إعداد: وفاء الناصر
ذكر باحثون ألمان أنه كلما تقدمت المرأة بالسن يزداد ارتخاء الأحبال الصوتية بالحنجرة، وبالتالي يصبح الصوت غليظاً ومرتعشاً وتزداد شدته، وتتفاقم هذه الحالة بشكل خاص عندما تكون المرأة مدخنة أو مصابة بالبدانة، أو بأمراض معينة بالعنق والحنجرة.
ومشكلة خشونة الصوت تحدث لدى نسبة كبيرة من السيدات ممن تخطين مرحلة الشباب وبدأن الدخول في مرحلة الشيخوخة.. فالصوت يكون ناعماً وبشكل طبيعي عندما تتلامس الأحبال الصوتية بطريقة طبيعية وتكون خالية من الالتهابات أو الاحتقانات، وتتحرك للداخل والخارج بحيث تلتقي عند التحدث وتبتعد في أوقات الصمت، وبعد بلوغ سن اليأس قد تعاني بعض السيدات مشكلة خشونة الصوت بسبب قلة الهرمونات الأنثوية مثل هرمون الإستروجين والبروجيستيرون، التي تعمل بدورها على نعومة الأغشية المحيطة بالحنجرة، وتعطي نوعاً من التردد والتماس الذي يسهل حركة الأحبال الصوتية، ويأتي سن اليأس عند المرأة لتقل معه الهرمونات الأنثوية وبالتالي تحدث غلظة للأغشية المخاطية في الحنجرة وتتغير طبيعة الأحبال الصوتية عن ذي قبل وتنتج خشونة الصوت. بالنسبة للسيدات المدخنات فتتفاقم لديهن هذه المشكلة بشكل كبير وبخاصة في سن اليأس، بالإضافة إلى الضرر الذي سيلحق بالجهاز التنفسي العلوي والسفلي بسبب التدخين.
والاحتقانات في الأحبال الصوتية، وزيادة احتمالات الإصابة بالأورام خاصة سرطان الحنجرة ومن الممكن أن يستعيد الصوت حيويته ويتم التخلص من الخشونة فيه من خلال طرق طبية متبعة حالياً في الدول الأوروبية، وهي تعتمد على زراعة أجزاء صناعية بديلة وبعض شرائح الأنسجة الشحمية داخل العنق، على أن تلتزم المريض في مرحلة العلاج بالراحة التامة واتباع إرشادات طبية صارمة لعدة أسابيع بعد الخضوع للجراحة، حتى يتم تعديل الصوت ويعود إلى الوتيرة الطبيعية له، لكن تكاليف هذا النوع من العلاج مرتفعة جداً.
ويسعى الباحثون في المراكز العالمية للوصول إلى طريقة جديدة تعتمد على استخدام مادة تسمى (البوتيلزوم) يمكن من خلالها الوصول بالصوت إلى النقاء ويستخدم معظم الجراحين الاختصاصيين مادة البوتيلزوم لمعالجة بحة الصوت وجعله نقياً، وهم يأملون أن يصلوا إلى الوقت الذي يمكن أن يضيفوا فيه هذه المادة إلى قائمة المواد المستخدمة في جراحات التجميل في المستقبل القريب، من أجل تصغير عمر الإنسان من خلال صوته والتغلب على أعراض الشيخوخة.