إلى أي مدى يصح الزعم القائل بأن الشاب السعودي غير كفء وغير مهتم بعمله، لذا فإن جميع أبواب الأعمال توصد في وجهه. هذه المفاهيم ألفها، أناس ونشروها ثم صدقوها، وأرادوا أن يصدقها الآخرون، لكن الواقع كثيرا ما يكذب ذلك، التحقيق التالي يميط اللثام عن أبعاد القضية. جميع من استطلعنا آراءهم اتفقوا على أن الشاب السعودي مظلوم وأنه لم يعط الفرصة لإثبات كفاءته فكيف يحكم عليه وهو لم يجرب، فماذا قالوا:
مظلومون:
ماجد الرويثي يقول: أؤكد أننا مظلومون، فجميع الأبواب موصدة في وجوهنا، وقد أسهم البعض في ترسيخ هذه الفكرة في أذهان الكثير من أصحاب الأعمال وقد جربت هذا بنفسي فكلما طرقت باباً وجدت نظرات غير مرحبة كأنها تقول لي إنك لا تصلح لهذا المكان، أتمنى أن تتغير هذه النظرة وأن يؤمن الناس بأننا مؤهلون وقادرون على أداء الوظائف والأعمال التي يقوم بها غيرنا.
أعطونا الفرصة:
سعيد آل عبود يقول: فقط أعطونا الفرصة وسنثبت أننا قادرون على أداء كافة الأعمال، وما يجعلني في حيرة من أمري أن هناك بعض الأعمال التي لا تتطلب أي مهارات أو قدرات خاصة وعندما يتقدم لها أحد السعوديين يشككون في مقدراته وهي كما قلت لا تحتاج مهارة لكنها النظرة السائدة والتي لا أرى سبيلاً لتغييرها فقد أصبحت فكرة ثابتة.
أين التشجيع:
خالد الحربي يقول تجربتي تستحق أن تحكي لقد تخرجت وأحمل شهادة مهنية منذ عدة سنوات وأسمع دائماً أصحاب الأعمال وهم يرددون أنهم يشجعون السعودة لكني أجد منهم دائماً الرفض لتشغيلي بحجج واهية جداً وهي في باطنها أنني سعودي، فلم أحظ بفرصة أثبت من خلالها أنني كفء ومؤهل، فماذا أفعل، أود في النهاية أن أسأل سؤالاً بسيطاً جداً وهو أين هذا التشجيع الذي يتحدث عنه أصحاب الأعمال. ثم كيف أكتسب الخبرة المطلوبة إذا كانت الأبواب موصدة في وجهي، فهذه الوظائف التي نبحث عنها هي التي تعطينا الخبرة.
من أجل الوطن
عبدالعزيز العنزي يقول: إننا نريد أن نعمل ليس من أجل أنفسنا فقط لكننا نريد أن نسهم في بناء اقتصاد بلدنا وهذا من حقوقه علينا لكنهم يظلموننا عندما يعملون على حرماننا من هذا الشرف، أنني أتألم بالفعل وأنا أرى أن اقتصاد بلدي تسهم في بنائه أيدي الوافدين وأنا أحاول أن أجد لي مكانة بينهم، لأقوم بدوري في البناء ولكن للأسف، أحرم من ذلك.
ظلم على ظلم
بينما يقول عبدالفتاح الشمري: إنهم لا يظلموننا نحن فقط وإنما يظلمون الوطن بأسره إذ يسهمون في إيجاد شريحة كبيرة عاطلة عن العمل والكل، لا شك، يعلم ما تجره البطالة من مشكلات تنعكس آثارها السالبة على المجتمع بأسره إنه ظلم على ظلم.
جربونا
ما يبعث على الاستغراب هو أن بعض أصحاب الأعمال مقتنعون تماماً بأن الشاب السعودي لا يؤدي عملاً جيداً ولا يخدم المنشأة التي يعمل بها، هذا مع العلم أنه لم يجرب توظيف سعودي واحد طيلة تاريخ منشأته وإذا سألته يقول لك الكل يقولون ذلك في حين أنه كرجل مال ناجح يجب ألا يعتمد على الأقوال فقط وإنما يجب أن يعتمد التجربة منهجاً، أقول لهؤلاء جربوا الشباب السعودي وبعد ذلك احكموا، وستفاجؤون بقدرات مذهلة ووفاء وطني وأمانة في العمل وإنتاجية عالية.
نحن الشعب بأسره
خالد الرشيد يقول: يقولون إن الشاب السعودي كسلان وأنه غير مسؤول أقول لهؤلاء إنكم بهذا تتهمون الشعب وأبناء وطنكم فالشباب ليسوا إلا قطاعاً من هذا المجتمع وأي وصف يرمي به سواء كان سالباً أو موجباً ينطبق بالضرورة على المجتمع بأسره فلا تظلمونا ولا تظلموا أبناء شعبكم.
وطنية
حسن الرميحي: الدولة تكلف نفسها طائل الأموال لتأهيل الشباب وفتح الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب وبعد كل هذا يجيء هؤلاء ليحجبوا الفرص، نتمنى من هؤلاء فقط أن يسايروا اهتمام الدولة وأن يتحلوا بشيء من الوطنية.