شكلت عمان على امتداد التاريخ مركزاً حضارياً نشطاً تفاعل منذ القدم مع كل مراكز الحضارة في العالم القديم، وبينما كانت عمان واحدة من المراكز الحيوية على طريق الحرير بين الشرق والغرب فإنها كانت كذلك مركزاً تجارياً وبحرياً مزدهراً في المحيط الهندي حتى السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر ومن ثم امتدت علاقاتها إلى مختلف القوى الدولية منذ وقت مبكر وتفاعلت بقوة مع محيطها الخليجي والعربي والدولي باعتبارها مركزاً للتواصل الحضاري مع الشعوب الأخرى.
أسماء عمان
عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن أبرز أسمائها (مجان) و(مزون) و(عُمان) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد فاسم (مجان) ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين.
اما اسم (مزون) فإنه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية باسبقة وكلمة (مزون) مشتقة من كلمة (المزن) وهي السحاب والماء الغزير المتدفق (عمان) فإنه يرتبط بهجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في اليمن، كما قيل إنها سميت بعمان نسبة إلى عمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وقيل كذلك إنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم.
التقسيمات الإدارية
يعد التقسيم الإداري للسلطنة من الملامح المميزة للدولة العصرية فقبل عام 1970م لم يكن هناك مثل هذا التقسيم الإداري الواضح والشامل الذي يعزز في النهاية جهود التنمية الوطنية.
يضم التقسيم الإداري لسلطنة عمان أربع محافظات هي: محافظات مسقط وظفار ومسندم والبريمي حيث تمثل كل منها أهمية خاصة إدارية وجغرافية واقتصادية وعلى نحو متكامل مع المناطق الخمس الأخرى وهي مناطق:
الباطنة، والظاهرة، والداخلية، والشرقية، والوسطى، وتضم كل من هذه المحافظات والمناطق عددا من الولايات يصل مجموعها الكلي إلى 61 ولاية.
تراث عالمي
تميز عام 2006م بتحقيق إنجاز دولي مهم تمثل في إدراج 5 أفلاج ضمن سجل التراث العالمي لمنظمة اليونسكو وهي فلج دارس وفلج الخطمين بولاية نزوى، وفلج الملكي بولاية ازكي، وفلج الميسر بولاية الرستاق، وفلج الجيلة بولاية صور.
ويعد هذا الإنجاز عرفانا من المنظمة الدولية بالجهود التي تبذلها السلطنة لنظام الافلاج العمانية والمحافظة على هذا التراث الوطني من الاندثار.
وتعتبر الأفلاج من أنظمة المياه المعمول بها في السلطنة منذ زمن بعيد وهي عبارة عن بئر رئيسي حفر في منطقة جبلية إضافة إلى عدة آبار بجانبه، ثم تم الوصل بين قاع الآبار من تحت الأرض بشكل انحداري باستخدام قناة تسمح بجريان المياه الجوفية من البئر الأولى وحتى البئر الأخيرة، ثم تستمر القناة في الجريان متجهة نحو سطح الأرض، أي أنه بعبارة أخرى: ماء يجري عبر قناة مشقوقة في الأرض ومصدره الأساسي المياه الجوفية الباقية من مياه الأمطار التي تمكث في طبقات الأرض.
السياحة
يعد قطاع السياحة واحداً من القطاعات الاقتصادية التي شهدت تحولات جذرية على مدى سنوات النهضة الحديثة، فبعد أن كان الاهتمام مركزا على إنشاء فنادق متفرقة في عدد من مناطق السلطنة لخدمة الحركة السياحية انتقلت السلطنة إلى إنشاء المدن السياحية المتكاملة بحيث يتم استغلال المقومات السياحية العديدة التي تتميز بها مختلف مناطق البلاد.
وفي هذا الإطار يمكن أن نتحدث عن مشروع الموج مسقط الذي بدأت أعماله الإنشائية في عام 2006م ومن المتوقع أن تنتهي في عام 2013، ويعد المشروع واحداً من المشاريع التي ستحدث نقلة نوعية في القطاع السياحي من خلال ما يوفره من مزايا متعددة وما يضمه من منشآت سياحية ذات مستويات متميزة.
كما يعتبر مشروع المدينة الزرقاء الذي سيقام بمنطقة السوادي من أكبر المشاريع السياحية التي ستشهدها السلطنة، إذ تبلغ تكلفته الاستثمارية للمشروع 15 مليار دولار، وسيقام على مراحل تستغرق فترة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات.
وتتألف المدينة من عدة فنادق فخمة ومنتجعات سكنية وناد وملعب للجولف ومتحف وحوض مائي كبير، ومن المقرر أن تستوعب المدينة الزرقاء 200 ألف نسمة.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الجهود من قبل وزارة السياحة والشركات العمانية للترويج للسلطنة والفعاليات والمهرجانات التي تقام في البلاد خاصة مهرجان مسقط ومهرجان خريف صلالة، فإن الإقبال على زيارة السلطنة أصبح أكبر مما مضى.
وخلال عام 2006م ازدياد التدفق السياحي تتطلع السلطنة إلى مضاعفة عدد الغرف الفندقية من 8 آلاف غرفة حالياً لتصل إلى 16 ألف غرفة بحلول عام 2010.
وخلال عام 2006م أنجزت وزارة السياحة عدداً من المشاريع، أهمها تطوير حصن طاقة الذي تم افتتاحه في أغسطس من العام المذكور.
وتم خلال شهر ديسمبر 2006م افتتاح كهف الهوتة بولاية الحمراء بالمنطقة الداخلية، ويعد المشروع بداية لتقديم أنماط جديدة من المشروعات السياحية ومنتجا سياحيا يختلف في الشكل والمضمون عن المنتجات السياحية الأخرى، ويتميز الكهف بحجمه الكبير وبطبيعة جميلة تتجلى في التكوينات الصخرية المتنوعة الأشكال والألوان بجانب سهولة الوصول إليه من خلال شبكة الطرق القائمة في البلاد.