لا يختلف اثنان في أن الإعلام الإسلامي يقف في مفترق طرق.. في وقت تمر الأمة فيه بمحنة لا تخفى على كل ذي بصيرة..
ويحمل الإعلام رضي أم أبى - وزراً من صناعة هذه المحنة.. فالعالم يتداعى على أمتنا.. والإعلام الآخر يغرقنا بسيول جارفة من المادة الخبرية والثقافية والتحليلية بشكل أشبه بالعاصفة.
هل يدرك القائمون على أمر الإعلام الإسلامي أين يقفون؟ وإلى قبلة يتجهون؟ وأي نوع وأي مقدار من الزاد يحتاجون؟ إن المرحلة جد خطيرة، والموقف على قدر كبير من الحرج.. وما أحوجنا إلى البصيرة والحكمة والرؤية المتعمقة في طرحنا الإعلامي.. كماً ونوعاً وتوقيتاً.. بالفعل الإعلام الإسلامي اليوم أمام تحديات تستدعي أن يلملم أطرافه ويستنفر قدراته، ويركز انتباهه.. بشكل يجعله يستصحب كل أدوات التجديد والمعاصرة والمواكبة.. التجديد في الفكر وفي الوعي وفي الاستيعاب، وفي لغة الخطاب.. وفي مواكبة فهم المتلقي واستشعار همومه الحقيقية، وملامسة واقعه، دون التنكر للمشكلات المحورية والمصيرية والقضايا السياسية. آن لنا أن نوظف كل القدرات.. ونعترف بكل مظاهر التقاعس التي تعتري إعلامنا، ونتوجه نحو المستقبل حاملين أدوات العصر ومفرداته.. ومتناغمين مع إيقاع خطواته المتسارعة.. بشيء من الفهم والوعي والإدراك لما يحدث وما سيحدث حولنا وبنا.
تركي البسام - tb787@hotmail.com