عندما تضعين طفلك الثاني - عزيزتي الأم - ... تأكدي من أن بيتك سيتحول في لحظات إلى ساحة قتال بين طفلك الأول والمولود الجديد. فالأول يشعر بأن الرضيع استحوذ عليك تماماً، وحصل على كل حنانك ووقتك ومداعبتك.. وتبدأ نار الغيرة بين الطفلين.. ومشاعر الغيرة بين الطفل الثاني ومن يليه من أطفال مسألة معتادة وطبيعية جداً، ولا تنزعجي لها، لأنها تحدث بين كل الأطفال، لعدم قدرتهم على استيعاب الوضع الجديد وما يتطلبه من اهتمام الأم الزائد بابنها الجديد، إلا أنه من الضروري التعامل الصحيح مع الأمر بحيث لا تثيري المزيد من المشاعر السلبية في نفس الطفل الأكبر، فقد تكبر هذه المشاعر معه مستقبلاً، وهو ما يهدد العلاقة السوية بين الأبناء. ونحن هنا نفيدك ببعض المواقف التي تتعرضين لها مع المولود الجديد وأخيه الأكبر، وكيفية التعامل الصحيح فيها بحيث تطفئي نار الغيرة بين أبنائك.
الأم هي المسئولة
الأم هي المسئولة الأولى عن وجود الغيرة بين أبنائها أو عدمه، ويمكنها أن تقضي عليها تماماً لو التزمت بمجموعة من الخطوات.
اشغلي طفلك: كوني قريبة عندما يكونان معك حتى إذا لاحظت طفلك يعنف المولود فانتشليه وحاولي شغل
طفلك بقصة أو لعبة أو بوجبة خفيفة. وهذا الإجراء يساعدك في تجنب سلسلة من الاعتراضات التي قد تأتي بنتيجة عكسية أكثر عدوانية.
تصرفي بسرعة: في كل مرة ترين فيها طفلك يضرب أو يتصرف بعنف مع المولود الجديد تحركي
بسرعة وفهميه بأن هذا خطأ، ضعي طفلك ليجلس في مقعده وقولي له: يمكنك النزول من المقعد فقط عندما تعرف كيف تستخدم يديك بطريقة صحيحة. ولكن اسمحي له أن ينزل فور ما يطلب منك هذا طالما يتعامل بذوق وحذر مع المولود الجديد، فهذا ليس عقاباً إنه فقط تأديب فأنت تساعدينه أن يعرف أن التصرفات العنيفة غير مسموح بها خاصة مع أخيه الصغير الضعيف.
افخري به: كلما رأيت طفلك يلمس الصغير برفق شجعيه، وقبليه وقولي له أنك فخورة به: (أنت ولد طيب). فهو
يصدق كلامك، وفي كل أفعاله سيحرص أن يتصرف فعلاً برفق لأنك قلت له أنه طيب.
ابتعدي عن الحجج الواهية: لا تتحججي دائماً بالمولود الصغير أمام طفلك فتعطيه إحساساً أنه أقل أهمية من
المولود الجديد. فمثلاً لا تقولي: (لا أستطيع الخروج الآن لأن أخوك نائم). و(اصمت لا تتكلم حتى لا يستيقظ أخوك). بهذه الكلمات تزرعين الغيرة في نفس طفلك، ويمكنك أن تقولي: سآتي وأرى ما تريد خلال 3 دقائق.
مشاعر حساسة: تعرفي على مشاعره التي لا يعبر عنها خاصة وأن الأمور قد تغيرت الآن بوجود المولود الجديد.
تعليقات لطيفة: احرصي على أن تكون تعليقاتك لطيفة، وعامة احذري من أن تقولي: (عندي إحساس إنك تكره أخوك). بل قولي: (أنا أعرف أن الأمر صعب عليك أن أقضي وقتاً أطول مع البيبي). أو (أعتقد أنك نفسك
تخرج قبل أن يستيقظ البيبي).
وعندما يدرك طفلك أنك تتفهمين سيحب الصغير، وسيحبك أنت أكثر. بل يمكن استخدام حجج لعدم تنفيذك لما يريد لانشغالك بالطفل الصغير بأن تقولي: (يداي مشغولتان الآن، سنذهب بعد ساعة). وهكذا...
ويجب الاستعداد لقدوم الطفل الجديد من قبل مولده حتى لا تشتعل نار الغيرة في قلب ابنك الأكبر، ويقترح ما يلي: يمكن للأم أن تشتري لعبة لطيفة تعرف أنه يحبها، ويقال له إنها من أخيه القادم، فهذا يغرس الحب في نفس الطفل الصغير، وبعدما يكبر ويدرك أكثر يمكن مصارحته بالحقيقة وأنك فعلت هذا حتى لا يُغار من أخيه. كما يمكن أن تضع الأم صورة كبيرة للطفل الأكبر بجوارها بعد ولادة الطفل الجديد، تعبيراً واضحاً عن حبها لابنها الأكبر، كما يمكن للأم أن تفهم الطفل الأكبر لو كان في سن يسمح له بالاستيعاب أن الطفل الجديد سيأخذ غالبية رعايتها ووقتها واهتمامها ولكن هذا لا يعني أن حبها له قل، ولكن لأن أخاه أصغر وأضعف فهو بالتالي بحاجة إلى رعاية أكبر منه، وتفهمه أنها كانت تفعل معه المثل تماماً حينما كان صغيراً في سنه.