في ظل التنافس المحموم لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين سعت القنوات جميعها إلى تكثيف البث فيما يعرف بوقت الذروة وهو الفترة الممتدة بين صلاتي المغرب والعشاء، وهي مساحة زمانية لا تزيد عن الساعة ونصف الساعة وهو ما يؤدي بلا شك إلى تشتيت المشاهد الذي يهتم عادة ببرامج ومسلسلات التسلية والبرامج الخفيفة بصورة عامة.
وهو ما فطنت إليه القنوات فحشدت كل ما لديها خلال هذه الفترة الزمانية الضيقة ثم إنه - أي المشاهد- يسترعيه من بين هذه الأعمال ما يلامس همومه، ونحن كمشاهدين خليجيين أو سعوديين بصفة خاصة ننجذب إلى ما يناقش قضايا مجتمعنا وهو المنتج الخليجي في المقام الأول وما هو موجه إلينا تحديداً في المقام الثاني.
وفي ظل هذا الفهم فإن المشاهد السعودي لن يستطيع الخروج من دائرة مشاهدة طاش ما طاش الذي يعرض على قناة mbc الأولى بعد صلاة المغرب مباشرة، إذا إنه المسلسل السعودي الأول ذو الشعبية الطاغية الذي تخطى حدود المحلية وأصبح مشاهداً على نطاق واسع في كل أنحاء الوطن العربي، واعتاد السعوديون مشاهدته منذ ما يزيد على الأربع عشرة سنة حتى أصبح من لوازم شهر رمضان التي لا يمكن تجاوزها والتخلي عنها، في حين أن القناة السعودية الأولى وهي القناة المفضلة لدى المشاهد السعودي تبث في الوقت نفسه مسلسل تسونامي، وما بين هذا وذلك فإنه سيكون بعين ثالثة يرنو إلى قناة دبي الأولى التي تدخل سباق هذا الوقت بالذات بمسلسل غشم شم الذي أصبحت له مكانة لا يمكن تجاهلها.
كذلك فإن قناة LBC اللبنانية التي تستهدف برامجها المشاهد الخليجي عامة والسعودي خاصة تبث مسلسل عمشة بنت عماش.
وغير بعيد عن هذا فإن قناتي الوطن والرأي الكويتيتين تبثان - في نفس التوقيت - مسلسلي كاني ماني ودرويش على التوالي اللذين يمثلان الدراما الكويتية الراسخة في قلوب المتلقين في منطقة الخليج بخبرتها العريقة.
بالطبع فإن أحداً لا يستطيع أن يلوم هذه القنوات على هذه الاختيار للتوقيت فهو وإن كان سيئاً بالنسبة لمشاهد يريد متابعة كل ما يستهويه فإنها من وجهة نظر هذه القنوات فترات جيدة للبث لابد من استغلالها.