إعداد: سلوى العبدالله
تنامى الطلب على العباءات في الآونة الأخيرة، وأخذت تحتل مساحات واسعة من اهتمام المصممين، وتعددت أشكالها وأنواعها ومسمياتها، واختلفت تماماً عمّا كانت عليه في الماضي. حيث كانت تسير على نمط رتيب، وتتخذ شكلاً شبه موحد، ولكن مع تقدم الزمان وتطور الموضة أخذت العباءات تتغير شيئاً فشيئاً، وبالتدريج وصلت إلى ما هي عليه الآن.
أنواع متعددة
بالإضافة إلى العباءة السوداء العادية التقليدية، نجد العباءة المزركشة والملونة و(المخصرة)، فقد أضيفت إليها الآن الكثير من الفنون والتفاصيل المتنوعة، ومقابل هذا نجد إقبالاً كبيراً من الفتيات اتجاه هذه الأشكال وأصبح بإمكان الفتاة أيضاً ابتكار شكل جديد لها، ووضع لمسات جمالية وطباعة صورة معينة، واختيار كل التفاصيل التي يمكن إدخالها على العباءة، وهذا ما حفز مصممي الأزياء لعمل المزيد من الأشكال، والمبالغة فيها أحياناً.
نجد العباءات المزركشة والمطرزة برسومات بسيطة حول الأكمام، أو من الأمام أو الخلف، ونجد أيضاً إدخال ألوان معينة للعباءة بشكل خيوط حول الأطراف، أو بشكل عريض، وقد يكون اللون هادئاً أو براقاً لافتاً.
وقد تكون هذه الألوان عبارة عن رسومات، بشكل فراشة مثلاً أو ورود، أو حروف أو أسماء خاصة بالإضافة إلى رسومات أخرى أسفل العباءة أو من الخلف، وأيضاً ظهرت أشكال جديدة كالكريستال والفصوص والأحجار الملونة.
ومن جهة أخرى نجد العباءة الواسعة الفضفاضة، والمخصرة المغلقة أو المفتوحة من الأمام التي تكشف أكثر مما تستر! هذا فضلاً عن العباءات ذات الأكمام الواسعة المطرزة.
عيوب ومزايا
وفي وسط هذا الكم الهائل من الموديلات المتنوعة، تظل هناك مشكلة تطل برأسها، وتبتعد بالعباءة عن مضمونها التراثي والحضاري ألا وهي أن العباءات أصبحت تستخدم عند البعض للزينة فقط وليست للحشمة كما هو معروف، فخطوط الموضة اتخذت في العباءات اتجاهات عكسية ومخالفة للهدف الأساسي لها!
فبعض الأشكال نجدها جميلة وفخمة، وتعطي الفتاة شكلاً مميزاً ولافتاً وجذاباً، ولكنها لا تتناسب مع الغرض الأساسي للعباءة، فمثل هذه الأنواع تحتاج الفتاة فيها إلى ارتداء عباءة أخرى عليها! حتى لا تكون موضعاً للفتنة ولفت الانتباه.
ومن جهة أخرى نجد اتجاهاً آخر وعباءات جميلة وفخمة، و(ستايلات) متنوعة، وفي نفس الوقت بعيدة تماماً عن الإضافات والتطريزات والشك والمبالغات، وأيضاً نجدها ذات فخامة وجودة عالية، وقد صممت بأفضل أنواع الأقمشة وبعضها باهظ الثمن، وذات لمسة عصرية، ومتجددة دائماً، والأهم من هذا أنها تظهر الفتاة بشكل أنيق وأكثر حشمة.
أناقة حقيقية
فالأناقة الحقيقية ليست في المبالغات، وإنما في كيفية اختيار النوع المناسب، والخامة المناسبة، فهناك عدة أشكال تميزت بالرقي والفخامة، وفي نفس الوقت نجدها لا تخلو من الفن والتفاصيل والأفكار التي لن تغير من المسمى الحقيقي لها. فالعباءة ليست لوحة فنية، أو مساحة خاصة لتجارب المصممين، وإنما خصصت لغرض معين، فالسبب الأساسي لوجود هذه الأنواع هو اختلاف الأذواق، فقد أدى هذا إلى اتخاذ العباءات عدة اتجاهات، وأيضاً ساعد على فتح باب جديد للمصممين لتقديم وإخراج أفضل ما لديهم، وذلك رغبة في إرضاء الذوق العام.
ولكن مع كل هذا نجد أن الفخامة الحقيقية للعباءة لا تكمن إلا في البساطة التي تتناسب مع هذا الزي الخاص فلكل مناسبة زي خاص بها، فينبغي علينا أن نضع كل زي في مكانه المناسب وأن نرسم له شكلاً يليق بوظيفته الأساسية. من أجل هذا نجد هنا أن البساطة هي شعار للعباءة الأنيقة.