انتقل مفهوم نجم الشباك من السينما إلى التلفزيون، ففي السابق كان المنتج يعول كثيراً على من يسمون بنجوم الشباك الذين يجتذبون من المشاهدين ما يكفي لجعل الفيلم ناجحاً بمعايير الربح والخسارة.
فكم من النجوم استطاعوا بمفردهم ومن خلال أفلام رديئة في بعض الأحيان تحقيق أرباح عالية ما جعلهم هدفاً للمنتجين وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارهم في بورصة النجوم.
وفي الآونة الأخيرة انتقل هذا المفهوم إلى التلفزيون فبعد انتشار القنوات الفضائية واشتعال المنافسة فيما بينها اتجه كثير منها إلى تزيين واجهاتها بممثلين عرف عنهم أنهم نجوم شباك من الطراز الأول.
هؤلاء النجوم إما أنهم نجوم سينما انحسرت عنهم أضواؤها فتلقفتهم التلفزيونات وإما انهم نجوم تلفزيون بالدرجة الأولى لمعوا من خلال الشاشة الصغيرة وأصبحت تدخل بيته بصورة عفوية. وسواء كان هذا أم ذاك فإن المتابع ليدهش عندما يتوقف أمام الأرقام الفلكية التي يتقاضاها هؤلاء كأجور.
وإذا استعرضنا بعض ذلك نجد أن نور الشريف مثلاً كأحد الوجوه السينمائية المهمة في السبعينيات والثمانينيات قد تحول إلى نجم تلفزيوني بعد تراجع مكانته سينمائياً بسبب مزاحمة الوجوه السينمائية الشابة، إلا أنه ظل محافظاً على مكانته المتقدمة تلفزيونياً ويبرز ذلك من خلال ما يتقاضاه عن مسلسلاته وآخرها سعد الدالي الذي يعرض على LBC اللبنانية حالياً الذي تقاضى فيه مليونين ونصف المليون جنيه والحال نفسه ينطبق على يسرا التي وجدت في التلفزيون مكاناً بعد أن ضاقت المساحة التي كانت تشغلها سينمائياً وقد تقاضت عن مسلسل قضية رأي عام مليوني جنيه.
أما يحيى الفخراني فقد أصبح وجها تلفزيونياً مقبولاً جداً ومن الضيوف الذين يرحب بهم المشاهد كضيف دائم في رمضان منذ قيامه بدور سليم البدري في ليالي الحلمية؛ ما جعله مطلباً رئيسياً لكل القنوات محاولة استغلال نجوميته ما رفع سعره حتى بلغ الثلاثة ملايين عن مسلسله الذي يعرض حالياً بعنوان يتربى في عزه.
أما بطلا طاش ما طاش القصبي والسدحان فقد تقاضى كل منهما مليون ونصف المليون ريال بعد احتكار MBC للعمل مستثمرة النجاح الباهر له خلال سنوات عرضه الطويلة.
وإذا عدنا إلى مصر فسنجد أن أجر الممثل السوري جمال سليمان قد بلغ المليون ومائتي ألف عن مسلسله أولاد الليل بعد النجاح الساحق لمسلسل حدائق الشيطان الذي عرض له في رمضان الفائت.
هناك أيضاً حياة الفهد صاحبة المليون ومائتي ألف عن مسلسل الخراز، كما كان نصيب سعاد العبد الله مليوناً في هذا العام. في حين بلغ أجر فهد الحيان السبعمائة ألف والقائمة ستطول لو تتبعناها.
إثر هذا التنافس المحموم قفزت إلى الواجهة كلمة «حصرياً» فقد أصبحت القنوات تقوم بإنتاج المسلسلات لصالحها حاسمة بذلك جزءاً من المنافسة، حيث إن المسلسل لا يمكن عرضه على قناة أخرى مثلما كان يحدث في السابق إذ كانت هناك شركات إنتاج معروفة تقوم بإنتاج الأعمال ومن ثم بيعها على عدد من القنوات في وقت واحد وهذه "الحصرية" لا شك أنها أحد أهم أسباب ارتفاع أجور الممثلين.
وإذا عرفنا أن هذه القنوات تجني من رمضان إعلانياً ما يفوق دخل ستة أشهر على الأقل يتضح لنا سبب هذا اللهاث خلف الفنانين ورفع أجورهم.
بقي أن نقول إن القنوات الرسمية هي الوحيدة غير القادرة على خوض هذا الصراع في ظل الموازنات التي غالباً ما تكون محدودة وموجهة لخدمة رسالة إعلامية محددة لا تلقي بالاً إلى عملية الربح.