|
لا تعتذروا..!! |
بمثل هذه الدموع الكاذبة..
وهذا التنديد المفتعل..
بكل ما رأيناه وسمعناه من أسى وشعور بالألم مشكوك في مصداقية أصحابها..
وبهذا الذي كان صدى لسلوك السجّان المحتل في بغداد في ضوء وحول جرائمه مع سجانيه..
بهذه الاعتذارات المترددة المعلنة على استيحاء لإطفاء ردود الفعل الغاضبة..
وبكل اللقاءات الإعلامية التي وظفت للتخفيف من هول الجريمة الإنسانية بحق سجناء أبو غريب دون أن تطفئ نار الكراهية للمعتدين..
أقول للمحتلين: تباً لكم ولا تعتذروا فالجريمة أكبر من كل دموع التماسيح والاعتذارات الكاذبة..
***
ولكل الأبواق العربية المأجورة والمعادية لأمتها..
لتلك الأقلام المشكوك في انتماء أصحابها إلى العروبة والإسلامية..
لهؤلاء ولمن ينتمون إلى لغتنا وديننا ممن بلغ بهم عدم الحياء حد الدفاع عن أعمال العدو وسوءاته الأخلاقية بحق شعب العراق الشقيق..
أقول لهم: لا تعتذروا فقد ظهرتم على حقيقتكم وانكشف دافعكم وتبين للأمة حالكم..
***
إلى ما يزيد كثيراً على المليار مسلم..
عرباً كانوا أم عجماً..
وإلى الشرفاء في العالم من غير هؤلاء..
إلى ذوي الحس الإنساني والعاطفي..
والمتأدبين بأخلاق الديانات السماوية..
أسألكم لماذا غابت النخوة والانتصار للحق في تعاملكم مع هذا الموقف المقزز..؟
وأينكم من الدعوة إلى حقوق الإنسان وكرامة الإنسان وحق الإنسان في حياة حرة كريمة وشريفة؟
***
قتل وتعذيب..
وممارسات جنسية يقوم به السّجّان مع السجناء والسجينات في العراق المحتل..
وصور مؤذية تفضح الحال هناك وتنقل للعالم القليل مما يجري في السجون هناك..
فيما يكتفي العالم بالصمت ويلوذ بالفرار عن إبداء الرأي مراعاةً أو خوفاً أو نفاقاً للولايات المتحدة الأمريكية..
وكان قدر هذا الشعب أن يعيش هذا العذاب بديلاً للحرية التي وُعِدَ بها وبُشِّرَ بحلولها وعاش على أمل بإطلالتها..
***
أتساءل:
أين الضمير العالمي..
وأين العدل..
وأين عقلاء أمريكا من هذا الذي يسيء إلى تاريخها ويقوّض ما تدعيه من مبادئ وأخلاق!
خالد المالك
|
|
|
لبنى عبد العزيز تفتح خزانة أسرارها: لم أترك مصر بسبب (زوار الفجر)! |
* لقاء أيمن عبدالحميد
تعكف الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز هذه الأيام على كتابة مسلسل إذاعي للأطفال بعنوان (أجمل أم في الدنيا) وهو أول تجربة لها في مجال الكتابة الدرامية، ويتناول المسلسل مجموعة من القصص الاجتماعية الطريفة، ومن المنتظر إذاعته في رمضان القادم.
وتمثل الإذاعة عشقاً خاصاً بالنسبة إلى لبنى عبد العزيز، فعبر الأثير بدأت مشوارها في الإذاعات الموجهة باللغة الإنجليزية في الإذاعة المصرية قبل نحو نصف قرن وقبل أن تتجه للتمثيل السينمائي.
ومع الإذاعة أيضاً فاجأتنا بالعودة بعد غياب 32 عاماً في أمريكا ونجح الفنان الشامل سمير صبرى في إقناعها بالرجوع عام 1999 لتستكمل دوراً سبق أن قدمته على الشاشة الفضية منذ نحو 45 عاماً، وهو دور (سميحة) في فيلم (الوسادة الخالية) عن قصة الكاتب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس إخراج صلاح أبو سيف واختارت العودة لجمهورها من خلال ميكروفون الإذاعة.
لبنى عبدالعزيز عند ظهورها لأول مرة على شاشة السينما عام 1959 كانت مختلفة في كل شيء عن ممثلات عصرها. فقد تفتحت عيناها على عيون الأدب العالمي في مكتبة والدها الصحفي والناقد حامد عبد العزيز وتلقت تعليمها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتعرفت خلال سنوات دراستها على مسرح شكسبير وأبسن وشو وآرثر ميللر ثم حصلت على شهادة في التمثيل من جامعة كاليفورنيا بأمريكا.
التقينا الممثلة القديرة لبنى عبدالعزيز لنتعرف منها على أهم المواقف والمحطات في حياتها سواء أثناء فترة عملها أو في غربتها الطويلة أو بعد عودتها فكان هذا الحوار:
* نبدأ معك من البداية وأول محطات حياتك وطفولتك؟
كان والدي حامد عبد العزيز عاشقاً للمسرح والأدب وكنت وأنا طفلة أستمع منه لحكايات عديدة عن تاريخ المسرح الأوربي ونشأته، وكان يقرأ بصوت عال أعمال شكسبير وأبسن وموليير فكنت أجلس إلى جواره رغم (صغر سني) لأستمع له بشغف شديد ومن هنا تشكل وعيي مبكراً وتعلقت أذني وأحاسيسي بالأدب والثقافة والفن الرفيع، فكنت أسرع تلميذة في حفظ الأناشيد والأشعار وكان والدي أيضاً تربطه علاقة بكبار الأدباء والمثقفين بحكم ترددهم علينا وتردده هو على منازلهم وصالوناتهم ودائماً ما كان يصطحبني معه فكانوا يصابون بالدهشة وهم يشاهدون هذه الطفلة الصغيرة التي لم يكن عمرها يتجاوز السبعة أعوام تجلس معهم وتستمع لكلامهم دون أن تشعر بالملل بدلا من ان تذهب للعب مع الأطفال ممن هم في عمرها.
تقديم برنامج الاطفال
* وكيف بدأت مشوارك مع الإذاعة وأنت طفلة؟
ذات يوم قام بزيارتنا في المنزل الأستاذ عبد الحميد يونس الذي كان يرتبط مع عائلتنا بصلة قرابة، وفي الوقت ذاته كان يشغل منصب مدير البرامج الأوروبية بالإذاعة المصرية واستمع لي وأنا ألقي بعض الأشعار وكان عمري وقتها 11 عاماً فاحتضنني الرجل وراح يقبلني وعرض على أبي أن يأخذني لأعمل في ركن الطفل بالإذاعة وتحديداً في القسم الانجليزي فوافق والدي وذهبت معه، وكان المشرفون على القسم الأوربي كلهم من الإنجليز واستفدت منهم كثيراً وتعلمت النطق الصحيح للغة الإنجليزية وبعد مرور ثلاثة أعوام على عملي، في سن الـ 14 عاماً، فوجئت بالأستاذ عبد الحميد يونس يسند لي مهمة صعبة جداًً تتمثل في قيامي بتقديم برنامج (ركن الأطفال) وحقق البرنامج نجاحا كبيرا ولفت الأنظار نحوي بسرعة حيث كانت كل الأسر المصرية في هذا الوقت تلتف حول الراديو فلم يكن التليفزيون قد ظهر للوجود بعد.
موظفة بدون راتب
* وما هي أطرف المواقف التي تعرضتِ لها في هذه الفترة؟
كان المسؤولون عن الإذاعة في حيرة شديدة من أمري فكيف يدفعون لي راتبي وأنا لا زلت قاصراً، وأخذ هذا الموضوع منهم جلسات ومناقشات عديدة وفي النهاية استقر الأمر على أن أعمل كموظفة بدون راتب، حتى يصل عمري لستة عشر عاماً وقد كان.
* وكيف كان شكل العلاقة بينك وبين أطفال البرنامج في هذا الوقت؟
رغم أنني كنت أتأرجح بين الطفولة وسنوات المراهقة إلا أن هذا البرنامج كان السبب الرئيسي في عشقي الشديد للأطفال حيث كنت أجلس معهم أكثر مما كنت أجلس مع الكبار، خاصة أن البرنامج حقق شهرة واسعة عند الجالية الأجنبية في مصر وكانت جرائد (الجازيت) و(كايرو كولنج) تقوم بنشر خطابات شكر عديدة في البرنامج.
العمة (لولو)
* وكيف إذاً التصق بك لقب (العمة لولو)؟
بعد انتهاء دراستي بالمرحلة (التوجيهية) انقطعت فترة عن الإذاعة لإكمال دراستي الجامعية في الخارج ثم عدت بعدها لأجد مكاني محفوظاً في الإذاعة وقررنا استكمال البرنامج ولكن بعد تغيير اسمه ليصبح (العمة لولو) خاصة إنني اشتهرت بلقب (العمة لولو) قبل انقطاعي عن البرنامج وسفري للدراسة وصدر قرار عاجل بتعييني في الإذاعة وهكذا استمرت الرحلة.
* وهل اقتصر وجودك بالإذاعة على تقديم هذا البرنامج فحسب؟
لا فقد قدمت برامج أخرى عديدة كان في مقدمتها أول برنامج شبابي في الإذاعة المصرية بعنوان (خمسة وخمسة) وكذلك برنامج (بورتريه) الذي التقيت فيه بكبار السياسيين والمثقفين في مصر.
حوارات مع المثقفين
* نعرف أنك في (بورتريه) أجريت حوارات مع كبار المثقفين والسياسيين، أمثال محمد حسنين هيكل وطه حسين وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس وصلاح طاهر، وهناك تسجيلان مهمان مع الزعيمين محمد نجيب ومحمد أنور السادات فهل تتذكرين ظروف تسجيل البرنامجين؟
حينما ذهبت للتسجيل مع محمد نجيب (أول رئيس لمصر) بتكليف رسمي ذهبت له وأنا أرتعد لشعوري أنه رجل صعب وشديد وفور جلوسي أمامه نسيت كل الأسئلة وظل الرجل وقتاً طويلاً ينظر لي ثم ابتسم بعد أن أدرك موقفي فبدأ هو بالحديث وأزال عني الرهبة فتوالت الأسئلة من جانبي بعيداً عما كنت أعددته فجاءت تلقائية تماماً وتبادلنا القفشات والمواقف الطريفة التي تعرض لها خلال رحلته العسكرية ولا أنسى آخر كلمة قالها لي وأنا أنصرف من مكتبه: ( أكيد بقينا أصحاب مش كده؟).
موقف مع السادات
* وماذا عن أطرف المواقف التي صادفتك أثناء التسجيل مع الرئيس الراحل أنور السادات؟
ذهبت للتسجيل معه في فيلته بالهرم وأذكر أن ملابسه كانت عادية جداً دون تكلف أو مبالغة، وقبل بدء التسجيل فوجئت به ينهض واقفاً ويهتف بصوت عال قائلاً: (لبنى)! فانتفضت من المقعد الذي كنت أجلس عليه وشعرت بقلق شديد فأدرك هو رد فعلي فضحك ضحكته الشهيرة وقال لي: أنا أنادي على ابنتي (لبنى) لكى تتعرف عليك وتكتسب منك أسلوبك وبالفعل قدمها لي وجعلها تحضر التسجيل معه.
* نعرف أيضاً أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان يوليك اهتماماً خاصاً ما هي أسباب ذلك هل تتذكرين لقاءك معه؟
نعم لقد التقيت به مرتين في حياتي، الأولى كانت في الجامعة الأمريكية حيث كنت أدرس علم النفس والفلسفة، والمرة الثانية عندما منحني (وسام النيل) وهو أعلى وسام في مصر آنذاك وشرفت بالحصول عليه.
* ولماذا تم اختيارك تحديداً لمنحك هذا الوسام؟
هذا هو السؤال نفسه الذي توجهت به للدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام حينذاك حينما أبلغني بالقرار فأجابني قائلاً: لأنه كان لي نشاط كبير جداً أثناء العدوان الثلاثي على مصر عندما كنت أقدم برامج عديدة تم ترجمتها بكل اللغات وكانت تبث من إذاعة صوت العرب وأذكر منها (أحداث اليوم) و(هل تعلم) فكنت ألقي الضوء من خلالها على شخصيات عالمية وأكشف جرائم وفضائح الإسرائيليين على مر التاريخ وأثار هذا ردود أفعال واسعة النطاق في كافة دول العالم وغضباً عارماً في الشارع الإسرائيلي.
ذاكرتي البيضاء
* من الإذاعة.. للتمثيل كيف حدث هذا وما الذي دفعك لهذا الاتجاه؟
التمثيل بدأ معي في الأساس كهواية منذ دراستي بالجامعة الأمريكية، فكنت طالبة نشيطة خصوصاً في المسرح، والطريف أن كل مخرجي الجامعة كانوا يتسابقون كي أعمل معهم، وشاركت في مسرحيات عديدة وهكذا اكتسبت خبرة جيدة في هذه الفترة المبكرة.
*وهل هناك مواقف غريبة صادفتك أثناء عملك كممثلة؟
شيء غريب ونادر ظل ملازماً لي سواء في كل عمل مسرحي شاركت فيه أو فيلم سينمائي وهو إحساس كان ينتابني في أول يوم عبارة عن تشنج غريب ونسيان كامل للدور، فأجد ذاكرتي مثل الشاشة البيضاء فلا أتذكر أي شيء.
* وهل تسبب هذا لك في مواقف محرجة؟
كثيراً جداً، فكنت حينما أصعد لخشبة المسرح أقف مكاني صامتة وأتلفت حولي في بلاهة ودهشة ولطالما أضحك هذا عليّ الجمهور والزملاء أيضاً.
* وما هي المواقف التي أدت لتطور الهواية إلى احتراف؟
كنت أقوم ببطولة مسرحية بعنوان (الأخوات الثلاث) لتشيكوف وحققت نجاحا كبيرا وأصبح لي بسببها جماهيرية عريضة داخل الجامعة الأمريكية وكتب عني الدكتور رشاد رشدي في مجلة (آخر ساعة) أربع صفحات كاملة كما كتب أيضاً آخرون مثل يوسف إدريس وفتحي غانم ففوجئت بمخرجين ومنتجين يبحثون عني وفي الوقت ذاته كان الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس جاراً لنا وصديقاً لوالدي وبعد مشاهدته لي في الجامعة وقراءته لما كتب عني أكد على صدق إحساسه بأنني موهوبة جداً فراح يلح عليّ وكانت رئيسة الإذاعة أيضاً الإعلامية الكبيرة تماضر توفيق تشجعني بشدة حتى اقتنعت أخيراً بالانتقال من الهواية إلى الاحتراف.
* وما هو موقف والدك من عملك بالتمثيل؟
أتذكر حتى اليوم ما قاله لي عند قيامي بمفاتحته في الموضوع: لقد ربيتك على الحرية والاستقلال وأعطيتك ثقتي كاملة واحترام أسلوب تفكيرك ولهذا أترك لك حرية اتخاذ القرار لأن التمثيل به أشياء مفيدة وأخرى ضارة وفي النهاية أنت التي ستدفعين الثمن فلا بد وأن تكوني قادرة على تحمل المسئولية.. وجلست بضعة أيام أفكر في كلامه جيداً حتى اتخذت القرار.
لقاء العندليب الاسمر
* بدأت مشوارك مع التمثيل بفيلم (الوسادة الخالية) فهل تتذكرين أول لقاء جمعك بعبد الحليم حافظ في هذا الفيلم؟
لم يكن الفيلم هو أول تعارف بيني وبين (عبد الحليم) فقد سبق والتقيت به قبلها أكثر من مرة، كانت احداها بمكتب تماضر توفيق وكان من بين المشجعين لي، وعند إبلاغ المخرج العظيم صلاح أبو سيف له باختياري لأشاركه بطولة الفيلم أبدى سعادة بالغة واتصل بي ليهنئني.
* ولماذا اختارك صلاح أبو سيف لبطولة الفيلم رغم وجود فنانات كبيرات مشهورات في هذا الوقت؟
صلاح أبو سيف كان قد شاهدني أكثر من مرة وأنا أمثل بالجامعة الأمريكية حيث كان كثير التردد عليها وأثنى كثيراً عليّ كما كان المنتج رمسيس نجيب يحدثني كثيراً في أمر التمثيل وعند موافقتي واتخاذي للقرار صمم على التعاقد معي على أكثر من فيلم، فكان هناك اتفاق كامل بينه وبين صلاح أبو سيف على أنني مختلفة عن كل الممثلات الموجودات على الساحة في هذا الوقت.
تدبير المقالب
* كلنا نتذكر شخصية (سميحة) التي قدمتها في (الوسادة الخالية) ونتذكر كذلك شخصية (صلاح) التي جسدها عبد الحليم فما هي أطرف المواقف التي جمعت بينكما؟
لقد كان عبدالحليم حافظ رحمه الله من عشاق تدبير (المقالب) وكان يجذبني نحوه بحكايات خيالية لم يكن لها وجود، ولكن بسبب طريقة حديثه عنها كنت أنجذب إليها بقوة، وكان يعرف بالطبع مشواري مع الإذاعة وبرامجي السياسية والثقافية والاقتصادية فكان يتدخل في أي حديث يدور بيني وبين صلاح أبو سيف في هذه النواحي ويسعى للتأكيد على أنه أكثر مني ثقافة فكنا نضحك بشدة وأصبحنا أصدقاء، ورغم عدم اشتراكي معه في أي عمل بعد ذلك إلا أن الصداقة ظلت قائمة بيننا حتى رحيله.
* توالت بعد (الوسادة الخالية) أفلامك الناجحة هل تتذكرين عدد هذه الأفلام وأبرزها؟
رحلتي مع التمثيل لم تستمر سوى سبعة أعوام قدمت خلالها 18 فيلماً فقط، ورغم هذا العدد القليل جداً مقارنة بما قدمه غيري أشعر بسعادة طاغية لأنني اكتشفت بعد رحلة الغربة الطويلة أن الناس لازالت تتذكرني، بل هناك شباب ولدوا بعد سفري أجدهم يناقشونني ويحدثونني عن هذه الأفلام وراحوا يذكرونني بأدوار أنا نفسي كنت أوشكت على نسيانها ومن أهم الأفلام التي أعتز بها (هذا هو الحب) مع يحيى شاهين و(رسالة من امرأة مجهولة) مع فريد الأطرش وأعتز جداً بشخصية أمينة التي قدمتها في فيلم (أنا حرة) رائعة إحسان عبد القدوس وكذلك أحب جداً أدواري في أفلام (وا إسلاماه) عام 1961 مع أحمد مظهر إخراج أندرو مارتون، وأيضاً (آه من حواء) عام 1962 مع رشدي أباظة إخراج فطين عبد الوهاب و(أدهم الشرقاوي) عام 1964 مع عبد الله غيث إخراج حسام الدين مصطفى.
* أكثر فنان عملت معه؟
إنه رشدي أباظة حيث اشتركنا في بطولة خمسة أفلام هي (بهية) و(العيب) و(أه من حواء) و(عروس النيل) (وا إسلاماه)، وكان آخر فيلمين لي قمت ببطولتهما قبل تركي لمصر هما (العنب المر) عام 1966 مع الفنان الكبير محمود مرسي الذي بكيت عليه كثيراً بعد أن عرفت بنبأ وفاته مؤخراً، وكان الفيلم من إخراج فاروق عجرمة وفيلمي الأخير هو (إضراب الشحاتين) عام 1967 مع كرم مطاوع إخراج حسن الإمام.
* ارتبطت بالزواج من الدكتور إسماعيل برادة منذ عام 1966 حتى اليوم فكيف اخترته من بين آلاف المعجبين؟
تعارفنا حينما كان يقوم بالإعداد الموسيقي لبرنامجي (ركن الأطفال) في الإذاعة الذي كنت أقدمه وافترقنا لفترة ثم التقينا مرة ثانية في الإذاعة أيضاً وقد ارتبط (إسماعيل) في الوقت ذاته بصداقة عميقة مع والدي الذي سألني ان كنت اوافق على الارتباط باسماعيل فأبديت له موافقتي وتمت الخطبة وتزوجنا في مارس عام 1966م.
* وماذا عن أهم المواقف التي ربطتكم سوياً خلال هذه الأعوام الطويلة؟
لقد زالت كل مخاوفي بعد الزواج منه حيث وجدته إنساناً رائعاً في كل شيء، يعرف جيداً كيف يعامل زوجته وزاد من قوة علاقتنا إنجابي لابنتنا (مريم) بعد سفرنا لأمريكا فتغلبت عليّ غريزة الأمومة وتعلمت فن الطهي وتنظيم وتنظيف المنزل وبعدها بستة أعوام أنجبت ابنتي الثانية (دينا) ومرت الأعوام وتزوجت (مريم) من مهندس كمبيوتر اسمه ( بيتر) وأنجبت أول حفيدة لي (سارة) التي ولدت في أول أغسطس عام 1969 وأنهت ابنتي الصغرى (دينا) دراستها الجامعية وكل بناتي وأحفادي يعيشون في أمريكا حالياً.
زوار الفجر
* تردد بعد اتخاذك لقرار الهجرة من مصر إنك أُجبرت على ذلك بسبب ( زوار الفجر) كما كان يطلق عليهم فهل هذا صحيح؟
كل هذا الكلام شائعات مغرضة فلم يحدث على الإطلاق أن جاءني يوماً (زائر فجر) ليقبض عليّ بالعكس كنت أمنح النياشين والأوسمه وكان لي كل الاحترام والتقدير.
* ولماذا انقطعت إذاً علاقتك بمصر تماماً طيلة 32 عاماً؟
من قال هذا ؟ لقد انقطعت علاقتي بعد وفاة والدي فهو الذي كان يربطني بجذوري التي لابد أن أعود لها بين الحين والآخر وبعد وفاته وحزني العميق عليه لم تنقطع الجذور، ولكن قوة انجذابي لها كانت تقل واخوتي كانوا يأتون لزيارتي فكنت اكتفي برؤيتهم هناك ودائماً كنت أتخذ قرار العودة والزيارة ولكن ظروف الحياة ومشاغلها كانت تدفعني لتأجيل الزيارة بصفة مستمرة فما لا يعرفه الكثيرون أن حلم العودة وإنهاء الغربة ظل يساورني 17 عاماً كاملاً وكذلك الأمر بالنسبة لزوجي وبناتي.
* وهل انتهت علاقتك بالفن تماماً بعد سفرك لأمريكا؟
نحن لم نسافر لأمريكا مباشرة فمنذ أن تركنا مصر يوم 25 ديسمبر 1966 ذهبنا أولاً إلى إنجلترا ثم رحلنا إلى فرنسا ومنها إلى أمريكا وعملت هناك بالإذاعة وقدمت برنامجا ناجحا ذاع صيته بسرعة هناك وتوقفت عن العمل بعد الإنجاب لرغبتي في أن أعطي بيتي وزوجي مزيداً من الوقت والاهتمام وهذا هو ما دفعني لرفض العمل بأحد المسارح الكبرى بأمريكا بعد معرفتهم أنني فنانة مصرية شهيرة ومحبوبة.
نكسة 1967
* وما هو أصعب موقف تعرضت له بعد سفرك؟
بعد وصولي لأمريكا بشهور قلائل وقعت نكسة 1967 وكانت فترة عصيبة جداً في حياتي، وظللت أبكي وسيطرت عليّ الأحزان فترة طويلة كما أن معاملة الأمريكان كانت سيئة فظللت ألزم بيتي في ولاية ( مينسوتا) أياما طويلة لقد أذلنا اليهود في أمريكا آنذاك بطريقة غير معقولة.
* وهل تغير الموقف بعد انتصار أكتوبر؟
الأمريكيون لم يعطوا لنا سوى يوم ونصف فقط لنسعد بالانتصار في أكتوبر لقد استكثروا علينا الفرحة فبعد يوم ونصف أعلنوا أنه حدث تراجع وقد علمنا وقتها أن (كسينجر) تدخل وهدد بشكل أو آخر وبالطبع لم نكن نعرف التفاصيل فقضوا على سعادتنا مبكراً!
* وما هو الدور الذي قمت به كمواطنة مصرية وعربية في أمريكا؟
لقد كنا باستمرار في نشاط مستمر من أجل تعريف المجتمع الأمريكي بالقضية الفلسطينية كلنا نفعل هذا ونسعى لتعريف أفراد الشعب الأمريكي بالحقيقة ومدى الظلم الذي تعرض له الفلسطينيون بصفة خاصة والعرب بصفة عامة، وأنا نفسي كنت كثيرة الزيارات إلى المدارس وأتحدث مع الأطفال وفي الإذاعة عن قضيتنا والمطالبة بالعدل، ولكن ماذا تفعل كل هذه الكلمات أمام الإعلام الإسرائيلي واليهودي المسيطر تماماً على الذهن الأمريكي وللأسف نحن لا يوجد لنا جهاز إعلامي واحد يمكن له التحدث والسعي لتغيير هذه الأشياء الراسخة في أذهانهم عنا.
أموت في ترابها
* وما هي الظروف التي دفعتك لاتخاذ قرار العودة للعيش في مصر؟
كما قلت كان حلم العودة يراودني أنا وزوجي سنوات طويلة وبعد أن أطمأنت قلوبنا على البنات، وأصبح لهن حياتهن الخاصة التي يشكلنها بأنفسهن قررنا العودة، وقد سبقني زوجي وأرسل لي لكي أحضر وظللت أفكر كثيراً في شكل الحياة والشوارع والميادين والأصدقاء القدامى، وقد جعلني هذا أتردد كثيراً في الحضور لدرجة أنني أرسلت له قائلة: لن أعود!
* إذاً كيف عدت؟
جاء أخي إلى أمريكا وهو طيار تجاري وطلب مني إعداد حقائبي لكي أذهب معه لسويسرا لأمر خطير ولم يقل لي شيئاً آخر، وتركني على أن يأتي في اليوم التالي وبالفعل جهزت كل شيء وجاء ولم أشعر إلا وأنا بداخل الطائرة وهو يربط لي حزام الأمان ويأمرني بعدم الحركة حتى الوصول إلى القاهرة.
* وما هي مشاعرك بعد وصولك؟
ظلت تطاردني ذكريات عديدة مضت، وفي اللحظة التي قالت لي فيها المضيفة (حمد لله على السلامة) قلبي كان يدق كمراهقة ستقابل حبيبها لأول مرة ووجدت دموعي تسيل دون توقف وفي المطار وجدت الناس تشير نحوي وتقول (لبنى عبد العزيز) وترحب بي وتناديني بأسماء بطلات أفلامي لم أكن أصدق اللحظات التي أعيشها ولم أكن أتصور أن الناس مازالت تذكرني بهذا الشكل.
* وما هي أحاسيسك عند لقائك بالأصدقاء القدامى ومشاهدتك للشوارع والميادين التي قضيت فيها أجمل سنوات عمرك؟
رغم اختلاف أشياء كثيرة جداً ورغم رحيل عدد كبير من أصدقاء الزمن الجميل إلا أن مصر هي بلدي ومعشوقتي وشعرت من الزيارات واللقاءات الحميمة وحب الناس أنني لن أستطيع ترك هذا البلد مرة ثانية، فاتفقت مع زوجي بعد مشاروات عديدة معه ومع بناتي في أمريكا أن أحتفظ ببيتنا في (هيوستن) وأبقى في مصر، فقررت ألا أتركها وطلبت منهم حينما أموت أن أدفن في ترابها.
* وما هو موقفك حينما وجدت المنتجين والمخرجين يدقون بابك ليطالبوك بالعودة للسينما؟
رفضت بشكل قاطع فالزمن تغير وأنا أريد أن أبقى كما أنا بصورتي القديمة في عيون الجميع.
* ولماذا إذًا وافقت على العودة من خلال ميكرفون الإذاعة؟
لكون الأمر مختلفاً تماماً لأنني سأظهر بصوتي وليس صورتي كما أن الإذاعة هي معشوقتي الأولى.
* وما موقفك حينما عرض عليك سمير صبري مشاركته في المسلسل الإذاعي (الوسادة لا تزال خالية)؟
لقد أثبت أنه ذكي جداً بهذا الاختيار وشعرت بالحنين يجذبني لسميحة بطلة الوسادة الخالية ورغم القلق الشديد الذي أصابني من مواجهة الجمهور في النهاية اتخذت القرار بالموافقة والحمد لله على النجاح الذي حققه والأسلوب العظيم الذي استقبلني الجمهور به.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|