* تحقيق - إبراهيم السحيم
الأيتام شريحة مهمة في مجتمعنا السعودي، وعزيزة على قلوبنا جميعاً، خصوصا أن الشرع والدين الإسلامي الحنيف أوصى برعايتهم وتقديم العون لهم والاهتمام بهم وهذا ما تقوم به حكومتنا الرشيدة من خلال رعايتها لهم وإقامة دور تحتضنهم وتأويهم، بحيث لا يشعرون بفقد الأبوين أو أحدهما، ويجدون حياة كريمة وعيشا سعيدا وتعليما في كل المراحل.
ولتسليط الضوء حول هذا الموضوع قامت (مجلة الجزيرة) بإجراء تحقيق صحفي حول الأيتام ورعايتهم من خلال الالتقاء بالمسؤولين في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) وكذلك التعرف على الرأي الديني والاجتماعي بشأن رعاية الأيتام. في البداية التقينا الأستاذ صالح اليوسف مدير عام جمعية رعاية الأيتام (إنسان) وطرحنا عليه الأسئلة الآتية.
* نرجو إعطاءنا نبذة عن فكرة إنشاء الجمعية والأهداف العامة لها؟
- أشكر لكم لمجلة الجزيرة (زيارتها) للجمعية، وتفاعلها المستمر والمتواصل مع أنشطة الأيتام الدورية.. وفيما يتعلق بنشأة الجمعية، فقد أنشأت جمعية (إنسان) عام 1419هـ بمبادرة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمير منطقة الرياض - حيث اقترح عدد من وجهاء ورجال أعمال مدينة الرياض على سموه إنشاء هذه الجمعية. وهي هيئة خيرية متخصصة برعاية الأيتام السعوديين ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة (داخل منطقة الرياض) ومنذ ذلك التاريخ وهي تقدم الرعاية للأيتام داخل منازلهم..
ورؤية الجمعية (تقديم الرعاية المثالية (المادية والمعنوية) للأيتام ومن في حكمهم. منذ الولادة حتى يستطيعوا مواجهة الحياة).
وتتمثل رسالة الجمعية في الآتي:
* تختص الجمعية في رعاية الأيتام السعوديين داخل منطقة الرياض.
* تقدم الرعاية (الاجتماعية والمادية والتعليمية والصحية) لليتم.
* تتميز الجمعية بتأهيل الأيتام وتعزيز قدرتهم على مواجهة الحياة وتوفير فرص وظيفية لهم.
* السعي إلى تنمية مواردها المالية.
* تطور الجمعية خدماتها عن طريق استخدام أحدث الطرق والأساليب العلمية الحديثة.
أما الهدف العام للجمعية فيشمل رعاية أيتام منطقة الرياض ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة وتأهيلهم لكسب العيش بما يكفل لهم الاعتماد على أنفسهم ومواجهة الحياة.
والأهداف الإستراتيجية تمثل في:
ترسيخ مبادئ الدين الإسلامي لدى الأيتام، وتوفير أوجه الرعاية المادية والمعنوية للأيتام ومن في حكمهم، والعمل على إنشاء المشروعات والمراكز الإيوائية للأيتام وإدارتها إدارة سليمة. وتوفير الرعاية الاجتماعية والتعليمية والصحية للأيتام ومن في حكمهم. وتطوير الخدمات المقدمة من الجمعية بما يكفل أداء الأعمال بيسر وسهولة.
* ما النتائج التي حققتها الجمعية طيلة فترة عملها؟
- النتائج التي حققتها الجمعية كبيرة جداً - بحمد الله - ويصعب إيجازها في هذا الموضوع، ولكنني سأذكر جزءاً منها على سبيل المثال:
* تقديم الرعاية لأكثر من (24.000) يتيما ويتيمة تقدم لهم أوجه الرعاية المختلفة.
* افتتاح خمسة فروع أربعة منها في مدينة الرياض والخامس في محافظة الخرج.
* تم تدريب أكثر من (3.000) ثلاثة آلاف يتيم ويتيمة وأرملة. سواء في دبلومات متخصصة في الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، ودبلومات التجميل، ودبلومات صحية.. أوفي دورات قصيرة ودورات تنمية الذات.
* تم توظيف (1.072) شابا وفتاة وأرملة، في القطاع الخاص.
* أنفقت الجمعية على الأيتام خلال السنوات الماضية أكثر من (289) مليون ريال في برنامج النفقات الدورية، وإيجارات المنازل والبرامج الصحية والتعليمية والاجتماعية.
* ساهمت الجمعية في شراء (96) منزلاً لأسر الأيتام.
* حصل موقع الجمعية الإلكتروني (www.ensan.org.sa) على المركز (138) ألف بين ستة ملايين موقع على مستوى العالم؛ بحسب تصنيف موقع شركة (الكسا) العالمي.
* ما هي برامج الرعاية والخدمات التي تقدمها الجمعية للأيتام؟
- تقدم الجمعية برامج الرعاية التالية:
أولاً: برنامج الرعاية المادية وينقسم إلى: 1- النفقات الدورية: وهي الإعانات التي تقدمها الجمعية بصفة دورية للأيتام، وتشمل:
- برنامج الغذاء والمبالغ النقدية وتحرص الجمعية على تنمية شخصية اليتيم وتراعي مشاعره النفسية أثناء تقديم النفقات له، حيث تم استحداث نظام متميز لتسليم الإعانات الدورية - حيث يسلم لكل أسرة بطاقة إلكترونية. وتغذى كل شهرين، بمبلغ محدد بعدد أفراد الأسرة (100 ريال - شهرياً - لكل فرد تغذى ببطاقة العثيم + 50 ريالا - شهرياً - لكل فرد تغذى ببطاقة شركة الراجحي) ولا يستدعي حضور أحد أفراد الأسرة للجمعية.
- برنامج الكساء أيضاً يوزع على الأسر بطاقات آلية ممغنطة، ومخصصة لأسواق الهرم التجارية ليختار اليتيم بنفسه ما يناسبه من الكساء دون أن يحمل معه مبالغ مالية قد لا يحسن التصرف بها.
وهي عبارة عن (50) ريالا شهرياً. ليصبح إجمالي ما يصرف شهرياً لكل فرد (200) ريال وإذا ضربنا هذا الرقم بعدد المستفيدين (24) ألفا، يكون إجمالي ما تم تنفقه الجمعية شهرياً على هذا المشروع (4.800.000) أربعة ملايين وثمانمائة ألف ريال (شهرياً).
وزادت الجمعية (هذا العام) المخصص الشهري للأيتام ليكون (250) ريال بدلاً من (200) ريال، حيث تم إضافة مبلغ (50) ريالا في بطاقة العثيم لتصبح (150) ريالا شهرياً لكل يتيم.
نفقات طارئة
2- النفقات الطارئة: وهي الإعانات التي تقدمها الجمعية عند احتياج الأسرة لها وتشمل الإعانات المادية والعينية لأسر الأيتام، كدفع الإيجار السنوي للمنزل وتأمين الأثاث والأجهزة الكهربائية، وتسديد فواتير الخدمات...
3- النفقات الموسمية: وهي الإعانات التي تنفقها الجمعية في المواسم (كالحقيبة المدرسية، ومشروع السلة الرمضانية، ومشروع توزيع لحوم الأضاحي، وزكاة الفطر وهدية العيد...).
ثانياً: برنامج الرعاية الصحية: حيث تساهم الجمعية في تقديم الرعاية الطبية للأيتام المرضى، أو الذين يحتاجون للرعاية الصحية، وذلك بالاتصال والتنسيق مع المراكز والمستشفيات الحكومية والأهلية.
والعمل على متابعة علاجهم لضمان حصولهم على الرعاية الطبية الجيدة وتنظيم الجمعية العديد من الدورات والندوات التثقيفية في مجال الاهتمام بالصحة.
ثالثاً: برنامج الرعاية التعليمية: تساهم الجمعية مع الطلاب الذين يواجهون صعوبات ومشاكل تعليمية من خلال زيارتهم في مدارسهم وحل ما يعترضهم من عوائق وصعوبات.
برامج التوجيه والإرشاد
رابعاً: برامج التوجيه والإرشاد، يقوم قسم البحث الاجتماعي بالجمعية بتقديم التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي للأيتام والأمهات، من خلال فريق مختص من الباحثين والباحثات، الذين يقومون بزيارة الأيتام داخل منازلهم.
خامساً: البرامج والأنشطة الثقافية والترفيهية، تقيم الجمعية مسابقات ثقافية دورية لأسر الأيتام، وتوزع الجمعية حقيبة ثقافية دورية للأسر التي ترعاها. وتحتوي الحقيبة على مجموعة من الأشرطة والكتيبات والمجلات التربوية التي تسهم في التعرف على ظروف اليتم. كما تنفذ الجمعية برنامجاً دورياً لتكريم الطلاب المتفوقين لتشجيعهم وتحفيز الطلاب الآخرين على التفوق. وتحرص الجمعية على تفعيل دورها الاجتماعي والإنساني من خلال المشاركة في المناسبات الوطنية والفعاليات الخيرية وذلك بهدف التعريف بالجمعية وإبراز ومؤازرة برامجها وأنشطتها والحث على المشاركة بها. وتنفذ الجمعية العديد من البرامج الترويحية للأيتام كإقامة أيام مفتوحة للأبناء، يتخلل هذه الأيام العديد من الأنشطة الترفيهية والثقافية، كما تقوم الجمعية بالتنسيق مع المدن الترفيهية لزيارة الأبناء والبنات في أيام الأعياد الإجازات. وتسير الجمعية عدداً من رحلات الحج والعمرة للأبناء والأمهات، وتنفذ العديد من الرحلات والزيارات لمدن المملكة، لتعريف الأبناء بمعالم بلادنا الحبيبة.
سلبيات تم تجاوزها
* تميزت إنسان بنظام البطاقات الذي ذكرتموه، هل واجهتكم صعوبات أثناء تطبيقه، وما هي إيجابيات هذا النظام وسلبياته؟
- كانت الجمعية - في السابق - توزع نفقاتها من خلال الطرق اليدوية التقليدية، حيث يتكلف المستفيدون بالحضور لمقار الجمعية لإعطائهم المساعدات العينية، وترتب على هذا الأسلوب عدد من السلبيات من أهمها:
* زيادة الأعباء المالية في تأمين وشراء المواد (الغذائية والملابس)، وما يترتب على ذلك من تكاليف نقلها وتخزينها..
* زيادة الأعباء الإدارية على الجمعية، من حيث توفير عاملين وموظفين بدءاً من البحث والحصول على أفضل العروض للمواد، وتأمينها، وتوزيعها..
* ما يترتب على تخزين وحفظ المواد الغذائية من مشاكل خاصة المجمدات والتي تحتاج إلى ثلاجات كبيرة..
* عدم مناسبة بعض المشتريات لرغبات المستفيدين سواء المواد الغذائية أو الملابس.
* ما يترتب من أعباء مالية ونفسية على الأيتام، أثناء تكرارهم لمراجعة الجمعية، بشكل دوري للحصول على النفقات، كما أن تسلّم الإعانات بالطريقة اليدوية له انعكاساته السلبية على نفسية الأبناء.
ولا شك أن في بداية تطبيق تجربة تقديم الإعانات عن طريق البطاقات الآلية واجهت الجمعية صعوبات كان أهمها عدم تهيئة المستفيدين باستخدام التقنية الحديثة، وصعوبة في تعريفهم بطريقة الاستخدام، خصوصاً أن هناك أمهات كبيرات في السن، أو غير متعلمات.
وقد تجاوزت الجمعية هذه الصعوبة من خلال الخطوات الآتية:
- إصدار دليل تعريفي للمستخدمين لكل بطاقة، من خلال إصدار سلسلة (تنوير) الخاصة بالأسر، وذلك لتعريفهم بطريقة استخدام كل بطاقة.
- طباعة أغلفة خاصة لحفظ البطاقات من التلف. حيث كانت تتعرض البطاقات للخدش أثناء استخدامها.
- توعية الأسر حول طريقة استخدام البطاقات في الملتقيات الأسرية التي تقيمها الجمعية، وأثناء الزيارات التي يقوم بها فرق البحث الاجتماعي.
- الإجابة عن الاستفسارات التي ترد من الأسر وتستقبلها أقسام خدمات الأسر في الفروع والإجابة عليها.
إيجابيات التجربة
- حفظ كرامة الأيتام أثناء تسلم النفقات، تنمية شخصياتهم.
- التسهيل على الأسر أثناء الحصول على النفقات، حيث تواجه أسر الأيتام صعوبة في تكرار مراجعة فروع الجمعية.
- تعويد الأيتام على الاعتماد على أنفسهم، وتنمية شخصياتهم، من خلال إعطائهم حرية اختيار ما يناسبهم.
- تفرغ الموظفين المختصين لتفعيل برامج وخدمات الجمعية المساندة، والتركيز على البرامج والأنشطة الهادفة. بدلاً من إشغالهم في الصرف اليدوي الدوري.
- الاستفادة من التقنيات الحديثة وتوفير الجهد والوقت على الجمعية وعلى المستفيدين.
موارد الجمعية المالية
* من أين تستمد (إنسان) مواردها المالية؟
- تستمد الجمعية مواردها المالية من خلال تبرعات المحسنين وأهل الخير، سواء في برنامج الزكاة أو التبرعات.. وقد أتاحت الجمعية برامج (كفالة اليتيم) الذي ترتكز عليه الجمعية في تقديم خدماتها للأيتام وقد خصص له مبلغ (2.400) ريال سنوياً، كذلك أتاحت الجمعية برنامج العضوية، والذي يدفع فيه الأعضاء اشتراكاتهم السنوية بمبلغ (1.000) ألف ريال سنوي لكل عضو.
كما أن لجنة التطوير وتنمية الموارد بالجمعية تقوم بدور كبير في دراسة المشاريع التي تساهم في تنمية موارد الجمعية، والبحث عن البدائل المناسبة لزيادة وتفعيل التبرعات.
* متى تنتهي علاقة الجمعية بالأيتام؟
- تنهي علاقة الجمعية باليتيم بعد اعتماده - بعد الله - على نفسه، بحيث تنفذ الجمعية برنامج التأهيل لمساعدته في الانخراط بسوق العمل وشق طريق مستقبله في الحياة.
* هل هناك حاجة لجمعيات إضافية؟
- أعتقد أن الحاجة قائمة لإيجاد جمعيات أخرى مماثلة ولكن في مناطق المملكة التي لا توجد بها جمعيات أيتام، وذلك لكي لا يكون هناك ازدواجية وتعارض في تقديم الخدمات.
* هل هناك تعاون مع جمعيات خيرية أخرى؟
- نعم نستفيد من خبرات الجمعيات التي سبقتنا كجمعية البر بالرياض والدمام وجمعية المعاقين.. ونتعاون مع كل الجمعيات ذات العلاقة بهدف توحيد الجهود لتقديم خدمات جيدة للأيتام.
* ماذا عن البرامج الثقافية التي تتبناها الجمعية؟
- افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز - رئيس اللجنة التنفيذية - مؤخراً نادي إنسان الاجتماعي (بحي المربع) والذي تبرع به أبناء الشيخ صالح الحميد (رحمه الله) ويهدف هذا النادي إلى الاهتمام بالجوانب التعليمية والتربوية والترفيهية والرياضية للأيتام، حيث يمارسون فيه مواهبهم في شتى المجالات كما يهدف لتنمية شخصية الأيتام عن طريق إشباع حاجاتهم الجسدية والفكرية وتطوير مهاراتهم ومواهب وتنميتها وتشجيعها..
ماذا يقول الأيتام
تقدمنا ببعض الأسئلة إلى عدد من الأيتام لاستطلاع آرائهم حول جهود الجمعية، وكانت هذه حصيلة انطباعاتهم.
* متى شملتك رعاية الجمعية؟ وماذا قدمت لك؟
- التحقت أسرتي بخدمات الجمعية قبل ثلاث سنوات بعد وفاة والدي يرحمه الله، وتقدم لنا إنسان مختلف أوجه الرعاية كالرعاية التعليمية حيث توفر الجمعية لي ولإخوتي الحقيبة المدرسية سنويا تشمل كل الأدوات المدرسية، كما أن هناك متابعة لنا من قبل الأخصائيين الاجتماعيين وإذا تعثر أحدنا في مادة دراسية فإن الجمعية تلحقه بدروس التقوية كذلك فإن الجمعية تشجعنا بتقديم الجوائز للطلاب المتميزين والناجحين نهاية كل عام دراسي، وتقدم الجمعية لنا النفقات المالية شهريا وتذهب والدتي كل شهر لاستلام المبلغ المخصص عن طريق بطاقة الصراف الآلية (الراجحي) ونذهب للتسوق وشراء المواد الغذائية من سوق العثيم ونشتري الملابس من شركة الهرم وكل تلك الخدمات تقدم بواسطة بطاقات إلكترونية تصرف لنا من قبل الجمعية.. وتساعدنا الجمعية في دفع إيجار المنزل وتسديد فواتير الخدمات ونحظى برعاية صحية متميزة حيث نقوم بمراجعة المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الاستشارية بكل سهولة ولنا الأولوية في العلاج.
* هل من تواصل مع الأهل والأقارب؟
- نعم فنحن نصل أرحامنا وأقاربنا باستمرار ولا نقطع بهم وهم كذلك حريصين على الاتصال معنا في المناسبات والعطل والإجازات.
* ما المهارات والمواهب التي اكتسبتها من خلال وجودك في الجمعية؟
- استفدت كثيرا من البرامج والأنشطة التي تقدمها الجمعية فنحن نذهب في زيارات لمختلف مناطق المملكة وتعرفنا على الآثار والمعالم التي تحتويها بلادنا كما تقدم لنا الجمعية العديد من الأنشطة كالمسابقات الرياضية والثقافية التي أثرت ثقافتنا بمختلف المعلومات والرحلات الترفيهية التي نجد فيها المتعة الحقيقية وإقامة الكثير من الندوات والمحاضرات الدينية التي تعزز ارتباطنا بديننا الإسلامي وشريعتنا السمحاء. وهوايتي المفضلة هي (كرة القدم) وقد مارست هوايتي بكل بهجة وسرور من خلال مشاركتي بمسابقة الجمعية لكرة القدم التي أقيمت في نادي إنسان الاجتماعي الصيف الماضي مع الفرق المشاركة من أبناء الجمعية.
الرأي الديني
أما الرأي الديني لموضوع رعاية اليتيم وعن مكانة الأيتام في ديننا الحنيف فقد قال قاضي المحكمة العامة ورئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية بمحافظة شروره الشيخ: محمد بن عبد الله السحيم: تنبع مكانة رعاية اليتيم لدى المجتمع السعودي من واقع تعاليم دينه الإسلامي الحنيف الذي أولى اليتيم مكانة فائقة القدر والخطر فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم مرافقته في الجنة جزاء من كفل يتيما حيث يقول صلى الله عليه وسلم :(أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى، وسخر الله سبحانه الإحسان إلى اليتيم ولو بمسح شعره سببا للين القلب وقضاء للحوائج وتلك غاية منشودة لكل أحد، كما جاء الأمر بالإحسان إلى اليتيم فقد ورد الوعيد والتهديد لمن أساء إليه وظلمه كما قال تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}، وشأن الحقوق شأن الأموال. والحق الرسول الكريم الحرج بمن فرط في حق اليتيم فقال: (أني أحرج عليكم حق الضعيفين: اليتيم والمرأة)، وأقام الإسلام لليتيم وليا يقوم على مصالحه ويرعى شؤونه وسير هذه الولاية فرضا متسلسلا على المسلمين بدءاً بالقران وانتهاء بالولاية العامة يؤجرون عليها إن قاموا بها ويأثمون بتركها ولم يترك لهذا الولي حرية التصرف، بل قيد نطاق حريته بما يحقق المصلحة لليتيم. كل هذه المعالم وغيرها كثير تدل دلالة جلية قطعية على عظم مكانه اليتيم بالإسلام، فلا يملك المسلم إزاءها إلا الامتثال كما قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ.)ومن بشائر الخير ومظاهره التي لمستها في المجتمع السعودي تجاه اليتيم تلك العاطفة الدينية الصادقة لقاء قضاياه، وتبينها بطريقة علمية صادقة، يقوم عليها ولاة الأمر وفقهم الله وذلك بإنشاء دور ومؤسسات خيرية لرعاية الأيتام، وعقد لقاءات وملتقيات للرقي بها وتطويرها بما يخدم مصلحة اليتيم ويتواكب مع متطلبات العصر في حدود الشرعية، فأتت تلك الصروح بثمارها، فلا تكاد تخلو محافظة من محافظات المملكة من مؤسسة أ, لجنة خاصة برعاية الأيتام وكذلك ما حققت من حسن تواصل مع المجتمع لتبني معاناة اليتيم والقيام معه بواجبه، وأذكر في هذا الشأن أن أقيم لدينا في جمعية البر الخيرية بمحافظة شرورة وبدعم من سمو أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن سعود آل سعود حفظه الله مشروع لكفالة (600) يتيم في المحافظة فتفاجأنا باتصالات هائلة من جميع أنحاء المملكة لكفالة هؤلاء الأيتام حتى غطى أغلب المشروع في فترة وجيزة بحمد الله وما زلنا نتلقى حتى الآن المزيد من الاتصالات
واختتم الشيخ محمد السحيم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم كهاتين بالجنة)، فهي دعوة منه لمرافقته في أعلى منازل الجنة، فلنتواصل جمعيا على تلك الرفقة، رعاة ورعية، وذلك بالقيام على شأن اليتيم.