ربما لا ندرك نحن الكبار كم هي مدهشة عقول أطفالنا، لكن الخبراء باتوا يعرفون هذه الحقيقة بشكل جيد، ويؤكدون أن تنمية خلايا المخ تحفزها على التطور، وهذا يعني أننا مطالبون بالعمل على تنمية أذهان أطفالنا منذ بداية حياتهم، وأقصر طريق لذلك هو من خلال مواصلة التفاعل معهم بصورة مستمرة.
وكما يرى الخبراء تكمن أهمية العلاقة القوية والحميمة بين الآباء والأبناء في أنها توجد حلقات وصل بين خلايا ومناطق المخ وتعمل على تنميتها، وأول نصيحة في هذا الشأن هي أن نتحدث معهم دائماً، فالطفل ابتداء من سن 18 شهراً يبدأ تخزين الكلمات في ذهنه، وتتولد لديه القدرة على إدراك أن هذه الكلمات أسماء للأشياء المحيطة به، وأن كل شيء حوله له اسم وصفة، والخطوة الثانية على هذا الدرب تتمثل في أن نمنح أطفالنا الفرصة لأن يعبروا عن أنفسهم، وأن يحاولوا الخروج من المآزق التي يتعرضون لها بأنفسهم، فمثلا لا داعي لأن نهب لمساعدة الطفل عندما يبكي لأنه لم يتمكن من تركيب المكعبات كما يريد، علينا أن نقوم بتوجيهه فقط وندعه يحاول بنفسه، وأن نقرأ لهم بصفة يومية، فقد تبين أن الأطفال الذين يقرأ لهم آباؤهم بصفة يومية يبدؤون الحديث في وقت مبكر، ويقرؤون بشكل أفضل عند دخولهم المدرسة، ويفكرون بطريقة جيدة، وذلك مقارنة بأقرانهم المحرومين من هذه الميزة.
ولكي يستفيد الطفل من القراءة بصورة أكبر، علينا أن نعمل على تنمية خياله، فمثلاً لا نقرأ له القصة في جلسة واحدة بل على عدة جلسات، ونحفزه في أعقاب كل جلسة على التفكير في الأحداث المقبلة، كما يشجع الخبراء على ضرورة التواصل الاجتماعي مع الغير، وذلك بأن نسمح لأطفالنا باللهو واللعب مع أطفال في مثل أعمارهم لكي يتعلموا أهمية المشاركة فتنمو مهاراتهم، ويكتسبوا مهارات جديدة.