هل الامتحانات هي حقيقة أوان الحصاد، وهل نتائجها بالفعل كذلك. عندما تهل أيام الامتحانات يتضح الاهتمام في كل تفاصيل حياتنا، بدءاً من الشوارع وحركة السير، وتغيير كل برامج المجتمع، الذي يحشد كل فرد فيه طاقته لدفع أحد الممتحنين إذ لا يخلو بيت تقريباً من طالب يدخل الامتحانات ويدخلها معه أهله بقلوبهم.
لكن السؤال كما قلنا: هل هو موسم حصاد حقاً وهل يعبر بالفعل عن مجهود من المفترض أنه قد بذل طيلة العام. الواقع يقول ان أغلب طلابنا يدخلون الامتحانات وهم لم يستعدوا لها إلا في هذه الأيام، وأن غاياتهم طوال العام لم تكن التحصيل وسلوك دروب المعرفة بجلب منفعة شخصية لهم أو لأوطانهم.
لا يعني العلم عند كثير من الطلاب شيئاً إنما يعنيهم في المقام الأول اجتياز الامتحان في نهاية العام، وهذا ما يمكن تحقيقه دون بذل أي مجهود يذكر.
فهناك الطالب الذي يلجأ إلى الغش وهناك من يلجأ إلى عوامل مساعدة أخرى أصبحت - للأسف - معروفة ومتداولة بين الطلاب من حبوب وغيرها، وهناك من يسلك طريقاً شريفاً مثل أن ينهك نفسه في هذه الأيام كي يتجاوز الامتحانات لكنه يتعامل مع المعلومات التي يحمل كأنها عبء ثقيل يريد التخلص منه بمجرد انتهاء الامتحان وهؤلاء بالطبع لن يخدموا أوطانهم ولا أنفسهم في المستقبل، فسيكونون غداً حملة شهادات لا يعتمد عليها.