من خلال أدائه لدور أليكس فليتشير، نجم البوب البريطاني الذي بلغ أوج عظمته كان في فرقة موسيقية، هيو جرانت، أحد نجوم فيلم موسيقى وكلمات يقدم لنا تمثيلاً مقنعاً بحدٍّ معقول لشخصية هيو جرانت. يتلعثم ويضع رأسه بشكل خجول على جانب واحد ويزيّن قراءات سطوره بالمؤهلات والاستطراد اللطيف، كما في: (لدينا اللّيلة، الصباح وفقط أصغر جزء من العصر).
وفيما يخص أداء الشخصيات الواقعية فإن كثيراً من السينمائيين يحبون إمتاع جماهيرهم ومحبيهم من خلال تقمص الشخصيات الواقعية شخصية تلو الأخرى. هيو جرانت على سبيل المثال لم يكن الوحيد الذي يقوم بذلك فقد سبقه كثيرين منهم على سبيل المثال لا الحصر ذلك النجم "كاري" والذي كان دائماً يقوم بدور شخصيته والذي تمتع بالعمل مع بعض أفضل المخرجين في هوليود من هاوارد هاوكس إلى ألفريد هيتشكوك.
(وحركات راقصة)
على النقيض من ذلك، فإن فيلم موسيقى وكلمات من نوع إنتاج هوليود الحديث الذي لا يتطلّع لشيء أكثر من النشر البارع للتسلية المعتدلة والعاطفة السهلة. أما الكاتب والمخرج، مارك لورانس فيقدم بعض الخيال بينما يسخر من أساليب الأغاني المصوّرة في العصور المختلفة، ويقوم بتدبير قليل من الابتكار الطريف لجعل الثنائي الأساسي في الفيلم شريكين مبدعين بالإضافة إلى عاشقين محتملين. تقوم بالبطولة النسائية أما هيو جرانت هي درو باريمور، التي تقوم بدور صوفي التي تصل إلى شقّة أليكس وتنتظر لمساعدته لتلحين الموسيقى الجميلة. أو على الأقل، ألحان البوب المرحة. أليكس، الذي يكسب دخلا محترما وإن كان بشكل مذلّ من خلال أداء أغانيه القديمة (وحركات راقصة) على ساحة المعرض الآنسة بينيت وجه جديد في الأفلام الطويلة، تقدم نفسها كوميدية حاذقة ومتمرسة بشكل كاف، وتقدم الروحانية بلا معنى.
كما أنها تطلب أغنية أيضا من أليكس، لكن هديته هي للعبارات النغمية بشكل محدد. ثم نصل إلى صوفي، التي كانت في يوم من الايام كاتبة طموحة قبل أن يتخلّص منها أستاذها، الروائي المشهور (أداء بكامبيل سكوت) والذي قام بتكوين شخصية عنها في كتاب من كتبه الأكثر رواجا.
ابتذاله سهل
تعاون صوفي مع أليكس يواجه العقبات وسوء التفاهم المتوقّع، وبينما لا توجد هناك الكثير من الكيمياء بين السّيد جرانت والآنسة باريمور، إلا أنهما محترفان بما فيه الكفاية لعمل الفيلم مع إرسال لمحات ساحرة ومميزة على الشاشة.
السّيد جرانت يكون في أفضل احواله عندما يسمح للمعاني الصعبة للنرجسية السافلة أن تطل من ابتذاله السهل. وما عدا كورا، فإن الشخصيات الثانوية أكثر مللا من كونهم ملهمين، مع أن كريستين جونستون تقوم ببعض اللحظات المعتوهة الكثيرة في دور شقيقة صوفي الكبرى، والتي لم يخفت اعجابها الشديد بأليكس منذ منتصف الثمانينيات، بالرغم من الزواج والأمومة.
الأغاني التي قام آدم شليسينجير بتلحينها وهي تعتبر تقديرا مؤثرا إلى برامج MTV في الحاضر والماضي. فهي تقدم رسائل تذكير رائعة من بهجة الموسيقى الشعبية السيئة الجودة.
الفيلم بنفسه لا يستطيع أن يجذب نفس النوع من الخدع تماما. نتيجة الشراكة بين أليكس وصوفي، التي تكون في الغالب اصطناعية ومخلصة معاً، نسخة موثوق بها من النوع الذي يشق طريقه إلى رأسك، ويرفض الخروج لعقود فيما بعد.