الحياة في ألمانيا، وحسب الجمعية فإن ربع الألمان يعانون من مشكلة في السمع وعزت ذلك إلى سماع الموسيقى الصاخبة. كما أفادت الجمعية الألمانية للسمع بأن 60 مليون شخص يعانون من الضوضاء في ألمانيا. كما أفاد مكتب البيئة الألماني بأن 13 مليون مواطن ألماني معرضون لمستويات ضارة من الضوضاء تنطوي على مخاطر مثل الأرق وضعف التركيز و أضرار في السمع، وصرحت يوتا فيسترينج، المدير التنفيذي لجمعية الموظفين الألمان، بأن 3% من الشباب الألماني يستعين بأجهزة سمعية مساعدة.
وأشارت فيسترينج إلى أن الشباب الألماني يعرض نفسه لضوضاء بقوة 120 ديسيبل (الديسيبل هو أدنى فرق بين صوت وآخر يمكن أن تحسه الأذن) رغم أن مستوى 65 ديسيبل من الضوضاء يعتبر ضاراً بالأذن. وتصل الضوضاء لمستوى الألم عند مستوى 140 ديسيبل. وأكدت فيسترينج على أن الكثير من الشباب لا يعرفون أن القصور السمعي غير قابل للعلاج.
كما أن التشجيع الجماعي لجماهير كرة القدم في الساحات العملاقة يضر بالأذن ويعتبر استاد شالكه الألماني لكرة القدم أكثر استادات ألمانيا صخباً، حيث بلغت حدة صوت الجماهير في المباراة التي جمعت فريق شالكه مع فريق شتوتجارت منتصف آذار - مارس الماضي 129 ديسيبل.
كما حذّرت نقابة المربين والعلميين في ألمانيا من الضوضاء داخل المدارس الألمانية، حيث أفادت النقابة بأن مستوى الصخب خلال الحصة الرياضية في المدارس يبلغ أحياناً 110 ديسيبل وهو مستوى مشابه لمستوى الضوضاء في أحد المطارات حسبما أفادت النقابة في مدينة ايسن. وينبغي ألا ينسى خلال ذلك كله أن الحركة المرورية هي أكبر مصدر للضوضاء في حياتنا اليومية.
وربما تأكد مدى شذوذ الضوضاء اليومية عن إيقاع الطبيعة إذا علمنا أن طائر أبو الحناء الأوروبي أصبح يفضل أن يشدو ليلاً حتى لا يغني ضد الضوضاء التي يحدثها الإنسان وذلك حسبما أفاد باحثون من جامعة شيفايلد في العدد الأخير من مجلة رويال سوسايتي. ووجد الباحثون أنه كلما ارتفع مستوى الضجيج البشري في محيط الطائر الرقيق كلما ازداد احتمال أن يصدح هذا الطائر الحساس ليلاً.