|
إلى أين ...؟!
|
مثلي مثلكم، أحزنني ما حدث..
وهزني هذا العمل المشين الذي قُتل بسببه هذا العدد الكبير من الأبرياء..
ودمّر بعض ما بنيناه على مدى سنوات..
في جهد غير مسبوق..
من مالنا..
وعرق جبين الأحياء والأموات من أبناء الوطن..
***
مثلي مثل كل مواطن..
كأي إنسان..
آلمني هذا المشهد الدامي..
وهذه الممارسة الشاذة..
وأدمى قلبي كثيراً هذا التصرف المجنون..
***
فالرياض، عاصمتنا وحبنا الكبير..
هذه المدينة الفاتنة..
والوردة التي يفوح شذاها على امتداد فيافي وصحارى الوطن..
زرعناها على مدى سنوات طويلة لتبدو زاهية رائعة وبما هي عليه من جمال آخاذ..
واسقيناها من حبنا وحناننا ما منحها كل هذا البريق الجميل..
وأرويناها من دفق قيمنا وأخلاقنا الكثير والكثير..
واخترناها عاصمة لنا..
ومصدراً لخير العالم..
***
أسأل نفسي..
وأسألكم بعد ذلك..
ما الذي حدث لكي نتنكر لها..
ونشوِّه لمسات الجمال والإبداع فيها..
وماذا دهانا حتى ندمرها على ساكنيها..
بلا رحمة..
وفي عمل مجنون..
يأخذ شكل الإرهاب..
في أعمال انتحارية..
بأساليب لا يقدم عليها إلاّ سفاح قاتل..
***
أبحث عن سبب واحد يبرر لمثل تلك المشاهد الدامية..
عن حجة أتكئ عليها لإقناع نفسي بما حدث..
فلا أجد شيئاً..
لأعود كما بدأت..
حزيناً..
متألماً..
وقد تأكد لي أن هذا عمل انتحاري دخيل على مجتمعنا.. ومرفوض من الجميع..
ويجب أن يطوق ولا يسمح بتكراره.
خالد المالك
|
|
|
حقيقة الأطماع الأمريكيةفي نفط العراق! د.عاطف معتمد عبد الحميد
|
فتش عن الثروة، شعار رفع طوال القرن التاسع عشر والعشرين لتفسير تكالب الدول الأوروبية على ثروات الشعوب الأفريقية والآسيوية واستعبادها وسحق
أبسط طموحاتها في امتلاك ناصية مصيرها. وحتى الحرب العالمية الثانية عاشت الولايات المتحدة في عزلة جغرافية «ممتعة» بعيدة عما يجري في العالم بألوانه
وصراعاته المتباينة.
وجاء اشتراك الولايات المتحدة في الحرب ضد المانيا الهتلرية ليفتح اعين الولايات المتحدة على ما كان مخبأ عنها وهى بعيدة في عزلتها بين المحيطين الاطلسي
والهادي، وبعد أن كان الاستعمار الأوروبي يسيطر على الفحم والماس والخامات الزراعية بل ويستعبد البشر وينقلهم بالالاف إلى قارات اخرى، اقترن
دخول القوة الفتية الجديدة الحلبة الاستعمارية بظهور البترول كقوى ليست اقتصادية فحسب بل وسياسية في المقام الاول. ووقع الشرق الاوسط (الغارق في
الثروة والأيديولوجيا الدينية) تحت دائرة الاطماع الأمريكية التى اتشحت بثياب جديدة تسترت خلفها صور متنوعة من خطط النهب الاستعماري.
فكر المؤامرة
وقد نتفق مع الأغلبية ونرى في الغزو الأمريكي للعراق ترجمة مباشرة للسيطرة على النفط، وربما يختلف البعض مع هذه المقولة متهكما على سيطرة فكر
المؤامرةعلى ثقافتنا ويؤكد ان الغزو جاء تنفيسا عن «فائض القوة» الأمريكية واحلام الهيمنة. وربما رأى فريق ثالث في الغزو والسيطرة على النفط تحقيقا
للاطماع الإسرائيلية التى تتوق الى الانتقام من العراق على احداث تاريخية ولو بأثر رجعى. وربما كانت كل الآراء الثلاثة صحيحة وما زال الباب مفتوحا
لطرح تفسيرات اخرى، غير ان هدف السطور التالية ان ننتقل من الحديث «الوصفي» بأن العراق يمتلك ثروة بترولية «هائلة» إلى لغة الارقام ربما تنجلى لنا
مساحة مهمة من الصورة الغائمة عن السعي المحموم للسيطرة على نفط العراق. والارقام التى سنوردها فيما يلي مستمدة من بيانات مراكز أبحاث أمريكية
كوكالة الطاقة الامريكية EIA بتاريخ فبراير 2003 حتى يكون الشهود من اهلها، ولنبدأ مباشرة بما كتبوه عن ثروة العراق:
1 يملك العراق احتياطياً مؤكداً من النفط قوامه 112 مليار برميل وهو بذلك ثاني دول العالم. بل ويتوقع البعض ان يفوق الاحتياطي في العراق نظيره في
دول الخليج باكمال البحث والتنقيب في الأراضي العراقية التي لم تلق مسحا جيولوجيا كاملا. ولنا ان نتخيل ذلك والعراق منشغل بالحروب منذ ما يزيد
عن 20 عاما ومحاصر منذ أكثر من 12 سنة ولم تصله بعد احدث تقنيات التنقيب ( والتي ستكون بالطبع امريكية منذ الان) وعلى رأس هذه التقنيات
البحث الجيولوجى بالمجسات ثلاثية الابعاد 3D seismic وستحل هذه التقنيات محل اساليب قديمة مستخدمة منذ الثمانينيات مثل الحقن المائي
Water injection (flooding)
2 ان كثيرا من قطاعات الصحراء الغربية العراقية لم ترسم لها خرائط بتروجيولوجية دقيقة ويتوقع ان توجد فيها كميات كبيرة من النفط وتشير التقديرات
الأولية إلى احتمال وجود 100 مليار برميل أخرى. ويصنف الاقتصاديون حقول النفط العراقية في المرتبة الاولى في العالم من حيث انخفاض تكلفة الانتاج
لوجود الخام على مقربة من السطح وعدم وجود عقبات جيولوجية.
3 يحوي العراق 73 حقلا بتروليا لا يستغل منها بشكل كامل سوى 15 حقل. ويمكن تخيل صغر حجم النفط العراقى مقارنة بالمخزون اذا ما عرفنا ان
الآبارالمنتجة في العراق تتراوح بين 1500 الى 1700 بئر بينما يتوقع ان تصل الآبار باستكمال البحث الى ما لا يقل عن 100 ألف بئر.
4 رغم الامكانات النفطية الكبرى تبدو الطاقة النفطية في العراق معطلة وقاصرة على حقلين رئيسيين الأول:
حقل الرميلة في الجنوب وبهذا الحقل 663 بئرامنتجا . ونتذكر ان اهم إعلان قدمته قوات التحالف في بداية الاجتياح العسكري في نهاية شهر مارس الماضي
هو «السيطرة على حقل الرميلة» واعتبر ذلك نصرا سياسيا كبيرا. أما الحقل الرئيسي الثاني فهو حقل كركوك وبه نحو 337 بئراويعاني من مشكلة تعرضه
للاستنزاف بسبب التركيز عليه منذ فترات طويلة (اكتشف في سنة 1927) وخاصة خلال فترة الحصار. ويحتاج الحقل إلى دراسات حديثة واستثمارات
اضافية. وكما في الجنوب كان هدف قوات المظليين التي دخلت إلى شمال العراق السيطرة على حقول النفط منذ الأسبوع الأول للحرب.
5 قبيل غزو الكويت (اغسطس من عام 1990) كان الانتاج النفطي العراقي يبلغ 3،5 ملايين برميل يوميا انخفض مع الحرب والحصار الذي ضرب حول
العراق الى 3،0 مليون برميل يوميا فقط أي بما لا يزيد عن 9 % من انتاج ما قبل الحرب، وتراوح الانتاج بين عامي 1995 و2003 بين 2،1 7،2
مليون برميل ( بنسبة تتراوح بين 35 إلى 70 % من انتاج ما قبل غزو الكويت). ورغم قدرة النفط العراقى على ان يتخطى انتاجه اليومى 4،5 مليون
برميل الا ان الحصار الذى فرض عليه حسب ارقام الانتاج ( لاعتبارات سياسية واقتصادية ) بين 2 و 2،5 مليون برميل.
6 تمثل الحقول الجنوبية عصب الانتاج العراقي الحالي بنسبة تزيد عن 65 % وتتمثل أهم الحقول في : الرميلة الشمالي والرميلة الجنوبي (1 ،3 مليون برميل
يوميا)، القرنة الغربية (225 ألف برميل / يوم)، الزبير (220 ألف برميل/ يوم) مجنون ( 50 ألف برميل/يوم) جبل فوقي (50 ألف برميل/يوم) أبو غراب
( 40 ألف برميل/يوم) أبو زرقان (40 ألف برميل/ يوم)، لهيث (30 ألف برميل/ يوم). والنسبة الباقية (35 % ) تأتي من الحقول الوسطى والشمالية
كحقول كركوك (720 ألف برميل/يوم) باي حسن ( 100 الف) جامبور ( 50 ألف) خباز ( 4 آلاف) صدام ( 30 ألف ) حقول شرق بغداد ( 20
ألف) عين زالة ( 10 آلاف).
7 في ابريل من عام 1995 سمح قرار الأمم المتحدة رقم 986 والمعروف باسم برنامج النفط مقابل الغذاء أن يصدر العراق ولمدة ستة أشهر قابلة للتجديد
النفط (الخام فقط) لشراء الضروريات الإنسانية على أن يخصم من أجمالى التصدير العراقي نحو 25 % من عائدات النفط تدفع للمتضريين من غزو الكويت
والأمم المتحدة التى تضطلع ببرنامج التفتيش على الأسلحة (كان العراق يدفع رغما عنه للمفتشين سواء اتوا أو رفض هو قبولهم). وكانت الولايات المتحدة
ترصد تصدير غير قانوني خارج الحدود التي تسمح بها الام المتحدة بما يعادل نحو 0 ،5 مليون برميل يوميا إلى كل من تركيا والاردن وسوريا والامارات
وقدرت الصحافة الأمريكية ان هذه الكمية تدر سنويا عائدات تتراوح بين 1 الى 2 مليار دولار سنويا (من 1997 الى 2002 ) على الرغم من انها
كانت تباع باسعار زهيدة نتيجة «عدم قانونية» تصديرها. وكانت الولايات المتحدة أولى الدول المستوردة للنفط العراقي بمقدار 1 ،2 مليون برميل يوميا
ويتجه نحو 0 ،5 مليون برميل لأوروبا ونحو 150ألف برميل إلى آسيا ونسبة أخرى إلى تركيا والآردن وسوريا. وكان تدفق النفط العراقي إلى الولايات
المتحدة أكبر معوض لتوقف النفط الفنزويلي مع اضطراب الاحداث بها منذ ديسمبر 2002.
تأهيل حقول النفط
قدم مجلس العلاقات الخارجية بالكونجرس الامريكي قبيل الحرب بأقل من ثلاثة شهور (ديسمبر 2002) دراسة للادارة الامريكية حول نفط العراق أكد
فيها على مجموعة من النقاط ربما ينظر إليها كمحفز أساسي في الأسراع باعلان الحرب على العراق. وهذه النقاط هي:
1 أن البنية الأساسية لقطاع النفط العراقي تعيش حالة متدهورة للغاية وتحتاج إلى «إعادة اعمار» لانقاذ الانتاج النفطي الذي يتدهور سنويا بنسبة 000
،100 برميل يوميا.
2 ان اعادة اعمار القطاع النفطي العراقي تحتاج إلى استثمارات تقدر بمليارات الدولارات وتحتاج إلى شهور ان لم يكن سنين. وستحتاج تكلفة وحدات
التصديرالحالية نحو 5 مليار دولار بينما تحتاج تكلفة إعادة الانتاج إلى ما كان عليه قبل عام 1990 إلى 8 مليار دولار.
3 لا تستطيع الامكانات العراقية الحالية بالاضطلاع بجهود اعادة تحديث القطاع النفطي ولا بد من الاستعانة بشركات «خارجية». وربما سيلجأ العراق إلى
دول «عديدة» للمساعدة في ذلك. وكان العراق قبيل الحرب قد ابرم عقودا لتحديث قطاع النفط وقطاعات اقتصادية اخرى مع شركات صينية وفرنسية
وروسية والمانية بقيمة 38 مليار دولار ( نفس هذه الدول هي التي عارضت الولايات المتحدة في حربها على العراق. وتحرمها الولايات المتحدة من المشاركة
في اعادة الاعمارعقابا لها).
4 يتوقع ان يشهد اعادة بناء قطاع النفط العراقي منازعات بين الشركات العاملة حاليا والتي لها عقود مبرمة والشركات التي ستدخل في المنافسة (الحديث
هنا عن التخطيط لما بعد الاطاحة بحكومة العراق). وبالفعل اشتبكت شركات النفط الروسية وعلى رأسها شركة لوك اويل في منافسة حامية مع
الادارة الامريكية للحفاظ على عقودها المبرمة مع النظام العراقي السابق لتطوير الانتاج في حقول القرنة بجنوبي العراق والتي يتوقع ان تحتل المرتبة الثانية ( بعد
الرميلة) في انتاج النفط العراقي بانتاج مليون برميل يوميا (الانتاج الحالي 225 ألف برميل/ يوم).
5 سيتعرض المخزون العالمي للنفط للضرر الشديد اذا ما قامت الحكومة العراقية خلال أي ظرف ( أي خلال شن الحرب عليها) بتلغيم آبار النفط
وتدميرها. واعتمدالتقرير هنا على معلومات نقلها الاتحاد الوطني الكردستاني في مطلع فبراير2003 بان النظام العراقي قد لغم حقول كركوك الشمالية.
وبالطبع كانت هذه نقطة هامة للقوات الامريكية التي كانت منشغلة خلال أشد معارك الناصرية وام قصر بمسح حقول النفط الجنوبية والتأكد من عدم
تلغيمها أو تعرضها للتفجير. وكذلك كانت مهمة قوات المظلات التي انزلت قرب حقول النفط الشمالية.
6 ان العراق كان قد أعد خطة لتطوير الانتاج النفطي به بمجرد رفع الحصارعنه ليصل إلى 6 ،3 مليون برميل يوميا ( نحو ثلاث امثال ما هو عليه خلال
الحظر) وان ذلك قد يحتاج إلى سنوات بشرط تحديث قطاع الانتاج واتاحة الفرصة لشركات استثمار عالمية المستوى وبرؤوس اموال ضخمة.
وبعد، يبدو أن لا شئ يجب أن يضاف فالاطلاع على بعض هذه الارقام تمنحنا فرصة أفضل للتأمل. وقد صار جليا لمن يتهمون بأن فكر المؤامرة يسيطر
عليهم ليل نهاران يبتسموا قائلين لا داعي لهذه الاتهامات فليس بعد وضوح الشمس من دليل.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|