* إعداد - د.نهاد ربيع البحيري
الدكتور ياسر محمد الشهاوي استشاري أمراض النساء والولادة بمستشفى الأمين بالطائف - دكتوراه أمراض النساء والتوليد ومدرس بطب عين شمس - يعرفنا على أهم الاحتياطات الصحية المتعلقة بصحة المرأة مع صيام رمضان حيث تتعرض المرأة لبعض الظروف الصحية الخاصة التي تتطلب نوعاً من العناية وخاصة في رمضان، وتتمثل تلك الظروف الخاصة في ثلاث حالات: الحالة الأولى هي الحمل الذي يتطلب عناية خاصة ومتابعة، والثانية هي الرضاعة التي تتطلب احتياجات خاصة من أجل صحة الرضيع، أما الثالثة والأخيرة وهي الدورة الشهرية التي تعمد بعض النساء إلى تأجيلها بالعقاقير من أجل الصيام، وألقى الدكتور الضوء على أشهر التساؤلات النسائية بخصوص الصيام مثل: هل تصوم المرأة الحامل؟ هل تصوم المرأة التي ترضع؟ هل الأدوية التي تأخذها بعض النساء لوقف الدورة الشهرية أثناء رمضان آمنة أم لا؟
أولاً: المرأة الحامل: بالنسبة للمرأة الحامل فيجب أن نعلم أن الحمل ليس مرضاً بل هو وظيفة طبيعية للمرأة يصاحبها بعض التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم لخدمة هذه الوظيفة، ومن ثم فإن المرأة الحامل التي لا تعاني من أي مشكلة صحية لها أن تصوم رمضان طالما تجد في نفسها القدرة على ذلك. وهناك بعض الحالات المرضية التي تمنع فيها المرأة الحامل من الصيام مثل مريضات الكلى والقلب والكبد ومريضات داء السكري اللائي يعتمدن على الأنسولين في علاجهن وأيضاً الحوامل اللاتي سبق لهن الإصابة بجلطات الأوعية الدموية وطبعاً في حالة الحمل بتوأم أو أكثر.
أما إذا صامت المرأة الحامل بعد التأكد من قدرتها على الصيام يجب عليها الإفطار إذا أحست بهبوط في أداء الوظائف الحيوية لجسمها أو إذا شعرت بانخفاض واضح في حركات الجنين أو إذا انتابتها حالات قيء مستمر وخصوصاً في الشهور الأولى من الحمل..... ولكن في حالة استمرار المرأة في الصيام يجب عليها اتباع الآتي:
[ تناول كميات كبيرة من السوائل بين الإفطار والسحور.
[ الإفطار بشكل تدريجي فيمكن البدء بالتمر واللبن ثم تتناول من أربع إلى خمس وجبات غذائية خفيفة متقاربة ما بين الإفطار والسحور.
[ تعجيل الإفطار وتأخير السحور لتقليل عدد ساعات الصوم.
[ عدم تناول المخللات والبهارات وخصوصاً في وجبة السحور حتى لا يزيد الإحساس بالعطش أثناء الصيام.
[ ضرورة الحصول على قسط مناسب من الراحة والنوم والبعد عن مسببات القلق والتوتر.
ثانياً: المرأة التي ترضع: بالنسبة للمرأة التي ترضع لها أيضاً أن تصوم إذا وجدت في نفسها القدرة على ذلك ونلاحظ أن صيام المرأة المرضع يكون أسهل كلما كبر عمر طفلها لأنه بجانب اعتماده على ثديها في الغذاء يعتمد أيضاً على بعض الأغذية الأخرى مثل الزبادي وخلافه، أما إذا كان الطفل حديث الولادة ويعتمد كلياً على لبن أمه في الغذاء فإنه قد يتأثر إذا قل إفراز اللبن نتيجة الصيام وفي هذه الحالة ينصح بالإفطار، ومن البديهي أن أي سيدة مرضع تعاني من أمراض مثل الكلى أو الكبد أو السكر تنصح بالإفطار.
ثالثاً: تأجيل الدورة: تلجأ بعض السيدات إلى أدوية تمنع نزول الدورة الشهرية في رمضان وذلك حتى تتمكن من صيام الشهر بالكامل . وهنا يجب أن نذكر أن شريعتنا الغراء رخصت للمرأة الإفطار في فترة الدورة الشهرية، أما إذا أرادت المرأة منع نزول الدورة الشهرية في رمضان وذلك بسبب أنها تستمر عدة أيام أكثر من الطبيعي مثلاً ففي هذه الحالة يكون الرأي للطبيب الذي يقرر إذا كان هناك ضرر من تناول مثل هذه الأدوية أم لا؟ مع العلم بأن كل سيدة ليست مثل الأخرى وأن ما ينفع من أدوية لسيدة قد لا ينفع لأخرى لذا ننصح بعدم تناول مثل هذه الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب.
وأخيراً يجب أن نتذكر الجانب الروحي في شهر رمضان الكريم الذي يكون له أطيب الأثر على الحالة النفسية للسيدة الحامل أو التي ترضع مما يساعدها على أداء المهمة التي شرفها الله بها.
المرأة والاستفادة من الصيام في التخلص من الوزن الزائد
يؤكد الأستاذ الدكتور صالح أبو زيد أستاذ الروماتيزم والتأهيل بالمستشفى بأن شهر رمضان نعمة من الله على الإنسان وخاصة الشخص البدين حيث يساعده الصيام على فقدان وزنه بسهولة بما أنه يظل لفترات طويلة دون تناول أي وجبة من الغذاء ومع التكرار اليومي في رمضان يصبح حجم المعدة أصغر مما هو عليه قبل الصيام، فيتناول الإنسان البدين وجبة أقل من المعتاد ومع التكرار اليومي للصيام يعتاد البدين على هذه الوجبة وتصبح كافية لإشباعه مما يساعده أكثر على عمل نظام غذائي لإنقاص وزنه ومن السهل واليسير عليه أن يقلل من كمية الطعام التي يتناولها يوماً بعد يوم، وأن يستمر على ذلك بعد انتهاء شهر الصيام .
وحيث إن النقصان في وزن الجسم يحدث دائماً عندما يكون عدد السعرات الحرارية المكتسبة عن طريق الفم أقل من عدد السعرات الحرارية المفقودة من الجسم، وهذا ما يحدث بسهولة مع الصيام حيث يجلس البدين لفترات طويلة دون اكتساب أي من السعرات الحرارية عن طريق الفم مع المجهود العضلي والذهني الطبيعي اليومي للبدين. ...لذا يجب على من يعمل على إنقاص وزنه أن يستفيد من الصيام في مساعدته على تنفيذ نظامه الغذائي.
أما بالنسبة للرياضة مع الصيام فتحبذ أن تكون بعد الإفطار من 2-4 ساعات حيث تفرغ الدورة الدموية من هضم الطعام وتتركز أكثر على الجهاز العضلي حيث إن الرياضة تتطلب كمية زائدة من الطاقة تكتسبها من حذف الجلوكوز الموجود في الدم ، وعند نفاذ الجلوكوز من الدم نتيجة لقلته أو تعاطيه عن طريق الفم. ويقوم الجسم بالبحث عن مصدر يقوم بحرقه لتوليد الطاقة فيتجه إلى الجليكوجين المخزون بالكبد ليحوله إلى جلوكوز بالدم ثم يتجه غلى الدهون المتراكمة تحت الجلد ليتم حرقها ويحولها إلى جلوكوز بالدم..
لذا نجد أن الصيام يعتبر من أسهل الطرق لتقليل الوزن عن طريق تقليل الغذاء وزيادة الطاقة.