كَثُرَ حديث البعض حول عمل المرأة، وأثير بشأنه شيء من الجدل، في وقت ظل الإعلام يتناول هذا الأمر بشكل واسع، ترى كيف ينظر الشباب إلى عمل المرأة، وما رؤيتهم حول منافستها لهم في سوق العمل ؟ وما مدى موافقتهم على اقتحامها هذا المضمار ؟ في هذا التحقيق نستشف آراء الشباب حول هذا الموضوع.
احترام وتقدير
تحدث سعدون السعدون (35 سنة) موظف عن عمل المرأة قائلاًً: أنظر للمرأة بكل احترام وتقدير، ولابد أن يكون لها دعم معنوي من قبل الأخ أو الأب، لكي تستطيع النجاح في حياتها فهي تطمح كثيراً في هذا الجانب، وبالنسبة لنظرة المجتمع لعمل المرأة العاملة فهناك أنصار عمل المرأة وفئة معارضة لعملها وأخرى تقف في المنتصف تحاول التوسط والموازنة بين النظرتين، إن حاجتنا لعمل المرأة مجتمعية لذا يحق للمجتمع محاولة تقليص السلبيات، والعمل على حلها وفق أنموذج إسلامي وبناءً على دراسة الواقع الاجتماعي، قد يكون كفيلاً بحل المشكلات ذات العلاقة بعمل المرأة وأسأل بدوري: لماذا يقف المجتمع من عمل المرأة إما موقف الرفض وإما موقف عدم المبالاة ما دامت قادرة على العطاء والمجتمع بحاجة إلى خدماتها وعطائها؟.
حق شرعي
الإسلام شرع للمرأة أن تعمل وتعطي، لذا فمن حقها أن تأخذ نصيبها من العمل، وفي رأيي أن من أهم العوائق التي تواجه المرأة عدم وجود استراتيجية محكمة متخصصة في تحسين وضع المرأة والرقي بها والاستفادة من طاقتها على الوجه الأنسب، كما نفتقد إلى وجود مؤسسات تربوية متخصصة في تقديم خدمات حضانة على مستوى عال ليساعد الأم العاملة في تربية الأبناء، ووجود
بعض العادات والتقاليد المعقدة مما يسهم في توقف المرأة عن العمل.. أما مدى قبولي للمرأة العاملة كزوجة نعم أقبل بها على الرغم من أن عمل المرأة يمثل ازدواجاً في دورها الأساسي وعبئاً عليها، خاصة إذا كانت متزوجة ولديها أطفال، هنا تأتي المعادلة الصعبة، هل تنجح المرأة العاملة في الموازنة بين النجاح في البيت والعمل؟.. حيث إني غير متخصص في مجال الاقتصاد لكي أتحدث عن أبرز الإشكاليات الاقتصادية التي تمر بها المرأة.. لكن الذي يتبادر إلى الذهن: هل تعمل المرأة من أجل إشباع ذاتها وتحقيقا للرضا والاستقرار النفسي، وتأكيد الشعور بالقيمة، أم أنها تعمل لأسباب اقتصادية لحاجتها للمال وتحقيق الأمن الاقتصادي؟.. إن مكانة المرأة تختلف اختلافاً كبيراً من مجتمع لآخر ومن وقت لآخر، في مجتمع واحد.. فلكل مجتمع خصائص ينفرد بها من غيره من المجتمعات.
لا توجد عوائق
من جانبه قال عبد الرحمن العمر (27 سنة) موظف: أنظر للمرأة العاملة نظرة تقدير وإعزاز، وخاصة إذا كانت متمسكة بدينها غير مفرطة فيه، وتأكد بأن المجتمع لدينا ينظر للمرأة العاملة نظرة عادية ممزوجة بالاحترام والتقدير، لما تبذله من جهد، وما تصرفه من وقت لخدمة دينها ووطنها.. بل أصبح الكثير يؤيدون عملها، شريطة ألا
يكون فيه محاذير شرعية.. فلا أعتقد أن هناك عوائق اجتماعية تقف خلف عمل المرأة، فالمجتمع يؤيد وبشدة عمل المرأة لعدة أمور، منها الاستقرار النفسي للمرأة وتحقيق الذاتية لديها، ارتفاع اقتصاد الأسرة بمشاركة المرأة وزيادة الدخل المادي، ومن ناحية القبول والرفض حول الزواج بها، نعم ما الذي يمنع؟!
كيف تعمل المرأة
أسامة آل عجيب (18سنة) طالب ثانوي، حول عمل المرأة، وقال: أنظر لها بإجلال وإكبار، وقد كان لهن سلف من الصحابيات، وأولادهن خديجة - رضي الله عنها - وغيرها. ولكن القضية التي تناقش فيها: كيف تعمل، وتحت أي ظروف تعمل؟ حتى تتبلور هذه القضية بعد طول نقاش، فالمجتمع قادر على أن يفرق بين أنواع العمل، فالحكم على عمل المرأة من خلال النظر إلى قرائن العمل والعاملة، فلا شك أن العوائق الاجتماعية التي تمر تحمل غموضا كبيرا في كثير من أسرار الوظائف، والمضار الكبيرة التي تحصل جراء مخالطة الرجال، وذلك من خلال صور على الساحة، فالإشكاليات هنا نقيس بعضاً منها لعدم وجود الحصانة الجيدة، المناسبة لقدر العاملة والمواكبة لذاتها، وعدم وجود الطاقم النسائي الكامل في كثير من الأعمال الذي من إشكالياته مزاحمة الرجال في بعض أعمالهم، ولعمل المرأة أثر كبير في الاختلاط المذموم شرعاً وعرضاً، فالقبول
في الزواج في رأيي الشخصي ومع قناعتي التامة بعمل المرأة إلا في حالة الإطار الإسلامي. وأقول: ليست المشكلة في عمل المرأة ولكن المشكلة كيف تعمل المرأة وأين ستعمل، وتحت أي ظروف؟ حتى نتخلص من دعاوى كلا الطرفين مع الانتباه لخطر هذا العمل.
نظرة قديمة
عبر فيصل الحمداني (17 سنة) طالب ثانوي، عن رأيه وقال: المرأة العاملة تعد لبنة من لبنات المجتمع، فهي تسهم في بنائه على حسب المجال الذي تعمل فيه. ففي المجال التعليمي تربي وتعلم لكي تخرج لنا جيلاً من أمهات المستقبل القادرات على تربية أولادهن تربية صالحة، وبالتالي على جيل
صالح - بإذن الله -، ولنظرة المجتمع هناك اختلاف في طبيعة العمل الذي تقوم به المرأة، فإن كان هذا العمل ليس فيه شيء ينافي الشرع كانت نظرة المجتمع إيجابية، وإن كان في هذا العمل ما ينافي الشرع تتغير نظرة المجتمع، أما العوائق فمن المنظور القديم لها، فلا أعتقد أن هناك إشكاليات اقتصادية. ومن ناحية القبول لا أقبل بها، لأنها لن تستطيع التوفيق بين حقوق الزوج والوظيفة، فلا يسعني إلا أن أذكركم قوله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}.. إذا الشقاء والكبد وطلب الرزق على الرجل فهو الذي يعمل لكي يؤمن لزوجته وأولادها تربية صالحة فعلى المرأة أن تجعل جل اهتمامها في ذلك.