|
إلى أين ...؟!
|
مثلي مثلكم، أحزنني ما حدث..
وهزني هذا العمل المشين الذي قُتل بسببه هذا العدد الكبير من الأبرياء..
ودمّر بعض ما بنيناه على مدى سنوات..
في جهد غير مسبوق..
من مالنا..
وعرق جبين الأحياء والأموات من أبناء الوطن..
***
مثلي مثل كل مواطن..
كأي إنسان..
آلمني هذا المشهد الدامي..
وهذه الممارسة الشاذة..
وأدمى قلبي كثيراً هذا التصرف المجنون..
***
فالرياض، عاصمتنا وحبنا الكبير..
هذه المدينة الفاتنة..
والوردة التي يفوح شذاها على امتداد فيافي وصحارى الوطن..
زرعناها على مدى سنوات طويلة لتبدو زاهية رائعة وبما هي عليه من جمال آخاذ..
واسقيناها من حبنا وحناننا ما منحها كل هذا البريق الجميل..
وأرويناها من دفق قيمنا وأخلاقنا الكثير والكثير..
واخترناها عاصمة لنا..
ومصدراً لخير العالم..
***
أسأل نفسي..
وأسألكم بعد ذلك..
ما الذي حدث لكي نتنكر لها..
ونشوِّه لمسات الجمال والإبداع فيها..
وماذا دهانا حتى ندمرها على ساكنيها..
بلا رحمة..
وفي عمل مجنون..
يأخذ شكل الإرهاب..
في أعمال انتحارية..
بأساليب لا يقدم عليها إلاّ سفاح قاتل..
***
أبحث عن سبب واحد يبرر لمثل تلك المشاهد الدامية..
عن حجة أتكئ عليها لإقناع نفسي بما حدث..
فلا أجد شيئاً..
لأعود كما بدأت..
حزيناً..
متألماً..
وقد تأكد لي أن هذا عمل انتحاري دخيل على مجتمعنا.. ومرفوض من الجميع..
ويجب أن يطوق ولا يسمح بتكراره.
خالد المالك
|
|
|
وداعاً «للأمم المتحدة» ومرحباً «بأمريكا الثورية»
|
الكاتب الأستاذ «عبدالإله بلقزيز» اصدر كتابا عام 1999م أشبهه بالبيان السياسي تحت عنوان «ماذا تبقى من الأمم المتحدة» يتبعه عنوان فرعي آخر «في
العدوان على العراق والمجتمع الدولي»، شن فيه هجوماً شديداً ولاذعا على الولايات المتحدة الأمريكية، لما قامت به من تمرينات سياسية، داخل «الأمم
المتحدة» قلصت من دورها السياسي، واصبحت غطاء شرعياً للسياسة الأمريكية للهيمنة على العالم.
مع ان الكاتب «بلقزيز» وفي مكان آخر من هذا الكتاب يرى أن «منظمة الأمم المتحدة»، لم تكن في النهاية الا منظمة المنتصرين في الحرب، الذين توافقوا
على ان لا تقوم حرب كبرى بينهم «خاصة ان الأمم المتحدة تأسست على خلفيات انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانتهاء الدور «لعصبة الأمم»، التي لم
تنجح أن تكون منظمة عالمية فعلا، وأن تمنع وقوع الحرب بين الدول.
ويضيف أن الداعين لهذه المنظمة، هم أولئك الذين حسموا الحرب العالمية الثانية، الذين بحثوا عن صيغة للتنظيم الدولي، تمثل قوتهم في الميزان الدولي خاصة
أمريكا، بريطانيا، روسيا، فرنسا. ولم يكن الآخرون في ركابهم سواء أنصارا وتابعين تسري عليهم حكما قوانين الكبار لكن مناطق التماس العسكرية في
دول «الجنوب» كثيرة. ونرى الآليات العسكرية «للأمم المتحدة» التي تحاول أن تخفف من حدة التوتر في هذا البلد أو ذاك اذ يمكن القول ان بعضا من دول
«الجنوب» ليسوا أنصارا لصيغة «التنظيم الدولي» ولا تسري عليهم قوانين الكبار، وصيغة «مجلس الأمن» بقراراته لم تعد مجدية.
وهناك بعض من الساسة والمثقفين في محيطنا العربي والإسلامي يتساءل لماذا لا نرى الأمم المتحدة في جغرافيتنا الا عبر آلياتها العسكرية أي وفق قرارات
«مجلس الأمن» أحد هياكل الأمم المتحدة؟
والإجابة على هذا أن «الأمم المتحدة» حتى في هياكلها ذات البعد الحضاري والإنساني غير مقبولة في دولنا، يكفي ما سمعناه من ضجيج لغوي انتشر في
فضائنا العربي والإسلامي، رافض للمؤتمر الدولي «للسكان والتنمية» الذي يرعاه «المجلس الاقتصادي والاجتماعي» احد اهم الهياكل للأم المتحدة الذي
انعقد في القاهرة عام 1934م ورافض «للمؤتمر العالمي للمرأة» الذي انعقد في بكين عام 1995م وآخرها الاحتجاج والكلام الكثير من قبل مثقفينا
الرافض «لوثيقة التنمية البشرية» التي اصدرتها الأمم المتحدة قبل عدة شهور. حتى بعض الوثائق الشهيرة مثل «حقوق الإنسان، الطفل، العمل، المرأة.. إلخ»
نتحفظ عليها. وحين ترفض بعض من دول الجنوب «الصيغ الحضارية والمدنية والإنسانية» فانها ترفض الفصل بين «الشرطة والكسموس» ترفض أن تسير في
مواكب «الحداثة» وتبقى ملفاتها السياسية «متسخة» داخليا والتي تحتوي على أجندات بتخريج «خلايا الشر» التي تقوم بأعمال خارجية تتعرض للأمن
الدولي أو ما تسميه هذه الخلايا «دار الكفر» وفسطاط أهل «النار».
اذاً الأمم المتحدة لم تعد مجدية مع هذا العالم، «مجلس الأمن» لم يخفف من حالة «الاحتراب»، و«المجلس الاقتصادي والاجتماعي» لم يخفف من حالة
الشرطة.
وأمام هذا الوضع يمكن ان اقول «مرحباً بالوصفة الأمريكية الجديدة» ووداعاً للأمم المتحدة ونشير هنا لما قاله احد الساسة، يكفي من أزمة العراق «أنها
ألغت الأمم المتحدة التي لم تعد مجدية لمتطلبات العصر».
عبدالله محمد المحيميد جدة
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|